مجلة البعث الأسبوعية

زيادة معدلات الإصابة بالسرطان والمرضى بين تكاليف العلاج والتمسك بالأمل و”الصحة” لا تردّ!!

البعث الأسبوعية – دارين حسن

تزداد نسب تشخيص مرض السرطان في محافظة طرطوس نتيجة نمط الحياة السلبي، فطعامنا غير صحي تغزوه الهرمونات وسلوك يومنا غير سليم إثر ضغوطات الحياة، لينتشر المرض ويفتك بأجساد مرضاه الذين يتكبدون كلفا باهظة وكبيرة ثمن الجرعات والأدوية التي تنقطع أحيانا كون استجرارها مركزي، ليبقى الأمل رفيق يومياتهم يرسم حلما بالشفاء التام…!

تكلفة باهظة

وفي شعبة الدم والأورام بمشفى الباسل بطرطوس التقت ” البعث” ببعض المرضى الذين استقبلونا بابتسامة وبنظرات الأمل بالشفاء، إذ أشار أحدهم إلى أن ثمن الجرعة ١٥ مليون وتكلفة الإبرة ٧.. ألف، وعند كل جرعة يحتاج إلى أربع أو خمس إبر، كما أنه بحاجة لإبرة كل أسبوع بسعر مليونين ونصف، مبينا أن الجرعة التي يأخذها حاليا بالمشفى هي الأخيرة كما حصل على بعض أدويته من المشفى.

وعزة التي اكتشفت منذ ثلاثة أشهر إصابتها بسرطان عقد لمفاوية، أشارت إلى أنها عانت من أعراض غريبة فبدأت بتحاليل لصورة صدر وإيكو وطبقي محوري إلى أن توصلت للنتيجة، أخذت جرعة كاملة بالمشفى منذ شهر ونصف كما أنها تحتاج كل أسبوعين إلى جرعة.

وبعد أن أجرى فحوصات عامة وثبتت إصابته بسرطان عقد بلغمية، استمرت رحلة علاج السيد ياسر سنتين حتى تعافى بشكل كامل، حدثنا قائلا، وهو الذي التقينا به بعد تعافيه في منزله: أول فترة مرضي كانت الجرعات متوفرة بمشفى الباسل، حيث أخذت /١٢/ جرعة وبعد انقطاع الدواء من المشفى حاولت تأمينه من صيدليات طرطوس، وكنت أحتاج إلى جرعتين شهرياً سعر كل جرعة/ ٢٥. / ألف أخذتها بالمشفى.

الكشف المبكر 

رئيس الشعبة الدكتور بشار حمود أوضح ” للبعث” أن مرض السرطان هو مرض عشوائي غير منظم للخلايا يؤدي لنشوء المرض لكافة الفئات العمرية ولكلا الجنسين، مشيرا إلى زيادة نسبة تشخيص المرض نتيجة نمط الحياة السلبي من ناحية التغذية والشدة النفسية والتلوث، وإلى ضرورة التوعية المجتمعية والتثقيف لكل فئات المجتمع وذلك بعدم إهمال أي مشكلة صحية أو عرض فجائي، وبالتالي يتوجب علينا أن نستقصي بالصور الشعاعية والتحاليل والفحص السريري وعدم إهمال الأعراض لتتفاقم ونصل لمرحلة متأخرة نفقد فيها احتمالية الشفاء التام.

مراحل العلاج

وأضاف حمود: معظم الحالات تصلنا غالبا بتشخيص كامل أو جزئي، فإذا وصل المريض بتشخيص كامل نبدأ العلاج وإن كان التشخيص جزئي نكمل الاستقصاءات اللازمة لوضع التشخيص النهائي لنبدأ المعالجة، وأول مرحلة هي وضع التصنيف للمرحلة الورمية عند المريض وهي مرحلة ضرورية لتحديد الخطة العلاجية الصحيحة، مبينا أن الخطة قد تكون علاج كيميائي أو هرموني أو علاج متشارك بين الكيميائي والشعاعي، كما يمكن أن تكون علاجات مناعية، مشيرا إلى أن تشخيص الخطة بشكل صحيح يقود للعلاج الصحيح.

آلية العمل ضمن الشعبة أوضحها د. حمود بالقول: يتم قبول المريض بالشعبة إما عبر العيادة أو كمريض جديد يدخل الشعبة ونضع له خطة علاجية يبدأ بها ويلتزم بمواعيده دوريا، وإن كان مريض قديم قد أخذ جرعات سابقة يجري تحاليل وعندما نطمئن عليها أنها مناسبة للعلاج يدخل الشعبة ويبدأ جرعاته حسب الخطة المتفق عليها.

افتقاد المرشد

ولفت رئيس الشعبة إلى افتقاد الشعبة لاختصاص المرشد النفسي والأخصائي الاجتماعي الذي يعمل مع الكادر الطبي والتمريضي بشكل دائم ويوجه الكادر الطبي بالشعبة لحسن التعامل بحرفية أكبر مع المريض، ومع غياب الاختصاص، يقع موضوع الرعاية كاملا على الأطباء إلى جانب الرعاية الطبية الصحية بالمعالجة، وبالتالي يتوجب علينا أن نشرح للمريض وأهله أن العلاج لمصلحته، مبديا التعاون المتكامل من الأطباء والمقيمين والكادر التمريضي بتأمين الجو المناسب للمريض ليأخذ علاجه وهو بحالة نفسية جيدة، مشيرا إلى أهمية تكامل العلاج النفسي والعلاجي.

في تطور مستمر

ورداً على سؤالنا حول إن كان هناك من إدخالات جديدة بجراحة الاورام، أكد د. حمود أن العلاجات في تطور مستمر، ففي كل يوم دراسة جديدة وأدوية حديثة، قد يكون البعض منها مكلف وغير متوفر في بلدنا، شأن الكثير من البلدان، مبينا أن التطور في الدراسات والأدوية يؤدي إلى تحسين بنسب الاستجابة لدى المريض، لأن الأدوية الحديثة أشد فعالية وأقل تأثيرات جانبية ونسب شفاءها أكبر ونسب الاستجابة أعلى وبالتالي أقل فترة استشفاء للمريض.

نسب الشفاء 

وأشار رئيس الشعبة إلى أن معدلات التشخيص في تزايد، فبين عامي ٢.١٩_ ٢.٢. كان لدينا خمسين مريضا بالسنة، أما اليوم خمسين مريضاً بالشهر، مؤكداً زيادة نسب الشفاء بسبب الأدوية الحديثة والمراجعة والتشخيص المبكر، إضافة إلى متابعة المريض والمتابعة الطبية.

الحرص على

وأوضح د. حمود أن طرق الوقاية من المرض شائكة وكبيرة، تبدأ بالتوعية وعدم إهمال الأعراض ومراجعة الطبيب عند وجود أي مشكلة غير قابلة للحل، مؤكدا الحرص على توفر الأدوية بشكل مستمر ضمن الشعبة تزامنا مع العدد الكبير للمرضى الذي يختلف بين أسبوع وآخر وشهر ومثيله، مبينا أن عدد الحالات الجديدة التي باشرت علاجها يتراوح بين ٣. _٥. مريض، وأن الحالات الداخلة للشعبة بالمئات شهريا تتلقى العلاج إن كان تشخيصي أو علاجي أو متابعة ما بعد العلاج.

الاستجرار مركزي

بدوره أشار مدير مشفى الباسل الدكتور اسكندر عمار إلى أن استجرار أدوية مرضى السرطان مركزي، حيث تقوم وزارة الصحة، مديرية الأمراض السارية المزمنة، باستجرار الأدوية عن طريق المؤسسة العامة للتجارة الخارجية” فارمكس” وعند توفر الأدوية يصدر جدول توزيع وزاري إلى جميع مراكز معالجة الأورام في القطر بنفس التوقيت وفق حصص تحدد من قبل الوزارة وذلك حسب أعداد المرضى في كل مركز، ووفق الإمكانيات المتاحة تعطى الجرعات وفق بروتوكولات محددة في جميع أقسام سورية، موضحا أنه خلال الفترة الماضية صدر تعميم وزاري للالتزام ببروتوكولات محددة مسبقا لكل أنواع السرطانات والأدوية المتوفرة لهذه البروتوكولات، بحيث يتم توفير أدوية متوافقة مع البروتوكولات المعتمدة في سورية والتي تصدر عن لجنة التحكم بالسرطان.

مرونة وتعاون

ولم يخف د. عمار الاختناقات التي تحصل أحيانا بالأدوية لأنها مستوردة، فيحدث أحيانا نقص في مركب معين لفترة من الزمن ثم يتوفر بعدها، مشيرا إلى أن جميع الأدوية تعطى بالمشفى مجانا، و إلى المرونة الكبيرة في التعامل بهذا الموضوع، وإلى التعاون المستمر بين جميع مراكز معالجة الأورام في سورية، بحيث يتلقى المريض علاجه ويكمله حسب توفر الدواء في المراكز، فمثلا إن تم استهلاك الحصة الموجهة لمشفى الباسل بطرطوس خلال فترة شهر من مركب معين، وبقي في مشفى تشرين الجامعي كمية من الدواء فيتم إحالة كتاب يتابع من خلاله المريض علاجه في المركز المذكور، كما أن هناك تعاون بين مشفى الباسل والبيروني من أجل متابعة العلاج الشعاعي لمن يحتاج من المرضى، لافتا إلى أنه ومنذ فترة قريبة تم تركيب مسرعات خطية في مشفى البيروني بإشراف مباشر من لجنة التحكم بالسرطان والسيدة الأولى.

وذكر مدير المشفى خدمات الأورام المقدمة من المشفى لعام ٢.٢٢ وحتى شهر أيار لعام ٢.٢٣، حيث وصل عدد المرضى بعام ٢.٢٢ إلى ٢٢٣١ مريضا بعدد جلسات وصل إلى 4330 جلسة، في حين بلغ  990 مريضاً عام ٢.٢٣ بعدد جلسات ٢١٥٤ جلسة.

انتظار أسبوعين 

وبعد انتظار دام أكثر من أسبوعين لم يصلنا رد وتوضيح من مديرية صحة طرطوس التي رفعت كتابنا إلى الوزارة المتضمن أعداد المرضى وأسباب انتشار المرض ومناطق انتشاره، كذلك واقع الأدوية و كيفية تأمينها، وأهمية إحداث مركز تخصصي للمعالجة الإشعاعية بالمحافظة… وغير ذلك، لكن الرد على كتاب ” البعث” لم يرد منها بعد…!