مخاطر الذكاء الاصطناعي
تقرير إخباري
يبحث مجلس الأمن الدولي رسمياً لأول مرة ملفّ الذكاء الاصطناعي، يأتي ذلك بالتزامن مع قيام حكومات في جميع أنحاء العالم بدراسة كيفية التخفيف من مخاطر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الناشئة، التي يمكن أن تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي، وتغيّر مشهد الأمن الدولي. وتتولّى بريطانيا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي هذا الشهر، وتسعى إلى دور قيادي عالمي فيما يتعلق بتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي. ومن المقرّر أن تدعو بريطانيا إلى حوار دولي حول تأثير الذكاء الاصطناعي في السلام والأمن في العالم، حيث سيرأس وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي النقاش.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد اعتبر مؤخراً، أن الذكاء الاصطناعي يهدّد البشرية، وأطلق نداءً للتوقّف فوراً عن استخدامه، قائلاً: إن أجراس الخطر التي تُدقّ من الصورة الجديدة للذكاء الاصطناعي تُصمّ الآذان، مشيراً إلى أن التحذيرات الأعلى صوتاً يطلقها مصمّمو تلك التقنيات، الذين وصفوا الذكاء الاصطناعي بأنه خطر وجودي يهدّد البشرية، ويضاهي خطورة الحرب النووية. وأيّد المسؤول الأممي، خلال مؤتمر صحفي، فكرة إنشاء وكالة دولية معنية بالذكاء الاصطناعي على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيراً إلى أن القلق بشأن التهديد الذي يشكّله التطوّر المتسارع للذكاء الاصطناعي الإدراكي يجب ألا يغيّب الضرر الذي سبّبته التقنيات الرقمية التي تُمكّن من نشر خطاب الكراهية عبر الإنترنت، والمعلومات المضلّلة والمغلوطة.
وقد حذّرت مجموعة من كبار رجال الأعمال والخبراء، من بينهم مبتكر برنامج “تشات جي بي تي” سام ألتمان، في بيان نُشر في أيار الماضي، من أن صعود الذكاء الاصطناعي ينطوي على خطر “انقراض” للبشرية.
ورأى موقّعو البيان أن مكافحة المخاطر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ينبغي أن تكون أولوية عالمية كسواها من المخاطر الأخرى على مستوى المجتمع، كالأوبئة والحروب النووية.
وفي آذار الفائت، دعا مئات من الخبراء العالميين، من بينهم الملياردير أيلون ماسك، الذي كان بين مؤسّسي شركة “أوبن إيه آي” عام 2015، وترك مجلس إدارتها 2018، إلى التوقّف ستة أشهر عن إجراء أبحاث ترمي للتوصل إلى تقنيات ذكاء اصطناعي أقوى من “تشات جي بي تي”، معربين عن تخوّفهم ممّا تحمله هذه التكنولوجيا من مخاطر كبيرة على البشرية.
وقد شكّل إطلاق “أوبن إيه آي” في آذار الفائت “تشات جي بي تي-4″، وهو إصدار جديد أقوى من “تشات جي بي تي” الذي أتيح استخدامه في نهاية 2022، مؤشراً على الانتشار السريع للذكاء الاصطناعي الآخذ في اكتساب الطابع “العام”، الذي يوفّر قدراتٍ معرفية بشرية، ويغني عن مهن عدة.
هيفاء علي