رياضةصحيفة البعث

موسم تغيير إدارات الأندية بدأ.. والمكتب التنفيذي غير قادر على الحل

مع نهاية كل موسم رياضي تشهد أنديتنا حالة من الفراغ أو التخبط الإداري تجعلها تدخل في متاهة كبيرة، وتضعها تحت ضغط الوقت الذي يداهمها قبل الموسم الجديد الذي يحتاج إمكانيات مالية كبيرة في ضوء تكاليف اللعبتين المحترفتين اللتين باتتا تكلفان مليارات الليرات مقابل صناديق خاوية واستثمارات سطحية ضعيفة تملكها بعض الأندية.

الغريب أن حالة الاستقالات من قبل إدارات الأندية تتكرر في كل عام لكن حل هذه الظاهرة لم يتبلور لا خلال الدورة الرياضية الحالية ولا التي سبقتها، فاكتفى المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام بالحلول الإسعافية وتبديل الأسماء دون وجود تحليل موضوعي لواقع الأندية من ناحية المنشآت والاستثمارات مع الاعتماد الكلي على التبرعات والاعانات من المحبين والداعمين التي لا تعد مصادر دخل ثابتة يمكن البناء عليها للمستقبل.

طبعاً وجود شركات راعية أو رجال أعمال داعمين في كل ناد أمر مطلوب وله آثار إيجابية، لكن هذه الآثار يمكن أن تتحول إلى سلبية إن تخطى دور هؤلاء الداعمين الأمور المالية إلى التدخل في الشؤون الفنية وفرض رؤيتهم التي لا تستند إلى خبرة أو دراية بل لنظرة شخصية من باب دعم المقربين والمحسوبيات.

المكتب التنفيذي اليوم أمام مجموعة أندية تحتاج لتدخل عاجل، فنادي الحرية بعد بلوغ فريقه الكروي للدوري الممتاز دون إدارة، ونادي الجلاء تم اليوم الإعلان عن إدارة جديدة بأسماء كان تواجد بعضها غريباً بعد استقالة الإدارة القديمة إثر انتهاء دوري كرة السلة ، كما يعيش نادي الطليعة حالة فراغ مع وجود استقالات لأعضاء الإدارة دون البت فيها حتى الآن، ويعيش جمهور نادي الكرامة حالة ترقب للإعلان عن أسماء الإدارة الجديدة التي ينتظرها عمل كبير، بينما تحوم الشائعات حول مستقبل إدارة نادي تشرين مع وجود تعديل متوقع لإدارتي ناديي الوثبة والفتوة.

كل الأمثلة السابقة توحي بأن هنالك أمراً غير صحيح في طريقة التعاطي مع ملفات الإدارات التي تقود الأندية التي تشكل هي ذاتها العمود الفقري لرياضتنا، فكيف يمكن الحديث عن تطور فني إن كان الاستقرار المالي والإداري غائباً، وكيف يمكن الحديث عن خطط واستراتيجيات ومشاريع مستقبلية والقائمون على أنديتنا يتغيرون باستمرار وفي فترات زمنية قصيرة ومتقاربة؟

لاشك أن أنديتنا تعاني على كافة الصعد لكن الأكيد أيضاً أن الحلول ليست مستحيلة لكنها في بعض الأحيان تتطلب جرأة في القرار وتفكيراً خارج الصندوق لبلورة مشروع متكامل يوقف حالة الانهيار المتسارع للأندية ولألعابها.

المحرر الرياضي