“البعث” ترصد واقع الأسواق.. أسعار تناسب “بريستيج الذوات” وأخرى بالكاد تلبي احتياجات أصحاب الفاقة!
دمشق – البعث
رصدت “البعث” خلال جولة لها في بعض أسواق دمشق، مفارقات وتناقضات تعكس السلوكيات الاستهلاكية لطبقات المجتمع ومدى ارتباط بعضها بالمظاهر، وحرص بعضها الآخر على تأمين أبسط مقومات العيش.. والبداية من أسواق الصالحية الشعلان.. إذ وصل سعر طقم أطفال – قياس طفل بسن الخمس سنوات تقريبا – يحمل اسم ماركة معروفة إلى 300 ألف ليرة سورية في أحد المحلات المخصصة للـ” VIP ” التي تسعى لإرضاء رغبات وبريستيج أبناء الذوات، في حين أن سعر طقم الأطفال من النوع الفاخر من القياس ذاته حوالي 20 ألف ليرة سورية.
أحد العارفين بخفايا أسواقنا أكد أن تحرير الأسعار أعطى غطاء قانونيا لأغلب محلاتنا التجارية أن تحلق بأسعارها عاليا دون ضوابط، موضحا أن أرباح تجار الألبسة خيالية على مدار العام لاسيما إن كانت الحركة جيدة – فما بالك في أوقات المواسم والأعياد – مبينا أنه حتى في أوقات التنزيلات لا تقل أرباحهم عن 50%، مشيراً بذات الوقت إلى انحسار حركة الشراء إلى أدنى درجاتها!
صيدليات الأرصفة
أدى الوضع المعيشي الضاغط بالمستهلك للبحث عن خيارات تؤمن احتياجاته الأساسية، ففي الوقت الذي نتفهم به توجه المستهلك إلى منتجات ورش الظل من المنظفات –على سبيل المثال لا الحصر- نظراً لانخفاض أسعارها مقارنة بنظيراتها المنتجة بشكل نظامي وتحمل ماركة مسجلة، فإننا نستهجن توجه كثير من الشرائح لشراء نظارات طبية مخصصة للقراءة من البسطات، ما يعني أن الأدوات والتجهيزات الصحية الطبية لم تعد حكرا على الصيدليات والمحلات والمراكز المرخصة أصولا لهذه الغاية، بل أصبح للبسطات المنتشرة على الأرصفة نصيب منها بعد أن بدأت تسوق للمشدات العضلية وأدوات المساج الكهربائية ومستحضرات التجميل ومرطبات الجلد وغيرها، وتبيعها بأسعار منافسة لنظيراتها النظامية ما يجعلها أكثر رواجا وإقبالا من قبل المستهلكين غير المدركين لجودة وصلاحية هذه المنتجات المرتبطة بصحة الإنسان، دون أدنى مستويات الرقابة من قبل الجهات المعنية كوزارة الصحة وأجهزة حماية المستهلك.
حقٌ أُريد به باطل
لاحظنا خلال جولتنا على الأسواق أن سبب انخفاض أسعار بعض المواد والسلع الغذائية بشكل لافت يعود إلى أساليب الغش والتدليس المبتكرة من قبل التجار – حسب ما أكده بعض المستهلكين – الذين خُدِعوا بشرائهم كغ من البن بـ 30 ألف ليرة سورية ليتفاجئوا أنه عبارة عن حمص مطحون مخلوط مع قليل من البن مضافا إليه بعض الأصبغة.
كذلك لجأ بعض الباعة إلى تخفيض أسعار اللبن الرائب بنسبة 15% عن نظرائهم بحجة المنافسة الشريفة، ليكتشف لاحقا أن نسبة النشاء في اللبن مرتفعة عن الحد الطبيعي، ناهيك عن خلط الحليب بالماء وبيع القطر على أنه عسل، إلى جانب بيع بارفانات وشامبو مزور بأسعار تكاد تكون رمزية وغير ذلك من السلع والمواد المزيفة وغير الصحية التي بدأت تنتشر بشكل كبير في أسواقنا المحلية دون مراعاة سلامة المواطن.