دور فاعل للمجتمع المحلي في إخماد الحرائق باللاذقية
اللاذقية – مروان حويجة
رغم ضراوة النيران واتساع انتشار الحرائق وارتفاع ألسنة اللهب، لم تقف فعاليات المجتمع المحلي وجمعياته الأهلية موقف المتفرج على الكارثة التي تعرضت لها مناطق عدة في ريف اللاذقية الشمالي، بل سارعت إلى تقديم ما يمكنها من مساعدة أياً كان حجمها وأثرها منطلقة من اعتبارات الواجب قبل كل شيء، ومن المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع في مؤازرة قوى وفرق منظومة الإطفاء والإسعاف، وإيماناً منها بأنّ لكلّّ مساهمة مهما كانت صغيرة أم كبيرة أثرها في تحقيق تقدّم في مجريات تطويق النيران وإخمادها والسيطرة عليها،وهذا ما عبّر عنه عدد من ممثلي فعاليات المجتمع المحلي في لقاءات معهم.
يقول عادل إبراهيم: سارعنا منذ اللحظات الأولى لاندلاع الحرائق إلى تأمين مساعدة لنقل بعض الأهالي بالسيارات لأنّه حصل ارتباك وخوف وهلع عند الأهالي القاطنين في منازل قريبة من بؤرة نيران الحرائق، وبرغم حساسية الظروف التي رافقت بدء انتشار الحريق إلّا أننا بذلنا كل ما بوسعنا لإخلاء المنازل من ساكنيها وبالأخص كبار السن والأطفال والنساء والحالات المرضية الصعبة.
المهندس راجي الحايك رئيس فرقة حقلية في حماية الغابات أشار إلى أن العوامل الجوية التي رافقت الحريق زادت من خطورته وسرعة امتداده وأشار إلى تعاون المجتمع المحلي مع الفرق العاملة في تقديم العون، فكان الجميع فريق عمل واحداً في مواجهة هذه الكارثة.
ولم تمنع شدة اشتعال بؤر النيران في البقعة الأصعب والأخطر في بلدة ربيعة في ريف اللاذقية الشمالي عدداً من الجمعيات الأهلية والمبادرات التطوعية من الوصول إلى مواقع أداء فرق الإطفاء لواجبها و مرافقة رجال الجيش العربي السوري المشاركين بعمليات اخماد النيران على هذا المحور بتنسيق من مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل ليكونوا الى جانب العمّال ورجال الإطفاء بتوفير مستلزمات العمل وتقديم وجبات الطعام .
وفي ذات السياق انتشرت في كثير من القرى والأرياف مبادرات أهلية شبابية من المجتمع المحلي لمراقبة مواقع الغابات لدرء حدوث أية ممارسات عشوائية قد تتسبب بنشوب حرائق كإلقاء أعقاب السجائر أو إشعال نار أو اقتراب أي شخص يشتبه به، وذلك لأجل الوقاية من مسببات الحريق، وأمّا في المواقع التي تمّ إخمادها فقد أطلقت مبادرات شبابية تضمنت المراقبة في المواقع التي تمّ إخمادها والتأكّد من تبريدها وضمان عدم انتقال النيران إلى المناطق المجاورة، ما يخفف الأعباء الملقاة على عاتق الكوادر العاملة على الأرض، والتركيز على أداء مهامهم في مواجهة الحرائق والاستمرار في التقدم دون الشعور بالقلق أو التخوف من معاودة اشتعال النيران مجدداً في المواقع التي تمّ إخماد النيران فيها.
وكان لكوادر ومتطوعي منظومة الإسعاف والهلال الأحمر العربي السوري عملهم التطوعي ودورهم المميّز في إجلاء الأهالي والأطفال الذين امتدت النيران إلى منازلهم بشكل احترازي وذلك من أجل الحفاظ على السلامة ولتفادي وقوع ضحايا.
ومنذ اليوم الأول لنشوب الحرائق كانت لفرق الأمانة السورية للتنمية استجابتها للعائلات المتضررة في القرى المحاذية للأراضي التي وصلت إليها النيران ممن اضطروا إلى ترك منازلهم بشكل احترازي نتيجة استمرار الحرائق في المناطق المحيطة بهم.
عضو المكتب التنفيذي لقطاع الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور موفق صوفي أن الجمعيات الأهلية لم تدّخر أي جهد أو مساعدة منذ بداية نشوب الحريق، واصفاً مشاركتها بالرائعة والمتميزة بالمقارنة مع الظروف الراهنة وتداعياتها على القطاع الأهلي كغيره من القطاعات، وأيضاً قياساً على صعوبة وشدة اندلاع الحرائق وبعد المسافات ووعورة الطبيعة التضريسية لمناطق الحرائق، لافتاً إلى أن الجمعيات والفعاليات التطوعية قدمت مساعدات غذائية والمياه البارد وبعض المواد الطبية الأولية وساهمت بالخدمات المتدربة عليها لخدمة الكوادر والطواقم.