مجلة البعث الأسبوعية

“اسكتشات” ثقافية ممّا رأينا وقرأنا فقط..

نجوى صليبه

كثيراً ما تحدّثنا عن المكاتب الصّحفية في المراكز الثّقافية أو ما يطلق عليها البعض مكاتب “الإرشاد الثّقافي” وهذه نضع تحتها ألف سطر، وللحقيقة لا أعلم إن كان كلّ مكتب يعمل على حدا، أو أنّه، إلى اليوم، لم يتمّ الاتّفاق على تسمية رسمية وأنّ الباب مفتوح أمام الاجتهادات الشّخصية لمدير المركز بحيث تتغير التّسمية مع تغيّره… أيّا تكن التّسمية يعنينا آلية العمل التي على ما يبدو ما يزال البعض يجهلها أو لنقل لا يتقنها، وعلى ما يبدو أيضاً أنّ هناك استسهال في اختيار الموظّفين المكلّفين بمهمّة تصوير وكتابة خبر عن النّشاطات التي يقيمها المركز أو يستضيفها، ومن ثمّ نشرها على حسابات المراكز الرّسمية في وسائل التّواصل الاجتماعي، أمّا من حيث اللغة فالأخطاء الإملائية والنّحوية لا تغتفر، مع تأكيد إمكانية أيّ قارئ على التّفريق بين الخطأ المطبعي والخطأ المعرفي، وأمّا من حيث الخبر كخبر فمن غير المقبول أن يتضمّن نقداً أو رأياً شخصيّاً، ولا سيّما إن كان هذا الرّأي يتنطّح للردّ على ظاهرة ما أو يتدخل في سجال ما، لذا لابدّ أن نؤكّد ضرورة التّفريق بين الصّفحة الرّسمية للمركز الثّقافي والصّفحة الشّخصية لمن يديرها، طبعاً ولا بدّ من التّنويه بضرورة أن يكون للمركز صفحة دائمة أي ليست مرتبطة ببريد إلكتروني لمدير أو موظّف أو حسابه على الـ”فيسبوك” أو أي من وسائل التّواصل الاجتماعية الأخرى، لكي لا تذهب مع الذّاهبين ويضطر الموظّف اللاحق أو المدير اللاحق على إنشاء واحدة جديدة.

تقنيات “مضروبة”

أيضاً سنبقى ضمن المراكز الثّقافية وتقنيات الصّوت والصّورة فيها والتي تتحفنا دائماً بعطل ما، فمرّة الـ”مايك” ومرّة شاشة العرض، ومرّة الحاسوب، ومرّة شبكة إنترنت ضعيفة لا يمكن الاعتماد عليها لإجراء اتّصال “صوت وصورة” مع ضيف من محافظة أخرى ولا من خارج البلد، ولا أدري لماذا يصرّ البعض على إجراء هكذا اتّصال مع العلم المسبق بوجود كلّ هذه المشكلات والوقوع فيها سابقاً، وتالياً إضاعة وقته ووقت الحضور ووقت الضّيف المنتظر على الطّرف الآخر، ألا يمكن الاكتفاء بتسجيل صوتي مثلاً أو رسالة مكتوبة؟.

مشارك بالاسم فقط..

للمرّة الثّانية، يوجّه أحد النّوادي الثّقافية دعوة لأديب ليكون ضيفاً مشاركاً في نشاطه، ولا يحسن استقباله أو لا “يقوم بواجبه”، ففي المرّة الأولى لم يصعد الضّيف على المنبر، ولم يتمّ التّنويه به، ولا حتّى التّرحيب فيه، وأغلب الظّنّ أن مدير الجلسة قد نسيه، وأمّا في الثّانية فقد تجاوز مدير الجلسة نصف الخطأ السّابق وسمح للضّيف الأخير بالصّعود إلى المنبر، لكنّه لم يسمح له بقول كلّ ما حضّر له أسوة بالضّيوف الآخرين بحجّة “ضيق الوقت”، مع العلم أنّ الجلسة ـ بتأكيد الطّلب منه ـ تأخّرت أكثر من ربع السّاعة حتّى يصل أحد أعضاء النّادي!!.

شتائم ثقافية

يبدو أنّ “بريستيج” بعض المثقفين والإعلاميين لا يكتمل من دون كيل الشّتائم لمن لا يميل مع هواهم أو لا يتوافق مع آرائهم، والأمر لا يقتصر على كونهم في حالة غضب، بل يبدو أنّه سلوك عادي وطبيعي ويومي يتّبعه هؤلاء من دون أن يجدوا فيه ضيراً أو إحراجاً لهم أو للموجودين، ولا أدري هل الحرية الثّقافية ترتبط بشتم وتسفيه الآخر والحطّ من قدره بغضّ النّظر عن هويته؟.

تحضرني دعابة قديمة كنا نلقيها في جلساتنا ولا سيّما إن كان بيننا من لا يدخّن أو يشرب القهوة السّادة ومختصرها: من لا يشرب القهوة السّادة ولا يدخّن السّجائر لا يمكن أن يكون مثقفاً حقيقياً أو صحفيّاً لامعاً.. وعلى ما يبدو سنضيف إلى هاتين “الميزتين” ميزة كيل الشّتائم.