أخبارصحيفة البعث

بيربوك تعترف: نظرتنا إلى الأزمة الأوكرانية تختلف عن غيرنا

برلين – واشنطن- وكالات

اعترفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، بأن نظرة جنوب إفريقيا أو البرازيل أو الصين تجاه ما يحدث في أوكرانيا، تختلف عن النظرة الأوروبية.

وقالت بيربوك لصحيفة Bild am Sonntag تعليقاً على المشاورات في مدينة جدة السعودية حول تسوية الأزمة الأوكرانية: “كل مليمتر من التقدم في تحقيق سلام عادل ومنصف يعطي القليل من الأمل لشعب أوكرانيا”، مرحّبة بهذه المشاورات.

واعتبرت أن الرسالة التي يبعث بها الاجتماع في جدة هي أن الأحداث في أوكرانيا تؤثر في الناس في مختلف القارات، سواء كانت إفريقيا أم آسيا أم أمريكا الجنوبية.

وتحتضن مدينة جدة يومي 5 و6 آب مشاوراتٍ حول التسوية في أوكرانيا في ظل غياب الجانب الروسي، حيث يحضر الاجتماع ممثلون عن أكثر من 30 دولة، بينها البرازيل وبريطانيا والهند والصين والولايات المتحدة وتركيا وجنوب إفريقيا، والاتحاد الأوروبي.

وفي وقت سابق، أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الجانب الروسي سيراقب اجتماع جدة، مشيراً إلى ضرورة استيضاح أهدافه ومقاصده.

ولفت بيسكوف إلى أن لقاء جدة استمرار للاجتماع الذي عقد في كوبنهاغن في حزيران، بمشاركة ممثلين عن البرازيل والهند وجنوب إفريقيا والصين، ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان، حيث قرّر المجتمعون آنذاك عقد لقاء لاحق لبحث سبل تسوية أزمة أوكرانيا.

بدوره، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن مشاركة دول (بريكس) في اجتماع جدّة حول أوكرانيا ستساعد في عقلنة رعاة نظام كييف في الغرب، مردفاً: من وجهة نظر عقلنة رعاة نظام كييف في اجتماع جدة أعتقد أن مشاركة بلدان (بريكس) في هذا الحدث قد تكون عادت ببعض الفوائد، ومؤكداً أن بلاده ستواصل الحوار مع شركائها في (بريكس).

وفي تعليقه على مؤتمر جدّة، أكّد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف أن أي مبادرات للسلام بخصوص الأزمة الأوكرانية لن تنجح ما لم يشارك طرفا النزاع، مضيفاً: إن “أي مقترحات للسلام لديها فرصة للنجاح، إذا تم استيفاء شروط رئيسية هي مشاركة طرفي النزاع، وهذا الشيء لم يتحقق في اجتماع جدّة، كما لا بدّ من أخذ السياق التاريخي في الاعتبار، حيث إن دولة أوكرانيا لم تكن موجودة قبل عام 1991 فهي جزء من الدولة الروسية، كما لا بدّ من أخذ الحقائق الحالية في الاعتبار وهي أن أوكرانيا في مرحلة منتصف العمر، وعاد جزء من أراضيها إلى روسيا”.

وأضاف: “من الصعب إدانة الرغبة في إنهاء الحرب، ومن المستحيل الجدال في ضمان ميثاق الأمم المتحدة سيادة الدول، إلا أن هذا الميثاق ينصّ أيضاً على حق الشعوب في تقرير مصيرها”.

وأشار إلى أن “الوسيط المستعدّ للاعتراف بهذه الأشياء الواضحة لديه فرصة للنجاح، وكل من يرى غير ذلك فلا فرصة أمامه”، معتبراً أنه “لا حاجة للمفاوضات الآن، وعلى العدو أن يجثو على ركبتيه متوسّلاً الرحمة”.

إلى ذلك، وفي سياق الحديث عن النظرة الأمريكية إلى الأزمة الأوكرانية الآن، أعلن المستشار السابق للبنتاغون، دوغلاس ماكغريغور، أن الولايات المتحدة تريد أن تلقي اللوم على كييف في الهزيمة، وتنأى بنفسها عن فشلها التام في أوكرانيا.

وتحدّث ماكغريغور عن رغبة المسؤولين الأمريكيين في صرف الانتباه عن الفشل الذريع في أوكرانيا، الذي سيعرفه الجميع ويصل في النهاية إلى الشعب الأمريكي.

وأشار إلى أنهم يبحثون عن طريقة للنأي بأنفسهم بشكل أو بآخر حيث سيقولون: “حسناً، انظروا، لقد فعلنا كل ما في وسعنا، أعطينا هؤلاء الأوكرانيين كل شيء، لكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً، إنها مشكلتهم الآن”.

واعتبر أن هذا النهج يشير إلى تغيّر في تفكير الأمريكيين، على الرغم من أن البيت الأبيض متردّد للغاية في الاعتراف بأن أوكرانيا أصبحت كارثة للولايات المتحدة.

وأكد أن واشنطن أخطأت حين استخفت بروسيا وضحّت بالشعب الأوكراني بأكمله، وتحاول الآن إيجاد طرق مختلفة للخروج من هذا الوضع.

وختم المستشار السابق للبنتاغون: “أحد هذه الطرق هو إخفاء الكارثة وإلقاء اللوم في كل شيء على الأوكرانيين والخروج من هناك”.