صحيفة البعثمحليات

تجارب البيطريين مع “الدواجن” لاختصار مدة التربية والنفقات.. لم تعمّم!

زينب محسن سلوم

التراجع المستمر في القطاع الحيواني بات عاماً بعد عام أكثر حضوراً في غياب أي تحرّك أو حلول يمكن من خلالها ترميم الواقع واستعادة هذا القطاع من الضياع، وطبعاً هذا الواقع ليس بغريب على الجهات المعنية التي تعمل وفق ما تصرّح لإعادة التوازن لهذا القطاع المهمّ، ولكن يبدو أن جهودها لم تستطع حتى الآن تحقيق التقدم المطلوب باتجاه هذا الهدف المتمثل بالحفاظ على الثروة الحيوانية.

الدكتور لؤي محمد رئيس فرع دمشق لنقابة الأطباء البيطريين بيّن لـ”البعث” أن قطاع الثروة الحيوانية يعاني حالياً من خروج العديد من مربي الحيوانات من العملية الإنتاجية نتيجة ظروف الحرب والحصار، حيث تناقصت أعداد القطعان بشكل كبير وخاصة الأغنام والأبقار وحتى الدواجن.

وأشار رئيس فرع النقابة إلى أن قطاع الدواجن يعتبر من أهم القطاعات بالنسبة للمواطن، حيث يؤمّن استمرارية وجود المنتج الحيواني على مائدة المواطن بالحدّ الأدنى، مؤكداً أن التغيّرات المناخية سبّبت نقصاً في التربية، وخاصة ارتفاع درجات الحرارة حالياً التي يجب ألا تتعدى 30 درجة مئوية عند تربية الفروج، أو انخفاضها شتاءً، ما يعزّز الحاجة للتبريد أو التدفئة للأفواج في ظلّ سوء الوضع الكهربائي وصعوبة تأمين المازوت للمولدات والتدفئة مع الارتفاع الشديد في أسعارها، إضافةً إلى التأثير السلبي لعدم وجود الأعلاف، وصعوبة استيرادها من الخارج في الوضع الراهن لأسباب باتت معروفة.

وأضاف محمد أن العلف يشكّل 75% من كلف عمليات التربية، لذلك تمّ اقتراح اللجوء إلى زراعة الذرة محلياً، ولكن للأسف الإنتاجية قليلة، كما أن مجففات الذرة غير كافية، ما سبّب أزمة حقيقية لمنتجي المادة من الفلاحين، كما لفت إلى أن أسعار الفروج والبيض شهدت ثباتاً نسبياً في الفترة السابقة رغم ارتفاع الكلف وأسعار المدخلات بسبب ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن، ما انعكس بخسائر كبيرة على المربين وسبّب خروج المزيد منهم من العملية الإنتاجية، مشيراً إلى أنهم بحاجة إلى السيولة المالية لتأمين رأس المال الضروري في استمرار عملية الإنتاج، لكن مجرّد انتهاء عملية التربية سيجعل المربي يتجه نحو رفع أسعار منتجاته لتعويض خسارة رأس المال مع فاقد الربح الناجم بالمحصلة.

وذكر الدكتور محمد أنه تمّ تطبيق تجارب من النقابة بالشراكة مع المؤسّسة العامة للدواجن بهدف اختصار مدة التربية والنفقات، ورغم مضي سنتين فإن التجربة للأسف لم تعمّم على المربين، وقال: إننا عملنا على السلالات المحلية التي توافق ذوق المستهلك السوري من ناحية الحجم، حيث انخفضت مدة التربية لاختصار النفقات وبتدخل دوائي ذي منشأ نباتي طبيعي يوافق الدستور العالمي للغذاء، وتمّ التنفيذ بنجاح وكانت النتائج ممتازة لتخفيف الكميات المطلوبة من العلف، ولجهة تخفيض نسب النفوق واختصار مجهود وجميع مستلزمات التربية، وأشار إلى أنه رغم التغطية الإعلامية لم تعمّم التجربة على المربين، آملاً أن تعمّم معظم أفكار النقابة من قبل القنوات الرسمية التي لم تعمل بالشكل المطلوب في هذا المضمار.