اقتصادصحيفة البعث

لم تعد خياراً بل أصبحت حاجة أساسية للمواطن.. منظومة الدفع الالكتروني بالتجاري السوري تعزز جودة وسرعة الأداء

دمشق – محمد العمر

اليوم بالتحول الرقمي، يتم توظيف التكنولوجيا والانترنيت والأنظمة المصرفية المختلفة في تحصيل الدفعات المالية، وتسهيل عملياتها وتنظيم التعامل النقدي بين الجهات المختلفة بأقل جهد ووقت ممكنين، دون عناء الذهاب أو الإياب، وتتم عمليات المعاملات المالية بطرق أكثر أمانا وضمانا ويبقى الشخص بمكانه أينما يكون بشرط توفر الاتصالات والشبكة.

بإطلاق المنظومة الإلكترونية الجديدة بالمصرف التجاري السوري الخاصة بالدفع الالكتروني، اختلف الأداء شكلا ومضمونا ضمن تحقيق سرعة وجودة في الإنجاز، حيث أتيح لأي مرتبط بالمصرف عمل العديد من الخدمات المصرفية الشخصية من أي مكان دون الحاجة لزيارة أي فرع بالمصرف، وللاستفادة من هذه الخدمات يجب ملء استمارة المشاركة من خلال الموقع الإلكتروني للمصرف التجاري السوري، أو زيارة أحد فروع المصرف.

منظومة رائدة

مدير الدفع الالكتروني بالمصرف التجاري السوري وسيم العلي أوضح أن هذه المنظومة الكترونية التي تم إطلاقها مؤخراً هي منظومة متكاملة ورائدة على مستوى المصارف الأخرى، والتجاري كان سباقاً بذلك بعد التوصل عبر هذه المنظومة الحديثة لأكبر عدد من الزبائن، فهي منظومة مستقلة تكمن أهميتها في تعزيز التحول الرقمي من طرح خدمات مصرفية الكترونية مبتكرة بصورة  أكثر فاعلية، لأن الخدمة هذه بالنسبة للمواطن هي عملية دفع وتحويل وحساب فقط، بينما للمصرف التجاري هي بنية متكاملة من التجهيزات والمستلزمات الشبكية المعقدة العاملة على مدى ٢٤ ساعة، حتى بالعطل الرسمية وكل ذلك يتم بخبرات وكوادر وطنية محلية.

وأشار العلي إلى أن الدفع الالكتروني بات حاجة وضرورة لكل مواطن بعدما كان خيارا بالسابق، فالعالم يتغير رقميا وتكنولوجيا في ظل التغيرات العصرية المتبدلة والمتحولة، فضلا على أنه مطلباً رئيسياً اليوم بالمؤسسات ضمن حزمة متنوعة بالخدمات، وبالتالي استكمال عملية الدفع الالكتروني للشخص بأقل جهد ووقت في إنجاز المعاملات المالية ضمن تعامل آمن وحماية عالية لخصوصية العملاء.

ولفت العلي إلى أن الخدمات الالكترونية المقدمة عبر المنظومة الجديدة تتيح اليوم دفع الفواتير لشركات الاتصالات من خليوي وهاتف ومؤسسات كهرباء ومياه ونقل ومرور وجامعة افتراضية كونها لا يوجد جامعة حاليا غيرها مرتبطة بالمنظومة، ناهيكم عن خدمة كشف حسابات وتحويل حساب بين بطاقتين ومعرفة الرصيد، إضافة إلى وظائف وخدمات أخرى سيتم تقديمها لاحقا كتسديد القروض عن بعد، إلا أن هذه الميزة تحتاج للوقت الكافي حيث لم يشملها التحديث بع وهذه الخدمات بالمجمل حسب العلي تحتاج فقط أن يكون للشخص حساب ورمز مرور وصلاحية في المصرف.

وبين العلي أنه بالنسبة لخدمة سحب النقود فيوجد نقاط بيع موجودة بالفروع تعطي مليون ليرة بالسحبة الواحدة، في حين أن السحب عن طريق الصرافات فهناك 200 ألف ليرة بالسحبة الواحدة بسقف 500 ألف ليرة في اليوم الواحد، وأقل سحبة 5000 ليرة.

وأكد العلي أن المنظومة حديثة ومتطورة تعمل وفق النظام العالمي، وفي حال تم رفع الحظر الاقتصادي والعقوبات الغربية عن المصرف التجاري السوري يمكن من خلال المنظومة الحديثة الربط ببطاقات الفيزا والماستر كارد العالمية من دون مشكلة ولا يوجد للمصرف أي مشكلة مع الربط مع أي منظومة دفع عالمية تعمل وفق النظام العالمي للمصارف.

وحول وجود الثقافة الالكترونية وانتشارها حاليا، بين مدير الدفع الالكتروني بالمصرف التجاري أنه يوجد معاناة حالية في نشر مفهوم الخدمة، ولكن تحتاج للوقت الكافي لزيادة الإقبال عليها، فمع مرور الوقت ستزداد مساحة التطبيق  وبالتالي الخدمة ستتوسع وتصبح عند المواطن من البديهيات، كونها أصبحت حاجة رئيسية في التعامل المالي، مشيراً إلى أن هناك مرونة وتفهم في تطبيق المعايير والقوانين وآلية بالمعالجة السريعة دون عراقيل أو تعقيدات، خاصة أن مصرف سورية المركزي هو جهة رقابية ومشرفة ومطلعة على كل الإجراءات والعمليات الكاملة بالدفع الالكتروني، فكل الشركات التي تم ترخيصها من المصرف المركزي،  هي قابلة للتشبيك مع المصرف التجاري للدفع الالكتروني.

سرعة بالعمل

بدوره مدير الشؤون التقنية محمود محفوض بين أنه تم إطلاق  المنظومة الجديدة بعدما تم الإعلان عنها للجميع وأن المصرف بات جاهزاً للعمل بها، وأن الخدمة أصبحت بكل حلتها متوفرة بجودة وسرعة الأداء، فآلية الدخول تكمن أنه بعد حصول الزبون على الحساب يمكن للشخص الولوج إلى الموقع الالكتروني أو إلى التطبيق الخاص على الهاتف المحمول وإدخال رمز الحساب أو اسم المستخدم، ومن ثم اختيار الخدمة الالكترونية عبر إدخال مزود الخدمة، أي مصدر الفاتورة والرقم المعرف للفاتورة، وتتم العملية كاملة بوصول إشعار بتفاصيل العملية من خلال رسالة نصية على الهاتف النقال.

ولفت محفوض أن هذه المنظومة فنياً تعتبر متميزة، وهي منتج عالمي بخبرات وكوادر محلية، ومن أهم ايجابياتها الاستقرار وجودة بالخدمة وسرعة الإنجاز، وقد  باتت متاحة لكسب أكبر عدد ممكن من الزبائن، بعدما كانت تتوقف في الفترة الماضية على عدد محصور من الحسابات، والأهم فيها أنه أصبح مسموح بزيادة عدد الصرافات الآلية، لافتاً إلى أن المصرف التجاري يعتبر في مرحلة استكمال لما تم البدء به من تقديم التقنيات المتنوعة خاصة بهذه المنظومة التي تم تحديثها بعد  ٢٠ عاما من العمل بها ، وبالتالي إضافة خدمات الكترونية متقدمة.

وأوضح محفوض أن إنجاز المشروع فنياً سيكون على مراحل،  وما تم إنجازه بهذه المنظومة هو الجزء الأهم الذي يفي بالمتطلبات الأساسية الحالية من الدفع الإلكتروني، خاصة أن تقييم الأداء حتى الآن هو جيد ولا مشاكل تذكر سوى مشاكل تشغيلية صغيرة يتم تجاوزها عبر الكوادر الفنية المؤهلة لدى المصرف، مؤكداً أنها منظومة مستقرة  فنياً وعملياً لاسيما بعد خضوعها للاختبارات قبل الطرح على أرض الواقع، مبيناً أنه عبر المنظومة الجديدة تم الانتهاء من أغلب المشاكل الفنية  والتقنية وأصبحت متاحة لأكبر عدد ممكن من تحريك الحسابات في قطاعات ومفاصل اقتصادية مختلفة وأهمها قطاع الأعمال والتجارة والمال.

أما عن انقطاعات الكهرباء وتأثيرها، فأشار محفوض إلى أن الانقطاعات الكهربائية هي إحدى المشاكل التي ما زالت المعاناة فيها قائمة، لأن هذا الموضوع لا علاقة للمنظومة فيه، وهو خارج عن إرادة المصرف، ولا يمكن معالجة انقطاع التيار الكهربائي إلا للصرافات الموجودة ضمن الفروع أو ضمن مؤسسات لا ينقطع التيار فيها، وفي حال توفرت الظروف المناسبة لعمل النظام الجديد سيكون عمله جيداً بالتأكيد.

يشار إلى أن المصرف التجاري السوري وقع مع الشركة السورية للمدفوعات اتفاقية تعاون لإطلاق هذه الخدمة من الدفع الإكتروني للرسوم والفواتير المالية لتمكن المتعاملين من تسديد المطالبات المالية للجهات التي ترتبط بالمنظومة عبر قنوات الدفع المتاحة عبر الهاتف المحمول أو الموقع الالكتروني للمصرف.