ثقافةصحيفة البعث

“كونسرفاتوار” طرطوس ينتظر نصفه الثاني..!

طرطوس – وائل علي

كان حلماً أن ترى كونسرفاتوارا للموسيقا في طرطوس، وهو السؤال الذي كرر طرحه الطفلان محمد و أغيد على أكثر من وزير تأبط حقيبة الثقافة خلال حضورهم مهرجانات الطفولة والثقافة التي كانت تشهدها وتستقبلها بحب وشغف خشبات مسارح طرطوس الثقافية قبل اندلاع الحرب المشؤومة، ومفاد السؤال لماذا لا يكون لدينا معهد رسمي للموسيقا في طرطوس على شاكلة معهد صلحي الوادي بدمشق وحلب ليحتضن الأطفال والمواهب الموسيقية الواعدة، ليأتي الجواب اليقين لذات الطفلين على لسان وزيرة الثقافة حينها لبانة مشوح -كما هي الآن – أن الكونسرفاتوار سيغدو حقيقة وستكونان أحد طلبته، وهذا ما كان إلا أن الفارق العمري بين طلبة الدفعة الأولى المقبولين وبينهما حال دون أن يتمكنا من المتابعة بين جنباته وصفوفه لينسحبا تاركين الفرصة لغيرهم لإكمال الطريق..

بكل الأحوال

لقد غدا حلم المعهد الموسيقي حقيقة ماثلة فعلاً لمؤسسة ثقافية حكومية إبداعية تعنى بالنشء الطالع صاحب الميول الموسيقية، لكن بقيت الخطوة منقوصة وتحتاج لمن يكمل نصفها الثاني المتمثل بالمبنى الذي لا يقل أهمية عن خطوة إحداث المعهد!!

ما هي حكاية المبنى؟

صحيح أن المعهد الموسيقي باشر عمله، لكن في المبنى المؤقت “معهد الثقافة الشعبية” لكنه بقي يفتقر لمبناه الخاص الذي بوشر العمل به من قبل أحد متعهدي القطاع الخاص، وأنجز على الهيكل باستخدام البناء المسبق الصنع في زمن قياسي قبل الحرب وخلال السنوات الماضية تم تكليف مؤسسة الإنشاءات العسكرية لاستكمال أعمال البناء والتجهيزات ولكن….!؟

مدير الثقافة يوضح..

كمال بدران، مدير ثقافة طرطوس، قال إن مشروع مبنى المعهد الموسيقي جاهز بنسبة 95%، وهو مشروع مركزي بين وزارة الثقافة ومؤسسة الإنشاءات العسكرية، لكن خلافات عقدية تتعلق بفروقات أسعار لم يتم التوافق عليها حالت دون استكمال نواقص بسيطة، وتسليم المبنى رغم تدخل السلطات المحلية والمركزية للمعالجة والتفاهم، لكن دون أن تثمر الجهود حلولا…!

والمبنى الآن ينتظر التوصل لمعالجة منصفة لفروقات الأسعار موضوع الخلاف بين الطرفين، وبالنسبة للتجهيزات فهي متوفرة وموجودة بما فيها الأدوات والآلات الموسيقية وتوابعها والمكتبية…!!

السؤال

لكن ثمة من يسأل هل عجزت مؤسساتنا حقاً عن معالجة خلاف مالي بحت، وهل يعقل أن نسمح لخلافات فروقات الأسعار بين الشركة الإنشائية المنفذة ووزارة الثقافة صاحبة المشروع أن تكون سبباً في عرقلة إنجاز صرح ثقافي مهم بهذا المستوى ليكون بين يدي مواهبنا وكوادرنا التواقة بعد أن وصلت اللقمة إلى الفم – كما يقال – ولم يبق إلا مضغها لتمتلك طرطوس أول معهد موسيقي أكاديمي مكتمل المواصفات بناءً وتجهيزات ومناهج وكوادر وقبل كل شيء مواهب…!!