إجرام نتنياهو بحق الفلسطينيين
ترجمة: هيفاء علي
وفقاً لوكالة “بلومبرغ” بدأت أبوظبي والمنامة تشعران بالإحباط من نتائج اتفاقية “أبراهام” المبرمة عام 2020، حيث أفاد أشخاص مطلعون على الأمر أن قادة الإمارات العربية المتحدة والبحرين قلقون بشكل خاص من المجزرة التي ارتكبت الشهر الماضي من قبل جيش الفصل العنصري الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية، عندما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين للاجئين وقصفته بدعم من إدارة جو بايدن، ما أسفر عن سقوط 12 شهيداً بينهم خمسة أطفال، وتدمير طرق المخيم وشبكات المياه والكهرباء.
وبحسب الوكالة، منذ عودة نتنياهو إلى السلطة في كانون الأول الماضي، زعزعت سلطات الكيان المحتل استقرار المنطقة من خلال شن ضربات بطائرات بدون طيار، وعدد لا يحصى من الاعتداءات السافرة بالغارات الجوية على سورية ولبنان.
وبالتالي، كان عام 2023 من أكثر الأعوام دموية في فلسطين، حيث سقط ما لا يقل عن 204 فلسطيني بنيران إسرائيلية هذا العام بينهم 36 طفلاً، بمعدل وفاة واحد تقريباً في اليوم، واستشهد ما مجموعه 167 شخصاً في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ما يجعل عام 2023 من أكثر الأعوام دموية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما استشهد ستة وثلاثون شخصاً آخرون في قطاع غزة.
في شهر أيار الماضي، شنت قوات الاحتلال حملة قصف على قطاع غزة -معسكر الاعتقال المحاصر في الهواء الطلق- ما أسفر عن استشهاد 33 شخصاً. وبحسب مراقبين، هناك نقطة خلاف أخرى تتمثل في تشكيلة ائتلاف نتنياهو الذي يضم مستوطنين متطرفين، ومتطرفين يهود، وقوميين متطرفين مصممين على ضم الضفة الغربية بالقوة، حيث استنكرت الإمارات العربية المتحدة مجزرة جنين، وكذلك تصريحات وزير المالية الاسرائيلي، الذي صرح بأن ” فلسطين غير موجودة”.
في السياق، أظهرت استطلاعات الرأي التي أجراها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، انخفاضاً كبيراً في الدعم لاتفاقات “أبراهام “في الإمارات العربية المتحدة والبحرين، وحتى في السعودية.
وعليه، فإن اتفاقات “أبراهام” ما هي سوى تحالف مبطّن تقوده الولايات المتحدة ضد إيران، ومن غير المرجح أن يرغب السعوديون في الانضمام، نظراً لأن الرياض أعادت العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع طهران في إنجاز دبلوماسي غير مسبوق برعاية بكين، وهناك اتفاق وتخطيط لتوسيع تعاونهما، لا سيما في مجال التجارة والاستثمار.
وبحسب عزيز الغشيان، المحلل المقيم في الرياض، والذي يدرس سياسات المملكة العربية السعودية تجاه “إسرائيل”، فان هذا ليس جزءاً من الرؤية التي كانت حول اتفاقيات “أبراهام”، حيث أرادت “إسرائيل” محوراً مناهضاً لإيران، بينما تسير المنطقة في اتجاه آخر اليوم.
وبحسب وكالة “بلومبرغ”، فقد أوقفت الإمارات العربية المتحدة المفاوضات بشأن شراء طائرات حربية من طراز F-35 من الولايات المتحدة في نهاية عام 2021 بعد أن أصرت واشنطن على أن تقوم الامارات بإلغاء عقدها مع شركة هاواوي الصينية بشأن تكنلوجيا الجيل الخامس 5G للهاتف النقال .
ووفقاً لكاتب العمود في صحيفة “نيويورك تايمز”، توم فريدمان، فإن أحد الجوانب الرئيسية لضغط البيت الأبيض من أجل صفقة تطبيع بين الرياض وتل أبيب هو الحد من نفوذ الصين في الشرق الأوسط، تماماً كما تضغط واشنطن على تل أبيب لقطع العلاقات الاقتصادية مع بكين.