أخبارصحيفة البعث

الاحتلال الأمريكي لحقول النفط السورية

تقرير إخباري   

بدأت إدارة أوباما احتلالها العسكري لجزء من الأراضي، وتحديداً الجزيرة السورية، في تشرين الثاني 2015 بذريعة محاربة “داعش”، لكن في الواقع، كانت قوات الجيش العربي السوري وحلفاء سورية هم من هزموا “داعش” في نهاية المطاف في سورية.

إن السبب الحقيقي وراء الغزو والاحتلال الأمريكي لسورية حتى الآن وبدون نهاية تلوح في الأفق، هو منع الحكومة السورية ومواطنيها وحرمانها من الاستفادة من آبار النفط في الشمال الشرقي للبلاد، حيث كانت آبار النفط تلك توفر الاستهلاك المحلي من البنزين ووقود التدفئة المنزلية والديزل ووقود شاحنات الديزل وإنتاج الكهرباء.

منذ ذلك الحين، يعاني السوريون من نقص في البنزين والديزل، كما أن هناك نقص حاد في الكهرباء، إذ تعتمد الشبكة الوطنية على تحويل البترول إلى كهرباء في مختلف محطات الطاقة. وبسبب العقوبات الأمريكية، لا تستطيع سورية شراء منتجات الطاقة بسهولة. لقد كان الهدف من وراء العقوبات الأمريكية والغربية هو إبقاء الشعب السوري محروماً حتى من أبسط احتياجاته اليومية.

هذه المقدمة جاءت في مقابلة مع جلين ديسن، الأستاذ بجامعة جنوب شرق النرويج، ونشرها موقع “ميدل إيست ديسكورس”. ففي إطار إجابته على الأسئلة المطروحة عليه أشار جلين ديسن إلى أن الجيش الأمريكي أرسل في الآونة الأخيرة تعزيزات عسكرية إلى شرق سورية، حيث تحتل القوات الأمريكية أكبر آبار النفط في سورية، وأن الهدف من هذا التواجد هو مواجهة الضغط العسكري السوري لإجبار الأمريكيين على إنهاء احتلالهم، وإلى إنهاء الهيمنة العسكرية الأمريكية، إلى جانب التوقّف عن نهب النفط السوري وخيرات وثروات سورية.

ورداً على سؤال يتعلّق بعودة العلاقات بين السعودية وإيران برعاية الصين، أوضح ديسن أن أمريكا تفاجأت من هذا التطور لأنها تعتبر نفسها حامي الأمن والسلام في المنطقة، وبالتالي من مصلحتها إدامة الصراعات لأن هيمنة الولايات المتحدة تعتمد على تقسيم مناطق العالم إلى حلفاء تابعين ومطيعين من جهة، وخصوم أضعف من جهة أخرى. وبالتالي عندما تعرب الولايات المتحدة علانية عن استيائها من هذا الاتفاق التاريخي فذلك لأنها تريد أن يستمر الضغط العسكري على إيران، وكذلك الحفاظ على نفوذها في السعودية، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال تأجيج التوترات بين السعودية وإيران، لأن هذا سيزيد من الاعتماد الأمني السعودي على الولايات المتحدة، وبالتالي يجب عليها إتباع الأوامر الأمريكية، إذ تهدف الولايات المتحدة دائماً إلى تحويل التبعية الأمنية إلى ولاءات اقتصادية وسياسية، وبالتالي فإن قوة الولايات المتحدة مشروطة بالصراع.

عناية ناصر