اقتصادصحيفة البعث

مربو الدواجن في ريف دمشق: الوضع كارثي بسبب “القبة الحرارية”

دمشق – قسيم دحدل

وصف مربّو الدواجن في ريف دمشق لـ “البعث” الوضع بالكارثي نتيجة لموجة الحر الشديدة التي خيّمت على المنطقة، حيث تؤكد المؤشرات الأولية أن نسبة النفوق في أفواج التربية مقلقة وتختلف بين مدجنة وأخرى كل حسب تأهيلها وتحصين الفوج بالأدوية واللقاحات، ولن يتمّ نسب النفوق إلاَّ بعد انحسار ما يُسمّى بالقبة الحرارية، الأمر الذي سيوقع المربين بين مطرقة الخسارة وسندان الأسعار لتعويض ما أمكن تعويضه، عبر معادلة العرض والطلب التي هي في الأساس ليست بصالحهم نتيجة لضعف القوة الشرائية للمواطنين، الذين تدنّت نسبة استهلاكهم للحوم الدواجن إلى مستويات قياسية.

طارئات مناخية قاسية، أضافت لمعاناة المربين المزمنة أعباء أخرى فوق أعباء القطاع، إذ أكد عدد من المربين، أن وعود وزير الزراعة ورغم مرور حوالي الثلاثة أسابيع عليها، لمّ يتم الإيفاء به، ولم يتلق المربّون التوضحيات التي طلبوها من الوزير والمتعلقة بآلية الموافقة على السماح باستيراد الأعلاف (حبوب الذرة والصويا والنخالة وغيرها..) من خارج المنصة!!.

المربون ومتابعة لموضوع الاستيراد من خارج المنصة، راجعوا وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، التي أكدت لهم أنه من المسموح استيراد احتياجاتهم العلفية من خارج المنصة وفقاً للقرار 970، لكن الوزارة لم تكن على علم بأن هذا القرار لا يشمل الأعلاف، وفق ما أكد لها المربون، الأمر الذي لم يعد من خيار أمام المربين سوى مراجعة مصرف سورية المركزي، لعلَّهم يجدون عنده ضالتهم، بعد هذا اللا تنسيق بين الوزارات في موضوع الاستيراد من خارج المنصة!!.

كذلك أكد المربون في ريف دمشق مظلوميتهم في موضوع حصصهم من المازوت الزراعي المُسعّر بـ700 ليرة لليتر، مقارنة مع ما يحصل عليه المربون في محافظة درعا وحمص على سبيل المثال، حيث يحصل المربون في ريف دمشق على مازوتهم بسعر المازوت الصناعي وبسعر 5450 ليرة من أول ليتر حتى آخر ليتر، بينما يحصل المربون في المحافظتين المذكورتين على جزء من مخصّصاتهم (وهي مخصصات وزارة الزراعة) بسعر 700 ليرة.

هذا وأكد المربون أن مديرية زراعة ريف دمشق، تعمل على إجراء إحصائيات جديدة لعدد المداجن في الريف وواقع كل منها، والجديد ذكره أنه كان بلغ –العام الماضي 2022- إجمالي عدد المداجن المرخصة لإنتاج الفروج 285 مدجنة، يعمل منها 78 مدجنة، بينما بلغ إجمالي عدد المداجن المرخصة لتربية الصوص البياض 522 مدجنة، يعمل منها 231 مدجنة.

أما بالنسبة للمداجن غير المرخصة التي تعمل وتنتج الفروج والصوص البياض، فيصل عددها إلى 195 مدجنة عاملة، منها 121 تنتج الفروج، و74 مدجنة تنتج الصوص البياض، وكان وصل إنتاج المداجن المرخصة في الدورة إلى 1600 طن من الفروج، ونحو 877.7 مليون بيضة في السنة، بينما بلغ إنتاج المداجن غير المرخصة من الفروج 930 طناً في الدورة، و107.6 ملايين صوص في العام.

بقي أن نشير إلى أن اعتماد الاقتصاد ومدخلات الإنتاج الأساسية بالصناعات الغذائية تكمن وتقوم على قطاع الزراعة السورية بشقيه النباتي والحيواني، لذلك فلا مبالغة باعتبار أن توفير الغذاء للمواطن السوري، من أساسيات أمننا القومي، الذي على ما يبدو أن الجهات المعنية لا تدرك ذلك!!.

Qassim1956@gmail.com