تكديس النجوم في الدوري السعودي تجربة مكررة في دول عدة… فهل تكون النتيجة مختلفة؟
البعث الأسبوعية – سامر الخيّر
أصبح الدوري السعودي لكرة القدم جاذباً لمحبي هذه الرياضة من كل أصقاع المعمورة، وخاصةً الموسم المقبل، نظراً للتطور الذي تعيشه الكرة السعودية بعد الصفقات النارية التي أبرمتها معظم الأندية في سوق الانتقالات هذا الصيف، وستشهد النسخة 48 من الدوري المعروف أيضاً بدوري “روشن”-لأسباب تتعلق بالرعاية-طفرة غير مسبوقة بعد انتقال الكثير من نجوم أوروبا إلى هناك، حيث دعمت جميع أندية دوري روشن صفوفها بعدد من اللاعبين من أعلى مستوى.
ولفت الدوري السعودي الأنظار إليه بعد الأداء الأخير لمنتخب البلاد في كأس العالم العام الماضي، ليصبح دوري روشن قبلة نجوم الساحرة وخاصة من تجاوز عمرهم الثلاثين عاماً، ساحباً البساط من تحت الدوري الصيني والأمريكي، واليوم سنتعرف على مراحل تطور هذه البطولة وألمع النجوم التي ستنافس فيها.
انطلقت أول نسخة من الدوري السعودي قبل 49 عاماً، حيث يعود تاريخ تأسيس أول بطولة إلى 1974، عندما بدأت أول نسخة من الدوري السعودي في ذلك العام تحت المسمى القديم الدوري السعودي للمحترفين ثم تغير المسمى عام 1991 لدوري خادم الحرمين الشريفين وكانت البطولة بنظام المربع الذهبي يتحدد على أثرها بطل النسخة، ثم تم تغيير هذا النظام في عام 2017 تحت مسمى دوري كأس الأمير محمد بن سلمان ليصبح بنظامه الحالي.
ويُعد فريق اتحاد جدة هو حامل اللقب بفوزه باللقب التاسع له الموسم الماضي، بعد منافسة شرسة مع النصر، وسيشهد الموسم الجديد تواجد أندية الأهلي والحزم والأخدود والرياض الذين صعدوا من دوري يلو الدرجة الثانية بدلاً من العدالة والباطن اللذان هبطا إلى الدوري المذكور.
وستنطلق الجولة الأولى من الموسم الجديد يوم الجمعة 11 آب الجاري بلقاء الأهلي والحزم على ستاد الأمير عبد الله الفيصل في جدة، وتم تحديد جدول مباريات الدوري بناء على عدة معايير، منها مراعاة أن تكون مباريات الدور الثاني انعكاساً لمواجهات الدور الأول، وأن يستضيف كل فريق 8 مباريات بحد أدنى أو 9 بحد أقصى في الدور الواحد، وألا يلعب الفريق أكثر من مباراتين متتاليتين داخل أو خارج أرضه، كما ستراعى الملاعب المشتركة لبعض الأندية في الجولتين الأخيرتين بحيث يلعب كل فريق مباراة داخل الأرض وأخرى خارجه.
أما أهم الأسماء التي ستلعب الموسم الجديد للدوري، حيث يُسمح بعدد كبير من اللاعبين الأجانب في قوائم الأندية السعودية مقارنةً بجميع الدوريات في العالم، يصل إلى 8 لاعبين، ويضاف على هذا العدد بحسب اللائحة، لاعب واحد من مواليد المملكة، ويشترط ألا يزيد عمره عن 28 عاماً بالنسبة لدوري المحترفين، ومن المتوقع أن يُصبح العدد 11 لاعباً قبل موسم 2028، وفي مقدمة هؤلاء النجوم البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيما والسنغالي ساديو ماني والجزائري رياض محرز ومن البرازيل كل من روبرتو فيرمينو وتاليسكا وفابينيو ومالكوم ومن إنكلترا جوردان هندرسون ومن فرنسا أيضاً موسى ديمبيلي ونغولو كانتي.
وأصبح الدوري السعودي الأغلى على مستوى الدوريات الوطنية في آسيا وأفريقيا بحساب القيمة العالية للرعاية بين شركة روشن ورابطة الدوري السعودي، التي كشفت قبل انطلاق المنافسات عن عقد رعاية يمتد 5 أعوام مقابل 487 مليون ريال سعودي، أي ما يعادل 129.67 مليون دولار، وبحسب الإحصائيات الرسمية، فإن عقد روشن لرعاية الدوري السعودي يتفوق على بعض عقود الرعاية للدوريات الأوروبية الكبيرة، ليحل رابعاً بعد الدوري الإنكليزي ولا ليغا الإسبانية والدوري الفرنسي والدوري الإيطالي.
ويشمل عقد الرعاية الجديد بين رابطة الدوري وشركة روشن دعم الرابطة بهذا الرقم المالي الذي يصل إلى نحو 26 مليون دولار أمريكي سنوياً، ويجعل هذه الصفقة من كبرى التعاقدات المالية الرياضية، ليس فقط في المنطقة، لكن على مستوى الدوريات والبطولات العالمية، حيث تفوقت على صفقات رعاية مسمى دوري المحترفين الإماراتي ودوري نجوم قطر، بالإضافة إلى أنها تعتبر الأضخم، مقارنة ببعض الدوريات الأوروبية، مثل الدوري الإيطالي، وأقل بعض الشيء من صفقات رعاية مسمى الدوري الإنكليزي والإسباني والفرنسي.
ويعتبر عقد رعاية مسمى الدوري الإسباني هو الأغلى في الوقت الراهن، حيث أصبحت شركة “إي أيه سبورتس” الراعي الرسمي للدوري الإسباني لكرة القدم، بعد أن أعلنت عن صفقة جديدة مع الدوري الإسباني الشهير باسم لا ليغا، الذي يضم نخبة من أندية كرة القدم الشهيرة عالمياً مثل برشلونة وريال مدريد.
وتعاقد الدوري الفرنسي للمحترفين عبر رابطته مع شركة “أوبر” العالمية، ليتحول مسمى الدوري إلى دوري أوبر إيت” حيث تدفع الشركة الأمريكية المتخصصة في خدمة توصيل الوجبات إلى المنزل من المطاعم مبلغ 30 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل 35.6 مليون دولار بدءاً من موسم 2022، ليكون في المركز الثاني على مستوى عقود رعاية المسمى بعد الإسباني.
وتعتبر شركة “إي أيه سبورتس” الراعي الرئيس لبطولة الدوري الإنكليزي الممتاز أيضاً منذ عام 2016 حتى الآن، وأصبحت شريكاً رئيسياً في الدوري الإنكليزي الممتاز بدءاً من موسم 2017 في صفقة تبلغ قيمتها 28.3 مليون دولار أمريكي سنوياً، حيث شهدت هذه الصفقة حصول الشركة على حقوق العلامة التجارية عبر الأصول الرقمية والمادية للدوري، بالإضافة إلى رعاية جائزة أفضل لاعب في الشهر والموسم ودوري البريمرليغ، أي أن الدوري الإنكليزي لا يزال يعرف باسم البريميرليغ، لكن جميع جوائزه الشهرية والسنوية وجوائز لعبة الفانتازي الشهيرة اقترنت باسم شركة “إي أيه سبورتس” بشكل كامل وحصري، مقابل نحو 28.3 مليون دولار أميركي سنوياً، علماً بأن هذا الرقم قابل للزيادة خلال الفترة المقبلة بحسب ما ذكرته وسائل الإعلام الإنكليزية.
ومع حمل “روشن” لمسمى الدوري السعودي بقيمة تصل إلى 26 مليون دولار أمريكي سنوياً، فإن عقد رعاية مسمى الدوري السعودي جاء رابعاً بعد بطولات الليغا والدوري الفرنسي والبريمرليغ، وقبل بطولات أوروبية عملاقة، مثل بطولة الدوري الإيطالي لكرة القدم، المعروف إعلامياً ببطولة الكالتشيو، فقد جددت رابطة الدوري الإيطالي اتفاقها الرسمي مع شركة تليكوم إيطاليا لتكون الراعي الرسمي للكالتشيو، بدءاً من عام 2021 حتى عام 2024، وشملت الصفقة الجديدة وضع اسم الشركة على مسابقة الدرجة الأولى، ولم يتم الكشف عن التفاصيل المالية للاتفاقية، لكن الصفقة السابقة كانت تبلغ قيمتها نحو 15 مليون يورو أي 18.3 مليون دولار أمريكي سنوياً، مع توقعات بأن الصفقة الجديدة وصلت إلى أكثر من 20 مليون دولار سنوياً.