كييف تلفظ أنفاسها الأخيرة
تقرير إخباري
يلاحظ المتابع للمشهد الأوكراني الاستنزاف الكبير الذي تشهده قوات كييف في حربها ضد الجيش الروسي، وإذا كان هذا واضحاً للمتابع لسياق الأحداث والتطوّرات للأزمة الأوكرانية، فكيف إذا “شهد شاهد من أهله” حسبما جاء على لسان ضابط استخبارات أمريكي سابق.
ففي حديث لقناة “ديلي بلانيت”، قال الضابط المتقاعد سكوت ريتر إن قوات كييف استنفدت إمكاناتها القتالية، وإن النزاع في أوكرانيا دخل مرحلته النهائية، والأوكرانيون لن يتمكّنوا من حشد القوة القتالية الكافية، وتحقيق أي تقدّم، حيث نشهد الآن المرحلة الأخيرة من هذا النزاع، مضيفاً: إن أوكرانيا ستفقد القدرة القتالية في أواخر هذا الشهر أي مطلع الخريف. ولم يُخفِ ريتر قناعته التامة بأن الجيش الروسي حقق نجاحاً كبيراً شرق أوكرانيا، ما يعني وفق رأيه أن تلك المناطق التي عادت إلى روسيا ستبقى تابعة لها.
بدوره حمّل الإعلامي الألماني، جوليان ريبك، الغرب مسؤولية الوضع الكارثي الذي بلغته أوكرانيا، حيث باتت في وضع متدهور، ولم يبقَ أمامها سوى أصعب الخيارات لإنهاء النزاع مع روسيا، وقد يكون أحد الخيارات هجوم مضاد ثانٍ السنة المقبلة، وخاصة بعد اعتراف الدول الغربية الداعمة لكييف، بعدم نجاح الهجوم الحالي، مشيراً إلى أن ذلك ممكن فقط إذا استمر الغرب في إرسال الأسلحة لكييف. وأكّد أن الخيار الأكثر “فظاعة” بالنسبة لأوكرانيا هو إمكانية شن القوات الروسية هجومها المحتمل.
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فقد قال سابقاً: إن الحرب في أوكرانيا لن تنتهي حتى يتوقف الغرب عن محاولة هزيمة موسكو من خلال الدمية كييف، حيث إن أمريكا والمتواطئين معها ما زالوا يضخون الأسلحة باستمرار إلى أوكرانيا ويدفعون زيلينسكي لمواصلة القتال.
وفي الوقت الذي تكبّدت فيه أوكرانيا خسائر فادحة في الأرواح والسلاح، ودمّر الجيش الروسي معظم الأسلحة الغربية التي وصلت إلى كييف، تتحدّث تقارير غربية عن انهيار القوات الأوكرانية وفشل الهجوم المضاد واستنفاد كييف قدراتها على مواصلة القتال.
بالمحصلة، يبدو أنه ليس أمام زيلينسكي سوى خيار الزجّ بجنوده وقواته إلى المحرقة نيابة عن الغرب، ظنّاً منه أنه قادر على إخمادها في الوقت الذي يناسبه ويمليه عليه أسياده، متناسياً القوة الضاربة التي يتمتع بها خصمه وأسلافه، فهل فعلاً دخل الصراع مرحلته الأخيرة؟.
ليندا تلّي