دراساتصحيفة البعث

صوت بريطاني يفضح “بي بي سي”

هيفاء علي

أوضحت الناشطة والمحللة البريطانية، وصاحبة مدونة على الانترنت، فانيسا بيلي، أنه لأمر مشين أن تربط “بي بي سي” نفسها بجماعات إرهابية محظورة لتسهيل الدعاية من قبل هذه الجماعات والحكومات الغربية التي تشاركها هدفها في تغيير “نظام” الحكم في سورية، وما يحدث هنا واضح جداً. واستشهدت بما قاله السفير البريطاني السابق في سورية، بيتر فورد: “إنها فضيحة ملفقة افتعلتها قناة “بي بي سي” عندما بثت برنامج وثائقي عن تجارة المخدرات في سورية. وهي بذلك تستخدم كمنصة لدعم الإستراتيجية الغربية الرامية إلى عزل سورية والضغط عليها من خلال العقوبات الاقتصادية اللا أخلاقية”. مضيفة أن هيئة الإذاعة البريطانية تعمل كأداة لتنفيذ هذا المخطط، اذ تشعر القوى الغربية بالذعر لأنها فقدت السيطرة على الوضع في سورية.

ومن ثم توضح بيلي كيف أن “بي بي سي” تعمل بالتنسيق مع الدولة العميقة للولايات المتحدة، والمملكة المتحدة لتسهيل تبني جولة جديدة من العقوبات ضد سورية، متسائلة عما إذا كان بإمكانها الحصول على تعليق من هيئة الإذاعة البريطانية حول سبب فشل فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية في إبلاغ  البريطانيين بأن المنظمة التي تتم مقابلتها في إدلب، هي في الواقع جهاز استخبارات ما يسمى “هيئة تحرير الشام”، وهي منظمة إرهابية تحظرها المملكة المتحدة والولايات المتحدة تحت مسمى “جبهة النصرة” (القاعدة سابقاً)، وأن الإرهابيين الذين تمت مقابلتهم مسؤولون عن ارتكاب جرائم حرب في سورية، بما في ذلك قتل الأطفال في إدلب.

ورغم محاولتها التواصل مع المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية، المدعو تيم ديفي،  وتيم أوفورد، رئيس تحرير الخدمة العربية في بي بي سي، المسؤول عن البرامج والأفلام الوثائقية، بعد نشر بي بي سي برنامج “وثائقي” عن تجارة المخدرات،  إلا أنها  لم تتلق أي رد أو تعليق من هيئة الإذاعة البريطانية أو المنظمة الشريكة المشاركة في إنتاج الفيلم الوثائقي.

وكانت الحكومة السورية قد أغلقت مكتب “بي بي سي” في سورية بسبب تزييف الحقائق وفبركة الأحداث، منذ بداية الحرب على سورية، تماماً كغيرها من باقي القنوات التي أطلقت حملة إعلامية ممنهجة لتشويه صورة الدولة السورية، وإظهار أن هؤلاء الإرهابيون هم “طلاب حرية وديمقراطية”.

وتضيف الناشطة والمحللة البريطانية أن القشة التي قصمت ظهر “بي بي سي” باللغة العربية هو تقريرها المزيف، وهو ما استدعى رداً من الحكومة السورية على هذه الفضيحة الإعلامية بالقول أن القناة أخفقت في تلبية المعايير المهنية، رغم  وأضافت التحذيرات أكثر من مرة، لكنها واصلت بث تقاريرها المضللة بناءً على تصريحات صادرة من قبل كيانات إرهابية وأشخاص يكنون العداء غير المبرر لسورية”,

وبحسب بيلي، بينما تدعي بي بي سي أنها “توفر صحافة نزيهة ومستقلة”، إلا أن تقريرها المزيف أثبت كذب هذا الادعاء، كما سيثبت أيضاً أن هيئة الإذاعة البريطانية قد استخدمت كمنصة من قبل منظمة وأفراد إرهابيين محظورين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة لتشويه صورة الدولة السورية. وقد أوردت بيلي بعضاً مما نصت عليه إستراتيجية المملكة المتحدة لمكافحة الإرهاب الصادرة في حزيران عام 2018، والتي جاء فيها: “داعش والقاعدة لديهما نسب أيديولوجية وعملياتية مشتركة، والمرساة الأيديولوجية المشتركة بينهما هي السلفية الجهادية، وهي أيديولوجية هجينة عنيفة مستمدة من مجموعة واسعة من التأثيرات الدينية والسياسية. تشترك المجموعتان في الرفض الصريح للديمقراطية والحرية الفردية وحقوق الإنسان، فضلاً عن الالتزام باستعادة الخلافة المزعومة وتأسيس وحشي للشريعة”.

وهكذا بعد 12 عاماً من الحرب على سورية، تواصل “بي بي سي” بث الأكاذيب والتضليل الإعلامي، متجاهلة الجرائم الشنيعة التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية المدعومة من الغرب ومن الحكومة البريطانية تحديداً بحق المدنيين والعسكريين، بالإضافة إلى استهداف وتدمير البنى التحتية، ومتجاهلةً أيضاً التضحيات الجسيمة التي قدمها أبطال الجيش العربي في مواجهة أشرس حرب في العالم، حارب فيها الإرهاب نيابة عن العالم، وكذلك في دفاعه عن سيادة ووحدة سورية، وإسقاط المحاولات الغربية اليائسة التي كانت ترمي إلى تفكيك وتقسيم سورية.