الدوري الكروي الممتاز …. موسم جديد واستعداد ضعيف تنقلات كثيرة حاز على أفضلها بعض الفرق ومسابقة الأولمبي تنعش الأندية
البعث الأسبوعية – ناصر النجار
أيام قليلة وينطلق الدوري الكروي الممتاز في موسمه الجديد، في ظروف استثنائية من حيث إعداد الفرق وجاهزيتها، فأغلب الفرق طالبت بتأجيل موعد انطلاق الدوري إلى ما بعد فترة التوقف الدولية الأولى، لكن اتحاد كرة القدم أصر على موقفه ووضع الكرة في ملعب الأندية لتتم استعدادها ضمن برنامج مباريات التي أقرتها روزنامة المسابقات.
والأندية على نوعين، الأول كان الأكثر استقراراً من الناحيتين الإدارية والمالية لذلك سارع في وقت مبكر إلى التعاقد مع اللاعبين والدخول بمرحلة الاستعداد بشكل مبكر، والثاني كان مضطرباً لعدم وجود إدارة أو لأن إدارته استقالت كما حدث مع عدة أندية وقصصها باتت معروفة للجميع.
وبكل الأحوال فإن الأندية دخلت مرحلة الاستعداد المكثف في محاولة للوصول إلى الجاهزية المطلوبة ولو بأدنى الحدود، وستدخل أول مرحلتين من الدوري ضمن الجاهزية التي وصلت إليها على أمل استكمال ما ينقصها بعد فترة التوقف الأول.
ومن خلال ما نشاهده من مباريات ودية وأخبار من هنا وهناك فإن الدوري القادم سيكون امتداداً لما سبقه ولن نجد الشيء الجديد على صعيد المستوى والأداء فاللاعبون مازالوا أنفسهم وإنما يدورون من نادٍ إلى آخر في حركة تجوال موسمية وكذلك المدربون مع الإشارة لوجود عدد من المدربين الجدد دخلوا منافسات هذا الموسم على أمل أن يحققوا شيئاً لذاتهم ولفرقهم ومنهم عساف خليفة في الساحل ومحمد نصر الله في الحرية ومعن الراشد في أهلي حلب.
التفاؤل بموسم جديد سيكون أفضل من سابقه بات ضرباً من المستحيل، ومازالت أخطاء لاعبينا وفرقنا على ما هي عليه دون أي إصلاح أو تقويم وعلى سبيل المثال، ما زالت كل فرقنا تعاني في الهجمات المرتدة وبناء الهجمات مازال غير سليم، ولم نشاهد استغلال كل المساحات في الملعب، وفي الأمام مازالت الفرص المتاحة ضائعة بغرابة ومازال تنفيذ الركلات الثابتة كلاسيكياً دون أي تطوير، مع العلم أن الركلات الثابتة بما فيها الركنية تشكل خطورة إن أحسن اللاعبون التنفيذ، ورتم اللعب في المباراة واحد دون أي تغيير، ورغم تعدد أسلوب اللعب إنما يبقى ذلك حبراً على ورق.
وحتى الآن لم نجد اللاعبين الذين يسجلون إضافة جديدة للفريق ويملكون حلولاً فردية قادرة على رفع مستوى فرقهم والمباريات التي يلعبونها.
ومن سيئات الدوري عندنا تأخير اللعب بادعاء الإصابة وهذه تحتاج إلى حلول من الحكام، ولا ننسى ظاهرة الاعتراض المتكرر على الحكام والضغط عليهم وهذا لابد من اجتثاثها بالعقوبات المناسبة.
الدوري الأولمبي
الشيء الجديد الذي يدفع إلى التفاؤل هو إقرار الدوري الأولمبي وهذا الدوري سيكون متاحاً لجميع اللاعبين تحت 23 سنة وصولاً إلى سن السابعة عشر أو الثامنة عشر، أي أن مجموعة اللاعبين الشباب الذين كانوا يخرجون من فرقهم بات باب الأندية مفتوحاً أمامهم على مصراعيه للبقاء ضمن المنافسات الكروية وهذا الدوري منح كل اللاعبين الأمل بالاستمرار والتطور وهو بشكل مباشر أو غير مباشر سيضخ دماء كروية جديدة كانت ضائعة وكلنا يعرف أن فرق الشباب تغلق الباب أمام من تجاوز السن المفترض ،وإن فرق الرجال لا تفتح الباب إلا للمميزين منهم وضمن هذه المعادلة فإن أكثر من 75% من اللاعبين الشباب يتسربون إلى خارج منظومة الدوري أو ربما القليل منهم متاح له الفرصة ليلعب بفرق الدرجتين الأولى والثانية، على العموم فإن إجبار الأندية على تشكيل هذه الفرق سيرفع عدد اللاعبين بإضافة أكثر من 200 لاعباً كنا في السابق نخسرهم ونخسر موهبتهم، البعض منهم ينتهون على أبواب الملاعب الشعبية، واليوم هذا الأمر بات ملحاً وربما الكثر من الأندية ستلجأ إليه من باب مكره أخاك لا بطل، لأن لاعبي الخبرة باتوا قليلين، ولأن أسعار اللاعبين صارت فوق قدرة أكثر الأندية لذلك فإن اللجوء إلى هذا العمر من اللاعبين يرفد الدوري بلاعبين جدد ويوفر على الأندية الكثير من العقود التي تتطلب مبالغ كبيرة دون أي فائدة فنية ترجى.
ويمكننا هذا الموسم أن نضرب المثل بنادي أهلي حلب الذي أسس فريقاً جله من لاعبي الأولمبي والشباب مع بعض لاعبي الخبرة فأبقى على الحارسين شاهر الشاكر وفادي مرعي واللاعبين زكريا حنان وزكريا عزيزة وإبراهيم الزين وعبد الله نجار واسترجع أحمد الأحمد من جبلة وتعاقد مع مؤنس أبو عمشة من الوثبة وأحمد حمو من جبلة وباقي اللاعبين سيخوضون دوري الرجال والدوري الأولمبي وهؤلاء سيصقلون تماماً وستزداد خبرتهم لأنهم سيلعبون مباريات أكثر من غيرهم في دوريين رسميين بما فيهما من منافسة جادة.
ولذلك يتوقع الخبراء أن يحوز أهلي حلب على الدوري الأولمبي ويسيطر عليه لوجود مجموعة جيدة من اللاعبين تدرجوا عبر الفئات العمرية وحازوا على بطولة دوري الشباب لموسمين متتاليين.
أهلي حلب يثبت أنه مدرسة ومن الضروري أن يبذل القائمون على الأندية جهدهم لرعاية هذا النشء وأن يقدموا له كل دعم ممكن ليكونوا خير ممثل للأهلي في السنوات القادمة ، وإلى جانب أهلي حلب فإن المنافسة على الدوري الأولمبي سيدخلها العديد من الفرق لأنها اعتنت بلاعبيها الشباب وما فيها من مواهب في وقت سابق، ونذكر منهم جبلة الذي جاء وصيفاً لدوري الشباب في الموسم الماضي ومن هذه الفرق نجد أن الكرامة وحطين وتشرين يضمون في صفوفهم لاعبين ناضجين ومواهب في فئة الشباب ومن الطبيعي أن يعطوا الدوري الأولمبي حيوية ونشاطاً.
فكرة التركيز على اللاعبين تحت 23 عاماً لها فوائد كثيرة على صعيد الأندية لتستكشف واقع الكرة فيها فمن كان مهتماً بقواعده سيظهر نتاجه الآن في الفريق الأول والفريق الأولمبي ومن كان يعتمد على اللاعبين من الخارج فسيقع بالفخ وعليه أن يبدأ من الآن بناء كرة القدم في ناديه وفق الطرق الصحيحة وعبر استراتيجية علمية طويلة الأمد.
وهذا الدوري يجب أن يكون مدخلاً لعدة فرق لتزج بلاعبيها من أبناء النادي ليكونوا عماد الكرة في أنديتهم وخصوصاً تلك التي تعاني من الضائقة المالية وتشتكي سوء الحال على الدوام مثل: الطليعة والحرية والساحل وغيرهم.
سباق محدود
النافذة الصيفية للانتقالات بدأت منذ فترة من تحت الطاولة من خلال التواصل مع بعض اللاعبين وما زالوا على قيود فرقهم، ثم اتجهت إلى السطح مع فتح باب الانتقالات بشكل رسمي وهنا هرعت بعض الأندية لابرام صفقاتها بشكل مبكر لحجز أفضل اللاعبين اللذين ظهروا في الموسم الماضي.
والأندية لم تكن ضمن منافسة عادلة في هذا السباق نحو اللاعبين فهناك أندية تملك كل المقومات المالية وغيرها، وأندية فقيرة بإمكاناتها المالية وأندية أخرى كانت تعيش الاضطراب الإداري.
أزمات الأندية انتهت قبل عشرة أيام مع صدور تشكيلات كل الأندية المعطلة أو التي تعيش فراغاً في صفوفها أو تلك التي استقالت إدارتها، فعينت كوادرها الإدارية والفنية كخطوة أولى للتعاقد مع اللاعبين أو تثبيت اللاعبين القدامى إضافة لانتقاء المبرزين من الشباب القادرين على دعم فريق الرجال وتشكيل الفريق الأولمبي من صفوة هؤلاء اللاعبين الشبان.
المدربون الذين حازوا على رضا الأندية هم على الشكل الآتي: محمد عقيل في الفتوة ومعن الراشد في أهلي حلب وعمار الشمالي في جبلة وماهر بحري في تشرين ومصعب محمد في الوثبة وحسين عفش في الجيش وطارق الجبان في الكرامة وأحمد عزام في الوحدة وفراس قاشوش في الطليعة وأنس مخلوف في حطين ومحمد نصر الله في الحرية وعساف خليفة في الساحل.
والمدربون الذين استمروا مع فرقهم هم أحمد عزام مع الوحدة، طارق الجبان مع الكرامة، فراس قاشوش مع الطليعة، والمدربون الجدد هم: معن الراشد في أهلي حلب وعساف خليفة في الساحل ومحمد نصر الله في الحرية.
المدربون اللذين انتقلوا من ناد لآخر هم حسين عفش من أهلي حلب إلى الجيش وأنس مخلوف من الجيش إلى حطين ومصعب محمد من المجد إلى الوثبة وعمار الشمالي من الفتوة إلى جبلة وماهر بحري من جبلة إلى تشرين ومحمد عقيل من تشرين إلى الفتوة، أما المدربون الذين ظهروا في الموسم الماضي وهم على قائمة الانتظار: فراس معسعس كان مع الوثبة وحالياً مدرب المنتخب الأولمبي وهشام شربيني ومحمد خلف في المجد وزياد شعبو ووليد الشريف في الوحدة، أيمن الحكيم في الجيش، هشام كردغلي وعبد الله مندو ومحمد يوسف من تشرين وعبد الناصر مكيس وعمار ياسين ومحمد شديد من حطين وحسان إبراهيم من الوثبة وفواز مندو من الكرامة وبشار سرور من الطليعة وعلي بركات من جبلة والساحل إضافة لبعض المدربين السابقين كعماد دحبور وأحمد الشعار وغيرهم.
وهؤلاء فرصهم متاحة في حالة استقالة أحد المدربين أو في فرق تحت 23 سنة وربما وجدوا ضالتهم ببعض فرق الدرجة الأولى المميزة.
من المدربين الذين انتقلوا إلى الخارج ضرار رداوي الذي وقع عقداً مع القادسية الكويتي لفريق تحت 23 سنة، ورأفت محمد مع العهد اللبناني منذ الموسم الماضي.
أما على صعيد اللاعبين المحترفين فما زالوا قلة ولم يستمر محترفو الموسم الماضي مع فرقهم، فالفتوة يفكر باستقدام محترف على مستوى عال من أجل تعزيز مشاركته بالبطولة الآسيوية.
تشرين استقدم المهاجم خودا مابايا من مالاوي وتم تجريبه بدورة الوفاء والولاء في لقاء جبلة وسجل هدفين وظهر بمستوى مقبول، وقيل هناك محترف آخر قادم من الكاميرون اسمه ايكي.
أهلي حلب يجرب المحترف النيجيري شيدوم ايزوغو وهناك مجترف آخر لم يعلن عنه، وسيقرر وضعهما قبل السفر إلى السعودية، الكرامة أيضاً يجرب محترف اسمه عبد اللطيف ناون، بكل الأحوال لن يكون لدينا هذا الزخم من اللاعبين الأجانب لأسباب عديدة منها الضائقة المالية التي تعاني منها الأندية.
في حساب التعاقدات فإن العقود الأدسم حاز عليها فريق الفتوة وقد ضم نخبة لاعبي الدوري الكروي الممتاز، ويأتي بعده فرق حطين وتشرين والوحدة وجبلة وجاءت عقودها معقولة فخسرت لاعبين مهمين وعوضت بلاعبين آخرين، وهذه الفرق استعدت كما يجب للدوري الممتاز.
فريق الجيش لم يعلن عن شيء ولم يظهر حتى الآن عقوده الجديدة وتسرب منه عدد من اللاعبين إلى أندية أخرى، أهلي حلب اعتمد على لاعبيه الشبان إضافة لمجموعة كبيرة من اللاعبين المواهب والشبان، الكرامة وضعه مقبول وفريقه بحاجة إلى جهد كبير، وتبقى فرق الوثبة والطليعة والحرية والساحل دون المأمول بتعاقداتها وستواجه بعض المتاعب هذا الموسم وخصوصاً الوثبة الذي غادره 15 لاعباً دفعة واحدة دون أن يستطيع تأمين البدلاء المناسبين.