طائرة الناشئين أخفقت في غرب آسيا والمكتب التنفيذي يتحمل النتائج
البعث الأسبوعية-عماد درويش
لم يكن أحد يتوقع الانهيار الكبير لمنتخبنا الوطني للناشئين لكرة الطائرة الذي شارك في بطولة غرب آسيا الأولى التي اختتمت مؤخراً في مدينة جدّة السعودية بمشاركة ثمانية منتخبات، الجميع كان يعول على المنتخب لتحقيق نتيجة جيدة، لكنه خيب الآمال حيث لم يستطع مجاراة بقية المنتخبات وحل في المركز الأخير، ولم يحقق أي انتصار، بل أنه لم يفّز سوى بأربع أشواط من كافة مبارياته.
وبعيداً عن النتائج التي حققها منتخبنا فإن المشاركة تعتبر خطوة جيدة لهذه الفئة من مواليد (2005) لكسب الاحتكاك مع بقية دول غرب آسيا المتطورة والمتقدمة بأشواط كثيرة عن كرتنا الطائرة، لتختلف الآراء من كوادر ومحبي اللعبة حول ظروف المشاركة، فمنهم من رأى أنه ضرورية مهما كانت النتائج في حين رأى البعض الآخر أن المشاركة أثرت على سمعة اللعبة.
إصرار ومشاركة
اتحاد كرة الطائرة كان مصّراً على المشاركة في البطولة لأهميتها للعبة، سيما بعد غيابها عن المشاركات منذ فترة طويلة من الزمن، ورغم ذلك فقد كان هناك الكثير من العراقيل التي رافقت إعداد المنتخب، فقد تلقى اتحاد اللعبة الدعوة للمشاركة في البطولة على نفقة الاتحاد السعودي الذي تكفل بكافة تكاليف المشاركة، والبطولة خاصة بالناشئين من مواليد 2005، لكن اتحاد الكرة الطائرة تأخر في دعوة اللاعبين لمعسكر تدريبي مبكر استعداداً للبطولة، والتأخير كان لوجود عدة عوائق أولها: أن الاتحاد الرياضي وافق على المشاركة دون أن يتحمل أية مصاريف للتحضير بشكل مستغرب، كما أنه ولواقع اللعبة المتراجع منذ سنوات لا يوجد صالة خاصة بالكرة الطائرة، وهذه مشكلة ثانية، علماً أن المنشآت الرياضية في الأندية والمدن الرياضية رغم وجود مساحات جيدة إلا أنها صارت هدفاً للاستثمارات وأكثرها مطاعم وصالات أفراح على حساب الرياضة والرياضيين، كما أن موعد البطولة تزامن مع الامتحانات “الشهادة الثانوية” فلم يستطع اتحاد اللعبة جمع اللاعبين إلا قبيل السفر بأيام قليلة.
معسكر محلي
وبقي الإصرار على المشاركة بالبطولة ملازماً لاتحاد اللعبة حيث أقيم معسكر مغلق في دمشق في ظروف صعبة جداً، حيث تدرب المنتخب في صالة نادي الشرطة بأجواء غير صحية، ونجح الاتحاد بتأمين بعض الألبسة للاعبين والكادر التدريبي من قبل بعض لاعبي المنتخب السابقين (طقم جرابات ولباس للعب) حتى تكاليف جوازات السفر كانت عن طريق بعض المحبين وأهالي بعض اللاعبين، ولم يتدخل المكتب التنفيذي لإصدار الجوازات الخاصة بالبعثة.
المعسكر لم يلبِ الطموح حيث تم دعوة 16 لاعب واستمر لمدة أسبوعين، وتم شطب عددً منهم بحجج واهية والإبقاء على 12 لاعب بسبب الظروف المالية الصعبة وعدم موافقة المكتب التنفيذي على هذا العدد، حتى أن المنتخب سافر بـ 11 لاعباً وبعد انطلاق البطولة سافر اللاعب الأخير ووصل بعد ثلاثة أيام من البطولة!
إضافة لعدم توفير واسطة نقل للاعبين من مكان إقامتهم لمكان التدريب في الصالة التي تم تأمينها بجهود “شخصية”، حتى التجهيزات شطب منها وتم تجهيز بعضها قبل يومين من السفر، وحتى المراسلات للفيز تمت بعلاقات شخصية، أما مصاريف السفر فجاءت عبر أحد المحبين، وعبر الجالية السورية في السعودية التي أمنت واسطة نقل “بولمان” فسافر المنتخب براً فعانت البعثة الكثير من المشقة قبل الوصول بساعات من خوض أول مباراة فيها، في حين أن المنتخبات المشاركة حضرت نفسها للبطولة بإقامة معسكرات امتدت لستة أشهر مثل الإمارات التي خسرنا معها بصعوبة، في حين اقتصر معسكرنا على لعب عددٍ من المباريات مع أنديتنا المحلية.
إشارة استفهام
هذه النتائج يتحملها المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام الذي لم يقدم أي شيء للمنتخب، بل أنه لم يكن موافقاً على مشاركة المنتخب بحجة عدم توفر المال اللازم، وبعد الإصرار على المشاركة من قبل الاتحاد وافق دون ان يقدم أي مستلزمات، وهذا يرسم أكثر من إشارة استفهام في كيفية تعاطي المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام مع كل الاتحادات، حيث تم الصرف بشكل “غير منطقي” على بعض الاتحادات المدللة التي لم تحقق أية نتيجة ترضي الطموح، إضافة للسماح لاتحادات أخرى بالسفر للمشاركة في بطولات دولية.
المدرب المختص حسان سكحل أكد لـ”البعث الأسبوعية” أن النتائج التي حققها المنتخب كانت طبيعية بالنسبة لكرة الطائرة التي عانت وما زالت تعاني الكثير لتحقق تواجدها على الصعيد المحلي والخارجي، مضيفاً المنتخب يمتلك مواهب وخامات وأطوال مميزة خاصة في مثل هذه السن لكن وضح أنه يعاني من ضعف اللياقة البدنية ربما بسبب أن فترة المعسكر كانت قليلة حيث افتقد اللاعبين للانسجام وبحاجة للعمل أكثر، والمشاركة والاحتكاك بشكل عام ضروري لإكساب هؤلاء الشباب الخيرة، على أمل أن يتحسن الحال في الأيام والمشاركات المقبلة نحو الأحسن.
وأشار سكحل إلى أن المكتب التنفيذي يتحمل مسؤولية ما حصل للمنتخب وما يحصل لكرة الطائرة السورية لعدم الاهتمام بها نسبة لبقية الألعاب.