روبياليس ينضم لقائمة أصحاب الفضائح و”الفيفا” يتدخل لحل الإشكال!
البعث الأسبوعيّة-سامر الخيّر
يحاول نجوم كرة القدم والقائمون على هذه الرياضة الشعبية في الاتحادات تجنب المشاكل والإزعاجات خارج المستطيل الأخضر حتى لا تتفاقم وتصبح فضائح يتسلى بها البعض ويستغلها آخرون فيما تؤثر سلباً على سلوكيات وأخلاق مشجعي ومتابعي اللعبة، وفي يومنا هذا ومع التقدم التقني الكبير في نقل ونشر الأخبار وتوثيقها، ضاقت الدائرة أكثر على هؤلاء النجوم والمسؤولين حتى أصبحت تفاصيل حياتهم الخاصة تناقش على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة بلحظة، وفي كثير من الأحيان تضج الصحافة العالمية بفضيحةٍ بعيدةٍ تماماً عن الرياضة.
واليوم سنستعرض أبرز الفضائح التي أثرت على شخصيات هامة في عالم كرة القدم، والبداية مع آخر تلك الفضائح والتي ما زالت محور اهتمام الصحافة الأوروبية على وجه التحديد، فقد طلب الرؤساء الإقليميون للاتحاد الإسباني لكرة القدم من الرئيس الموقوف من قبل الاتحاد الدولي لويس روبياليس الاستقالة، بعد قيامه بتقبيل للاعبة جينيفر هيرموسو على شفتيها خلال تتويج إسبانيا بمونديال السيدات.
وقال الاتحاد الإسباني في بيان عقب اجتماع بين الرؤساء الإقليميين “بعد الأحداث الأخيرة والسلوك غير المقبول الذي أضر بشكل خطير بصورة كرة القدم الإسبانية، يطلب الرؤساء استقالة لويس روبياليس على الفور من رئاسة الاتحاد الإسباني”.
وأعلن الاتحاد دعمه للرئيس المؤقت بدرو روشا الذي دعا الى الاجتماع، لقيادة الاتحاد الى “الحوار والمصالحة مع جميع مؤسسات كرة القدم”. وحث بيان الاتحاد الإسباني على إجراء إصلاح شامل في إدارة الهيئة الكروية.
وكان روبياليس وصف في البداية الأسئلة المثارة عن الواقعة بأنها “حمقاء” قبل أن يعتذر في مقطع فيديو، لكنه لم يوقف سيل الانتقادات.
أما أقدم هذه الفضائح، حيث أسفرت حرب كرة القدم بين السلفادور وهندوراس عن سقوط أكثر من 3000 ضحية بين مدني وعسكري، على خلفية مباراة منتخبي البلدين في تصفيات مونديال المكسيك 1970، وبدأت القصة حين انتهت المباراة الفاصلة بفوز منتخب السلفادور ووداع الهندوراس مشوار التصفيات، لتخرج الجماهير الهندوراسية الغاضبة في مظاهرات حاشدة، جابت شوارع المدن الرئيسية، وصبت كل غضبها على بعض الأقليات من ذوي الأصول السلفادورية، حيث قاموا بإيذائهم وطردهم من بيوتهم، ما حدا بالسلطات السلفادورية إلى طرد سفير الدولة الجارة، ومن ثم إعلان الحرب عليها عام 1969، واستمرت الأعمال القتالية مدة 4 أيام تقريباً، لذا سميت بحرب الـ100 ساعة، قبل أن تنجح الجهود الديبلوماسية الدولية في إيقافها، بعدما أسفرت عن سقوط أكثر من 3000 ضحية بين مدني وعسكري، إضافةً لآلاف المصابين والمشردين والمتضررين مادياً، ليسجل التاريخ تلك الحرب الغريبة، كواحدة من أسوأ الأحداث التي ارتبطت بكرة القدم.
وفي نهائيات كأس العالم عام 1978، كانت المنافسة على أشدها بين الأرجنتين المضيفة وغريمتها الأزلية البرازيل، من أجل الفوز بصدارة المجموعة التي كانت تضم معهما منتخبي بولندا والبيرو، وأنهت البرازيل مبارياتها محققةً فوزين وتعادلاً واحداً، مع فارق أهداف مريح بلغ 4 أهداف، قبل أن تلعب الأرجنتين مباراتها الأخيرة أمام البيرو، والتي انتهى شوطها الأول بتقدم أصحاب الضيافة بهدف وحيد، لم يكن كافياً بطبيعة الحال لتحقيقها الصدارة، ولكن ما حصل خلال الشوط الثاني غير المعطيات، حيث سمح البيروفيون للأرجنتينيين بتسجيل 5 أهداف مكنتهم من اعتلاء صدارة المجموعة والتأهل إلى المباراة النهائية للمونديال.
وقد قيل بأن لاعبي البيرو تلقوا رشى بين شوطي المباراة لتسهيل الأمر، وقيل بأنهم تعرضوا لتهديدات بالقتل، والمتهم في الحالتين كان النظام الأرجنتيني الحاكم آنذاك بقيادة الديكتاتور خورخي فيديلا الذي يُعزى إليه الفضل في فوز الأرجنتين بلقبها العالمي الأول.
وفي عام 1980 بدأت أخبار تورط عدد من اللاعبين ومسؤولي الأندية في رهانات غير شرعية، قاموا بموجبها بالتلاعب بنتائج بعض مباريات الدوري الإيطالي، وقد أثبتت التحقيقات إدانتهم فعلاً، وأخذت العدالة مجراها بإعلان هبوط ناديي ميلان ولاتسيو إلى الدرجة الثانية، إضافةً إلى إيقاف المسؤولين واللاعبين المتورطين، حيث طال الإيقاف عدداً من كبار لاعبي المنتخب الإيطالي الأول، كالمهاجم الشهير باولو روسي، وحارس المرمى إنريكو ألبيرتوزي إضافةً إلى رئيس نادي ميلان فيليس كولومبو.
وخلال كأس العالم الذي أقيم في إسبانيا عام 1982 وفي ملعب مولينون بمدينة خيخون، الذي استضاف المباراة الأخيرة في المجموعة بين منتخبي ألمانيا الغربية والنمسا، والتي كانت عيون نجوم منتخب الجزائر شاخصةً عليها، بعد أن أنهوا مبارياتهم في المجموعة بتحقيق فوزٍ غالٍ على تشيلي، أضافوه إلى انتصارهم الافتتاحي التاريخي على ألمانيا حيث كانت جميع النتائج المحتملة في المباراة الأخيرة تؤدي لتأهلهم، عدا فوز الألمان بفارق هدف واحد، وهو ما حدث فعلاً في المباراة حيث سجل الألمان هدفاً في الدقيقة العاشرة ثم تعاون الفريقان على استهلاك الوقت بشكل سافر، انتظاراً لنهاية المباراة بالنتيجة التي خدمت مصالحهما معاً.
وفي عام 1993 عاش نادي مارسيليا الفرنسي أحلى أيامه عقب تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ الأندية الفرنسية، بعد فوزه في النهائي على ميلان الإيطالي، إضافةً إلى فوزه بلقب الدوري الفرنسي، عندما ظهرت أقاويل عن تورط رئيسه (بيرنارد تابي)، بدفع رشوة مقابل تسهيل فوز فريقه على نادي فالنسيان في آخر مباريات الدوري، وهو ما أثبتته التحقيقات فعلاً ليعاقب النادي بتجريده من لقب الدوري الفرنسي وإسقاطه إلى الدرجة الثانية فضلاً عن قرار جنائي بسجن رئيس النادي مدة 6 أشهر.
كما حرم النادي الفرنسي من الدفاع عن لقبه في الشامبيونز ليغ، وحرم حتى من لعب مباراتي السوبر الأوروبية والإنتركونتيننتال، دون أن يتم تجريده من لقب دوري أبطال أوروبا رغم مطالبات مسؤولي نادي ميلان الإيطالي بذلك، وخاصةً بعد ظهور بعض الأقاويل غير المثبتة عن تعاطي عدد من لاعبي مارسيليا المنشطات قبل خوضهم المباراة النهائية للشامبيونز ليغ.
وبعد عام، دفع مدافع منتخب كولومبيا أندريس إسكوبار حيالته ثمناً لسوء حظه بعد أن سجل هدفاً غير مقصود في مرمى منتخب بلاده خلال مباراتها الحاسمة في نهائيات كأس العالم عام 1994، أمام منتخب الولايات المتحدة المضيفة، ما أدى لهزيمة المنتخب ووداعه كأس العالم من الدور الأول بعدما كان مرشحاً للعب الأدوار الأولى في البطولة.
وبعد عودته إلى بلاده بـ10 أيام، أقدمت إحدى عصابات تجارة المخدرات الكولومبية، على اغتياله بـ12 رصاصةً في الرأس، في أثناء خروجه من أحد المقاصف في مدينة ميدلين، بدعوى تسببه بخسارتهم مبلغاً مالياً كبيراً في المراهنات نتيجة هدفه المشؤوم، ليصبح اللاعب الكولومبي المسكين أشهر ضحايا الساحرة المستديرة.
وإذا كانت الـ “توتونيرو” هي أقدم فضائح الفساد في إيطاليا والتي تطرقنا لها آنفاً، فإن الـ “الكالتشو بولي” هي الأشهر والأكبر فيها، فقد طالت تهم الفساد والتلاعب أبرز أقطاب الكرة الإيطالية، نادي يوفنتوس، الذي كان الخاسر الأكبر في القضية، إذ جُرد من لقبي الدوري الإيطالي لعامي 2005 و2006، فضلاً عن إسقاطه إلى الدرجة الثانية، بعد ثبوت تورط رئيسه لوشيانو موجي بتهم تتعلق بترتيب النتائج واختيار الحكام، بالتعاون مع رئيس لجنة الحكام في الدوري الإيطالي، والذي أظهرت التحقيقات تورطه مع عدد من مسؤولي أندية أخرى كميلان وفيورنتينا ولاتسيو وريجينا، الذين اكتفي بخصم نقاط من رصيدهم في الموسم التالي، مع إيقاف مسؤوليهم المتورطين عن العمل.
وفي عام 2015، تم إيقاف بلاتر وبلاتيني رئيسا الاتحاد الدولي والأوروبي على الترتيب، عن مزاولة أي نشاط يتعلق بكرة القدم لمدة 8 سنوات إثر أضخم تهم الفساد وأشدها وقعاً على محبي كرة القدم في العالم، حين ألقت السلطات السويسرية القبض على 7 مسؤولين رفيعي المستوى في الفيفا، بينهم نائب رئيس المنظمة جيفري ويب، وقد امتدت التحقيقات وتوسعت لتشمل تجاوزات أخرى جرى اكتشافها، أظهرت تورط رئيس هرم منظمة الفيفا سيب بلاتر، والسكرتير العام للمنظمة جيروم فالكة، ورئيس الاتحاد الأوروبي للعبة ميشيل بلاتيني، وعدد آخر من كبار مسؤولي الفيفا، بتهم مختلفة تدور حول تلقي رشى ومدفوعات غير شرعية، وإساءة استخدام السلطة، وإهدار المال العام، لتنتهي القضية بإيقاف المتورطين عن مزاولة أي نشاط يتعلق بكرة القدم.