مجلة البعث الأسبوعية

لحظة يخشاها الآباء والأطفال على حد سواء!!.. هل يخاف أطفالك من العودة إلى المدرسة؟ كيف نستعد لليوم الأول من العام الدراسي؟

“البعث الأسبوعية” ــ لينا عدرا

بين الضحك والدموع، غالباً ما تكون العودة إلى المدرسة صعبة بالنسبة لمعظم الأطفال. من ناحية الوالدين، قد يكون من الصعب إدارة هذه اللحظة. لكن يمكن التحضير لوقاية الطفل من التوتر والحزن والخوف الذي يمكن أن يمثله هذا اليوم.

 

هل يخاف أطفالك من العودة إلى المدرسة

بادئ ذي بدء، وقبل أيام قليلة من اليوم “المشؤوم”، من المهم مناقشة الأمر مع الطفل، والقيام بأنشطة للتعريف بموضوع العودة إلى المدرسة. وهنا فإن استخدام صوت هادئ و أثناء لهوه أو لعبه بألعابه المفضلة سيسمح له بأخذ بدء المدرسة على النحو الصحيح.

بمجرد انتهاء ذلك، سيتعين عليك الحفاظ على هذه العادة، والتحدث معه يومياً، أو على الأقل بانتظام لمعرفة مشاعره، وربما حل المشكلات الصغيرة التي قد يواجهها خلال يومه أو أسبوعه الأول. وهو ما سيجعله يشعر بالثقة ويخفف من إمكانية تعرضه لأي قلق محتمل. وإذا شعرت أنه يواجه صراعاً، أرشده وأعطه المفاتيح حتى يحاول المواجهة بأفضل شكل ممكن، وكن حاضراً ومتنبهاً في المتابعة. وقبل كل شيء، وحتى لو كان الأمر صعباً، لا تتدخل فوراً بصفتك أحد والديه، فقد يخاطر بأن يُنظر إليه على أنه “حبّوب الماما”، وقد يكون هذا ضاراً له تجاه رفاقه، كما يحذر الخبراء.

ولا يتحدث الأطفال بصراحة عن مخاوفهم، خاصة عندما يكونون صغاراً وحديثي الذهاب إلى المدرسة. لهذا السبب، ومنذ الأيام الأولى للمدرسة، من الضروري، كأبوين، مناقشة معلمة الطفل، التي ستكون أكثر قدرة على طمأنته أو التنبه بشأن سلوكه في الفصل مع الاستمرار في الاهتمام به، وذلك باعتبارها الشاهد الأول على نمو الطفل وسلوكه. ومن الضروري أن تكون المعلمة على دراية بالمشكلات التي قد يواجهها طفلك في المدرسة (وحتى خارجها)، وستكون المعلمة قادرة على مساعدتك من خلال مراقبة طفلك في الصف، كما ستكون قادرة على الاهتمام أكثر باحتياجاته.

 

2 ــ نصائح لمساعدة الطفل على التغلب مخاوف بداية العام

ولكن كيف يمكننا مساعدة الأطفال الذين تغمرهم المشاعر السلبية قبل بداية العام الدراسي، والذين قد يكونون قلقين بعض الشيء، أو غير متحمسين، أو حتى خائفين، على التغلب على بداية العام الدراسي؟

 

– تحدث عن المدرسة بطريقة إيجابية

أول شيء يجب فعله هو التحدث عن بداية العام الدراسي وعن المدرسة بطريقة إيجابية. وهنا يوصي خبراء التربية باستخدام خطاب حماسي وتغيير في عبارات التخاطب مثل: “هذا رائع.. سوف تتعلم الكثير من الأشياء!”. وفي المقابل، يجب أن نتجنب تماماً قول “أنت كبير الآن”، أو حتى “سيكون الأمر صعباً هذا العام”، وهي عبارات من شأنها أن تضيف ضغطاً إضافياً على الطفل..”.

بالنسبة لطلاب المدارس الإعدادية، فهو نفس المبدأ، ويجب أن تقول: “أشعر أن الأمور ستسير على ما يرام هذا العام، وأنك ستنجح”، بدلاً من “آمل أن تنجز بشكل جيد هذا العام، وليس مثل العام الماضي”، فمثل هذه العبارات ستكون لها نتائج عكسية، أيضاً.

 

– استمع لطفلك وحدد ما يتخيله

النصيحة هي ببساطة الاستماع إلى طفلك وتشجيعه على شرح أسباب خوفه أو انزعاجه، فقد يشعر الطفل بالقلق من دخول الصف الأول لأن إخوته وأخواته الكبار أخبروه أن العام سيكون صعباً، ولأنه قلق من مطالب المعلم. وهو يخاف من عدم رؤية والديه أثناء النهار.. إن أسباب مثل هذا الخوف يمكن أن تكون متعددة، ومن المهم التعرف عليها، وتفكيك تلك التي لا أساس لها، وإعادة تأسيس الحقيقة، وقبل كل شيء طمأنة طفلك.

وإذا كان الطفل يعاني من صعوبة في النطق، فمن الممكن أيضاً أن نقترح عليه أن يرسم. وفي جميع الأحوال، لا يتعلق الأمر بمحو الخوف، بل بضمان قدرة الطفل على التحدث عن مخاوفه لفظياً، والتعبير عنها.

 

– عرض مقاطع فيديو للصف المدرسي

إن عرض الصور ومقاطع الفيديو للصفوف المدرسية يمكن أن يساعد على طمأنة الطفل؛ وهي نصيحة مخصصة أكثر لآباء الأطفال الذين يدخلون مرحلة ما قبل المدرسة أو الصف الأول. ويوصي التربويون بـ “مشاهدة الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالصفوف المدرسية مع الطفل، لنظهر له كيف ستبدو، لأنه في هذه الأعمار، غالباً ما يكون المجهول هو المخيف”. ويضيفون: “الوضع المثالي هو أن تكون قد قمت بزيارة المدرسة مسبقاً مع طفلك، ويفضل أن تكون هذه الزيارة قبل بضعة أشهر، حيث يمكن لمقاطع الفيديو تحديث ذاكرته وتهدئته”.

 

– بالنسبة للأطفال الأكبر سناً.. قم بإجراء بعض المراجعات

للعودة إلى المدرسة في ظروف أفضل، يقترح المربون أيضاً أن نجعل أطفالنا يراجعون المواد التي يواجهون فيها بعض الصعوبات، فالمراجعات ستطمئنهم. بالإضافة إلى ذلك، من المهم أيضاً إعادة تنشيط التعلم قبل بداية العام الدراسي لأنه ثبت أنه، خاصة في البيئات الأقل حظاً، يتم ضمان تنمية اجتماعية جيدة خلال العطلات، ولكن يتم ملاحظة انخفاض في التطور اللغوي والمعرفي بشكل عام.

 

– شراء اللوازم المدرسية مع الأطفال

إذا لم يتم ذلك بعد، “يمكن أيضاً شراء اللوازم المدرسية مع الأطفال قبل بداية العام الدراسي مباشرةً”، فهي طريقة جيدة للطفل للتخطيط للمدرسة والتخلص من التوتر.

 

– رؤية الأصدقاء قبل أيام قليلة من بدء المدرسة

لطمأنة أولئك الذين يخشون عدم العثور على أصدقائهم، من المفضل تنظيم فترة ما بعد الظهر قبل أيام قليلة من بدء العام الدراسي حتى يتمكن الأطفال من قضاء بعض الوقت مع أصدقائهم.

 

– لا تنقل مخاوفك إلى أطفالك

إن عودة الأطفال إلى المدرسة تعيد حتماً إلى الآباء ذكرياتهم عن عودتهم، والأوقات التي قضوها في المدرسة. ويوضح طبيب نفسي: “إنهم عموماً يعيشون هذه اللحظات أكثر مع أحد أطفالهم، إما الابن الأكبر أو الطفل الذي يتعاطفون معه أكثر”. ويضيف: “يجب أن تعلم أن الوالد الذي كان طفلاً قلقاً سيكون قلقاً على أحد أطفاله”. “لذلك من المهم أن نكون على دراية بهذا لندرك ما الذي ينبغي، أم لا ينبغي التحدث به أمامهم”.

ماذا تفعل عندما تكون في هذه الحالة؟ اسمح للوالد الآخر بإدارة الأسئلة المتعلقة ببداية العام الدراسي والتأكد من اعتباره الشخص المرجعي في هذا الموضوع. والأمر الجيد هو أيضاً أن تشرح لطفلك أننا أيضاً نشعر بالقلق، ولكن لا ينبغي لنا أن نكون قلقين، وأنه لا توجد أسباب لذلك.

 

– اجعل العودة إلى المدرسة احتفالاً

بمجرد أن نشعر بالقلق أو قلة الحماس من جانب أطفالنا، هناك حل آخر يتمثل في جعل بداية العام الدراسي حدثاً احتفالياً: “نختار ملابس جميلة تشبه إلى حد ما الأيام الخوالي المفعمة بالسعادة، ولإظهار أن بداية العام الدراسي هي حدث”، كما يوضح الأطباء النفسيون للأطفال.

 

– العودة إلى المدرسة معاً

أما بالنسبة لليوم الموعود، فمن أجل طمأنة أطفالك حقاً، “يجب عليك بالتأكيد مرافقتهم في أول أيام العام الدراسي الجديد، وإذا أمكن حضور كلا الوالدين، فهذا أمر مطمئن جداً بالنسبة للطفل. ومع ذلك لا يزال من الشائع جداً أن تكون الأم فقط هي الحاضرة في اليوم الأول من المدرسة.

وبالنسبة لطلاب المرحلة الإعدادية، إذا طلبوا منكم عدم مرافقتهم إلى المدخل، عليكم القبول، نسير معهم جزءاً من الطريق، نتوقف على بعد ثلاثين متراً من الباب ونراقب من بعيد، يقترح المختصون.

أما أهل الطفل الأصغر، الموجودون في الصفوف الدنيا ، فيجب أن يكونوا مستعدين للدموع والصراخ، لكن لا ينبغي أن نقلق.

 

3 ــ نصائح ما قبل العودة إلى الصف

غالباً ما يكون الآباء أكثر مرونة مع أطفالهم خلال العطلة الصيفية. وللوهلة الأولى، يبدو من الصعب التخلي فجأة عن تقلب ساعات الاستيقاظ، وربما قضاء المزيد من الوقت أمام التلفاز، أو الكثير من العادات الأخرى، لستعداداً للعودة إلى المدرسة. لذلك، ينبغي، وقبل أيام قليلة من استئناف الدراسة، تجربة العادات الجديدة في سبيل عودة مدرسية بكامل راحة البال.

 

– استئناف جدول نوم منتظم

يمكن أن تشكل استعادة وقت الذهاب إلى النوم مع وقت استيقاظ ثابت تحدياً إذا تم إجراء هذا التغيير فجأة. ومن الأفضل تعديل وقت الاستيقاظ تدريجياً. وينصح بالقيام بذلك قبل أسبوعين تقريباً من بداية العام الدراسي، كما يُنصح بتقليل وقت الاستيقاظ شيئاً فشيئاً، بمقدار نصف ساعة فنصف ساعة، لتحقيق ساعات النوم العشر التي يحتاجها الأطفال في المرحلة الابتدائية.

 

– تقليل الوقت الذي يقضيه أمام الشاشات

لا يمكن إثارة مسألة النوم دون إثارة مسألة الشاشات الشائكة، والتي لها تأثيرها على الإنتاج الطبيعي لهرمون النوم “الميلاتونين”. لذلك فإن إبعاد أعين الأطفال عن التلفاز أو الأجهزة اللوحية أو الهواتف المحمولة قبل وقت طويل من الذهاب إلى السرير هو أمر أكثر من مناسب. ومن الأفضل التركيز على أنشطة أخرى، مثل القراءة.

يجب أيضاً تجنب الشاشات في الصباح، قبل الذهاب إلى المدرسة، لأنها يمكن أن تكون مصدراً للإثارة، ويمكن أن يكون لها تأثير على انتباه الطفل أثناء وجوده في الصف.

بالنسبة لأولئك الذين يجدون صعوبة في الانفصال عن التلفزيون والأجهزة اللوحية وألعاب الفيديو، ينصح الأطباء نفس الأطفال بإعادة الاتصال بالأنشطة الرياضية والفنية قبل بداية العام الدراسي مباشرة، والاستفادة من ذلك لتحديد مواعيد طبية تسمح لك بالتأكد من أن أطفالك لا يعانون من مشاكل صحية.

ويؤكد الأخصائيون أن إنشاء إيقاع مدرسي يمكن أن يساعد الطفل على العودة إلى المدرسة بطريقة أكثر هدوءاً.

 

– لا تهمل وجبة الإفطار

إن استئناف الإيقاع المنتظم ملائم للوجبات كما للنوم. فإلى جانب الأوقات، عليك التأكد من العودة إلى نظام غذائي متوازن والتفكير في تناول طعام أخف خلال الوجبة المسائية، كما يوصي أطباء الأطفال.

ويجب التركيز بشكل خاص على وجبة الإفطار. وقد يميل الأطفال والآباء على حد سواء إلى تناولها بسرعة في الصباح، خاصة عندما يكون الاستيقاظ صعباً. إن أخذ وقت كاف يضمن لك تناول ما يكفي من الطعام حتى الغداء. ويفضل الأطباء عادة تناول السكريات البطيئة وعصير الفاكهة ومنتجات الألبان في الصباح.

 

– استباق المخاوف

من سيكون المعلم الجديد أو من هم زملاء الدراسة طوال العام الدراسي؟ وكيف ستكون المدرسة؟ كل بداية عام دراسي تشكل مصدر أسئلة لدى الأطفال، وحتى قلق، خاصة عند دخولهم رياض الأطفال أو المدارس المهنية أو الصف السابع. وللتعامل مع ذلك ونزع فتيل القلق، يجب ألا تتردد في مناقشته مع طفلك. إن زيارة المدرسة مع طفلك أو القيام بالرحلة للوصول إلى هناك حتى قبل بدء الفصول الدراسية يمكن أن يهدئ مخاوفه أيضاً. ومثل هذا “الإعداد النفسي” لا يتعلق فقط بأطفال المدارس. فالأمهات أو الآباء الذين يبكون عند ترك أطفالهم، يدفعون أطفالهم للبكاء. وللتأكد من أن العودة إلى المدرسة قد سارت على ما يرام، لا يوجد شيء أفضل من سؤالهم في المساء كيف كان يومهم.