“زيتون طرطوس” غياب الخدمة الفعلية يرخي بظلاله على قلة الإنتاج وجودته!
تتبوأ شجرة الزيتون المرتبة الأولى في محافظة طرطوس من حيث اعتماد أبنائها على هذه الزراعة، فالعديد من الأسر تعتاش على موسمها بتأمين اكتفاء ذاتي من مادتي الزيت زيت وزيتون المائدة على مدار العام وأحيانا لسنتين وأكثر، إضافة إلى تحقيق مورد مالي يسد احتياجات أسرية متعددة عند بيع مادة الزيت لمن لديه فائض إنتاج، لكن هذا العام مختلف كلياً، إذ أن موسم الزيتون “معاومة” أي عام يعطي وآخر قد يكون فيه الإنتاج قليلاً جداً، ولا شك أن لخدمة الشجرة دور كبير في عطائها، وللأسف اليوم غالبية الفلاحين غير قادرين على تأمين مستلزمات الإنتاج بالشكل المطلوب إثر ارتفاع التكاليف والمستلزمات، كعدم دعمهم بالمازوت والسماد، ما أدى إلى ضآلة الكميات المنتجة وارتفاع سعر زيت الزيتون وضعف الاهتمام وتخديم الأرض والشجر وبالتالي سينعكس سلبا على إنتاج هذا العام .
لا سماد ولا مازوت
تقاطعت هموم وشجون مزارعي الزيتون هذا العام، حيث أشاروا في حديثهم “للبعث” إلى عدم منحهم سماد لتسميد الشجر منذ ثلاث سنوات، كما لم يتم منحهم مازوت لزوم الحراثة، فمعظمهم لم يفلح أرضه ولم يسمدها ما انعكس على جودة الثمار وكمية الزيت، لافتين إلى مرض عين الطاووس الذي أصاب الشجر هذا العام إثر الرطوبة الزائدة والأمطار الشديدة، وتم الرش من خلال الوحدات الإرشادية، مبينين أن الأمطار القوية التي حظيت بها المحافظة خلال الأسبوع الفائت أنعشت شجرة الزيتون وأنضجت ثمارها بعد عطش شديد.
وبعد أمطار الخير التي هطلت سيلجأ العديد من المزارعين إلى حراثة أراضيهم ولذلك طالبوا بمنحهم المازوت بالسعر المدعوم لأنهم يشترونه بالسعر الحر والذي يصل إلى / ١٥/ ألف ليرة لليتر، وتوزيع السماد بالوقت المناسب ومراقبة الأدوية الزراعية لأنها غير فعالة ومرتفعة السعر بشكل كبير!.
ارتفاع مستلزمات الإنتاج
ولفت المزارع كمال شدود من منطقة صافيتا، والذي يملك أربعين دونما مزروعة بالزيتون، إلى ضرورة وأهمية سماد الآزوت لشجر الزيتون والذي لم يمنح للمزارعين منذ أكثر من ثلاث سنوات، مشيراً إلى أن سعر كيس الحر منه/ ٧٠٠/ ألف ليرة زنة خمسين كيلو بينما سعره بالدولة/ ١٥٠ / ألف ليرة، وبيّن حصول الفلاحين على حاجتهم من سماد، السوبر فوسفات الذي يرش في فصل الشتاء، لكنه غير كاف، وذكر أن أجرة الفلاحة وصلت إلى /١٥٠/ ألف ليرة بالساعة، كما أشار إلى تخصيص الجرارات بـ ٣٠ ليتر مازوت بالسعر المدعوم لكنها أيضاً غير كافية وبذلك يلجأ المزارع لتأمين المادة بالسعر الحر.
ولم يخف شدود أن سعر بيدون الزيتون مناسب للمزارع “وزيادة” إلا أن ضيق المعيشة وضعف المقدرة الشرائية لدى الكثير من العائلات يدفعهم لشراء زيت الزيتون بالنصف ليتر والليتر…!
إنتاج ضعيف
بدوره رئيس غرفة زراعة طرطوس هيثم الضيعة بيّن أن موسم الزيتون لهذا العام ضعيف لأن الشجرة في عام المعاومة، حيث تعطي إنتاج سنة ويضعف إنتاجها في العام التالي، وهذا يعود لعدة أسباب منها، ضعف تخديم الشجر وطريقة معاملة الشجرة عند موسم جني المحصول والذي يتم بطريقة النبر فيؤذي الشجرة ويقضي على الزغف الجديد، كما أن زراعة الشجر تتم بمناطق وعرة وليس لدى الفلاحين آلات خاصة بالجني، كما في الدول المتقدمة، والتي تحافظ على الشجر والثمار بآن واحد.
من أجود الزيوت
وأشار رئيس الغرفة إلى أن زيت طرطوس من أجود الزيوت في المنطقة، إثر قلة الرشوش والأدوية الكيماوية، معتبرا أن رفع سعر زيت الزيتون لمصلحة المنتج لكنه ليس لمصلحة المواطن المستهلك الذي راتبه لا يكفيه أياما معدودة، مبينا عدم صوابية ما يشاع عن استيراد زيت تونسي أو جزائري، وأنه وإن تم فسيكون السعر مرتفع كونه استيراد، لافتا إلى تباين سعر بيدون زيت الزيتون والذي بدأ سعره بـ ٨٠٠ ألف حتى قارب اليوم سعر المليون و٥٠٠ ألف متسائلا: أي موظف سيستطيع تأمينه لأسرته.!، معتبرا أن سعره غير مبرر وغير منطقي…!
وعن دور غرفة الزراعة أشار رئيسها إلى تراجع دورها المطلوب نتيجة ظروف البلد والحرب والحصار، حيث تقوم الغرفة بإرشاد المزارعين، كونها صلة وصل بين الداخل السوري والخارج، وإدخال التقنيات الجديدة في المجال الزراعي وبما يخدم المزارعين.
سعي لتأمين المستلزمات
من جهته بين رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش أن شجر الزيتون يزرع بعلا وخدمة الشجرة مكلفة لذلك تعاوم، ولا يألو الاتحاد جهدا في السعي لتأمين مستلزمات الإنتاج من أسمدة ومازوت للحراثة بالتعاون مع الجهات المعنية بالمحافظة.
سعر غير منصف
وأشار علوش إلى التوسع بزراعة أشجار الزيتون في عموم المحافظة إثر اعتماد الفلاح على الأرض وارتفاع سعر الزيت هذا العام الذي تباين في الفترة الأخيرة بين تاجر وآخر، معتبرا أن ارتفاع السعر غير مبرر ومنصف للمستهلك، مطالبا بتأمين مستلزمات الإنتاج بمواعيدها من أسمدة ومازوت للحراثة.
/10701/ طن زيتون
وحسب رئيس دائرة الأشجار المثمرة المتخصصة بمديرية زراعة طرطوس م. محمد غانم عبد اللطيف، فإن الإنتاج المتوقع لهذا العام حوالي/ ١٠٧٠١/ طن، علما أن كمية إنتاج العام الماضي كانت حوالي / ٢٤٩/ ألف طن ثمار زيتون، وأشار عبد اللطيف إلى أن أصناف الزيتون هي الدعيبلي والذي يشكل حوالي / ٦٥ % من إجمالي أصناف الزيتون المزروعة كالخضيري والخشابي والمنيقيري والسكري والعيروني والصفراوي، وتبلغ المساحة المزروعة بالزيتون حوالي / ٧٥/ ألف هكتار، ويصل عدد الأشجار الكلي إلى حوالي / ١١ / مليون شجرة، المثمر منها حوالي / ١٠/ مليون شجرة.
ولفت إلى أن مديرية الزراعة تنصح مزارعي الزيتون بتعليق المصائد الغذائية الجاذبة لمكافحة ذبابة ثمار الزيتون واستخدام الطعوم السامة الجاذبة عند ازدياد معدل الجذب، كما تقوم المديرية بتوزيع مادة بيوفوسفات الأمونيوم وهيدروليزات البروتين من خلال الوحدات الإرشادية مجانا للمزارعين.
دارين حسن