استقالات واعتذارات وانسحابات في كرة اليد.. والخاسر منتخباتنا الوطنية
البعث الأسبوعية-عماد درويش
يعيش اتحاد كرة اليد واقعاً صعباً تحت أنظار أعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد الرياضي العام الذين اكتفوا بالنظر من بعيد دون تدخل لحل النزاعات والخلافات التي عادت لتقض مضاجع اللعبة والتي عاشت في الماضي بخلافات وصلت للاتحاد الدولي، وكادت تؤدي لحرماننا من اللعب الدولي، وبعد أن عادت لمسارها الصحيح طفت على السطح الخلافات من جديد وسط غياب للمنظمة الأم التي وقفت موقف المتفرج، متذرعة بحججٍ واهيةٍ بعدم التدخل من أجل إيجاد الحل أو صيغة توافقية بين الجميع ولو بطريقة إسعافية على المدى القصير ليس إلّا رغم أنها صاحبة قرار الفصل الأخير في حل كافة المشكلات الحالية.
انسحابات بالجملة
في البداية لا بد من التأكيد على أن الاتحاد الحالي لكرة اليد عمل على رأب الصدع في كافة مفاصل اللعبة، ونجح في إقامة النشاطات لمختلف الفئات، وأعاد اللعبة لموقعها الدولي الأمر الذي جعل الاتحاد الدولي للعبة يمنح سورية ملعب متطور يتم تركيبه بأي بقعة يريد وبمبلغ مالي قدر بـ 125 ألف دولار.
لكن واجه الاتحاد الكثير من العقبات منها اعتذار الكثير من الأندية عن المشاركة في الدوري (بكافة الفئات) وإلغاء اللعبة في نادي النواعير أحد أهم قلاع اليد السورية، وانسحاب أندية أخرى عن المشاركة في تجمعات الدوري التي أقامها الاتحاد بحجج غير منطقية مثلما فعل نادي اليقظة الذي انسحب من التجمع النهائي لبطولة الدوري العام لكرة اليد بفئة الناشئين احتجاجاً على قرار اتحاد اللعبة بمنح استضافة التجمع لنادي النواعير أحد المشاركين في البطولة حينها، وهذا ما اعتبرته إدارة اليقظة انعداماً لمبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية المشاركة، إضافة لانسحابات أندية أخرى عن المشاركة مثل ( محردة والنبك ) في التجمعين اللذين أقامهما الاتحاد للشابات في كل من دمشق وحمص، حيث عمد بعض رؤساء الأندية على الاعتذار عن المشاركة بالتجمعين، وقيام البعض الآخر بتحريض بقية الأندية على عدم المشاركة بحجج واهية، وهو ما أكده لـ”البعث الأسبوعية” رئيس اتحاد كرة اليد العميد علي صليبي.
وأضاف صليبي: الاتحاد عمد على إقامة تلك التجمعات لعدم الضغط على الأندية خاصة بالناحية المالية، ومعرفتنا بالواقع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه الأندية، ومع كل التسهيلات التي قدمناها اعتذرت بعض الأندية عن المشاركة عن النشاطات التي أقامها الاتحاد.
واقع مأساوي
كوادر اللعبة رأت أن الأسلوب الذي تسير عليه كرة اليد خاطئ وبحاجة من الجميع لإبداء الآراء لتطوير كافة مفاصل اللعبة من (حكام ومدربين…الخ) بالطريقة التي أقيم عليها الدوري “بطريقة التجمعات ” حظي بالكثير من المعارضين له من الكوادر العاملة وطالبت بأن يكون الدوري كاملا أي ذهاب وإياب فهو الأنسب لتطوير اللعبة والارتقاء بالمستوى الفني للاعبين، أما البعض الآخر فيرى أن هذه الطريقة (التجمعات) مناسبة جداً لأغلب الأندية خاصة بسبب الظروف المادية السيئة التي تعاني منها، فالواقع المأساوي للعبة يجعلنا نتحسر عليها عما كانت عليه فيما مضى، وهي اليوم بحاجة للتخطيط السليم الممنهج بكافة مفاصلها، فالجميع يدرك أن كرة اليد تحتاج إلى الكثير من المقومات للنهوض بواقعها، وحتى يستطيع القائمون عليها رفع مستواها وتطويرها لابد من توافر المال والاعتماد على اللاعبين الواعدين والمواهب المتميزة في الفئات العمرية الصغيرة الأمل، وإذا لم تتحقق كل تلك المقومات فستبقى “يدنا” بعيدة كل البعد عن اللحاق بالركب عربياً وآسيوياً وعالمياً، ما يجعلنا نتساءل: ماذا يفعل خبراء اللعبة كي يعيدوا “يدنا” لسكتها الصحيحة؟ وهم الذين طالبوا للخروج من أزمتها الإدارية الحالية بالتوجه نحو الاحتراف الجزئي بدلاً من ملامسة ومناقشة واقع اللعبة المتردي.
ما السر؟
ما يحدث في أروقة الاتحاد من استقالات في عضوية الاتحاد وبعض اللجان سببه ما يحدث على منصات التواصل الاجتماعي من التجاذبات والانقسامات، حيث تقدم عضو الاتحاد علي الزعيم باستقالته من منصبه، كذلك تقدم أيهم مسالمة باستقالته من لجنة المدربين وغيرهم من الكوادر، بحجة أن عمل الاتحاد غير منظم ويشوبه الكثير من الأخطاء.
الكابتن أيهم المسالمة أكد لـ”البعث الأسبوعية” أنه تقدم باستقالته من اللجنة رداً على عدم اهتمام الاتحاد باللجنة التي لم تجتمع أي اجتماع منذ عشرة أشهر حتى الآن، إضافة إلى أن اتحاد اللعبة عمل على “تهميش” دور اللجنة حيث أقيمت دورة دولية للمدربين للحصول على شهادة تدريب فئة (D)، وفعلاً تمت إقامة الدورة التي شارك فيها 37 مدرباً وثلاثة مدربين عرب وكانت بإشراف مباشر من الاتحاد الدولي وحاضر فيها المحاضر الدولي التونسي الدكتور سهيل الهرماسي، وهي أول دورة عربية تقام تحت إشراف الاتحاد الدولي، إلا أن اتحاد كرة اليد لم يقم بدعوة أي عضو من لجنة المدربين للمساهمة بالدورة، وهذا الأمر يعتبراً تهميشاً لأعضاء اللجنة إضافة لعدم تفعيل عمل اللجنة في انتقاء مدربي منتخباتنا الوطنية، حيث يقوم اتحاد اللعبة باختيار المدربين دون مشورة أعضاء اللجنة، فنحن نعمل للاتحاد والمنتخبات الوطنية، وليس لأشخاص معينين، خاصة وأن أسماء كبيرة قدمت للوطن الكثير من الجهد وتستحق أن يتم الالتفات لأفكارها من قبل الاتحاد لتطوير اللعبة.