ماكرون وتسييس الألعاب الأولمبية
تقرير إخباري
منذ متى كانت الرياضة مسألة سياسية؟ ومنذ متى يتم تسييس الرياضة؟ لقد تجلى هذا الأمر منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، حيث تم حرمان الرياضيين الروس من المشاركة في العديد من البطولات الغربية.
الخبر المفرح هو إعلان روسيا رسمياً أنها ستستضيف دورة ألعاب دول البريكس 2024 في الفترة من 20 إلى 23 حزيران، قبل دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس، والتي لم تتم دعوة روسيا إليها بسبب رفضها المنافسة تحت علم محايد.
“إن الفكرة الأولمبية في العصر الحديث ترمز إلى حرب عالمية، لا تظهر طابعها العسكري بشكل علني، ولكنها تعطي لأولئك الذين يعرفون كيفية قراءة الإحصاءات الرياضية نظرة كافية على التسلسل الهرمي للأمم”.
هذا الاقتباس، مأخوذ من صحيفة رياضية ألمانية من عام 1913، يُظهر أن الحركة الأولمبية تم دمجها بسرعة كبيرة في لعبة العلاقات الدولية، فهل الألعاب الأولمبية التي ولدت من رحم القوى الغربية مهددة؟
تعتزم القوى الغربية معاقبة روسيا وبيلاروسيا على الأحداث في أوكرانيا، ولكن رغم المجازر في أرمينيا، فإن أذربيجان ستكون حاضرة، وكذلك الدول المشاركة في المجازر في اليمن. ومن كان يجرؤ على حظر الولايات المتحدة عام 2004 بعد غزو العراق؟ إن استبعاد بلد ما ليس أخلاقيا بل جيوسياسياً، ففي عامي 1920 و1924، تم استبعاد ألمانيا من الألعاب الأولمبية، لأنهم لا يريدون لها أن تنتقم لهزيمتها في الحرب العالمية الأولى في الملاعب. استغلت ألمانيا النازية الألعاب الأولمبية لعام 1936 لأغراض دعائية. لقد كانت صورة ألمانيا الجديدة والقوية والموحدة هي التي سلط النازيون الضوء عليها.
المشكلة الوحيدة، ماذا لو نظمت بقية دول العالم ألعاباً غير غربية؟ فقد أعلنت روسيا رسمياً أنها ستستضيف ألعاب البريكس 2024 في الفترة من 20 إلى 23 حزيران قبل دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس، والتي لم تتم دعوة روسيا إليها بسبب رفضها المنافسة تحت علم محايد. ومن المتوقع أن يشارك نحو 50 دولة -جميع الدول التي أعلنت رغبتها في الانضمام إلى مجموعة البريكس – أو حوالي 4500 رياضي، في 25 رياضة. وفيما يخص الألعاب الأولمبية في باريس، فهناك 35 دولة فقط من أصل 171 تعارض مشاركة روسيا الاتحادية في الألعاب الأولمبية، بينما هناك 82 دولة تؤيد مشاركة روسيا بالعلم والنشيد الوطني.
بالطبع رد وزير الخارجية الروسي لافروف على تصريحات إيمانويل ماكرون بشأن عدم مشاركة روسيا في أولمبياد 2024: ” لا معنى للدبلوماسية الفرنسية في عهد ماكرون، فليس لديها أي شيء عقلاني! لا يمكننا أن نكون وسيطاً في الصراع في أوكرانيا أثناء الاستمرار في تسليح نظام كييف. لا يمكننا أن نريد السلام في أوكرانيا بينما نحرم المبادرات الرياضية ونقيم الروابط. لا يمكننا أن نرغب في المشاركة في قمة البريكس… بينما نفرض عقوبات على موسكو، مثلما لا يمكننا الاستمرار في نهب موارد العالم في أفريقيا . وأخيراً، لا يمكننا أن نفعل كل شيء وأن نكون في كل مكان في نفس الوقت، يجب أن نختار ونتخذ مواقفنا”.
هيفاء علي