دراساتصحيفة البعث

على هامش الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة

هيفاء علي

 على هامش انعقاد الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك من 19 ولغاية 26 أيلول، قدم محلل سياسي من مالي وجهة نظره حول آداء الأمم المتحدة فيما يخص القضايا الساخنة، والإنسانية على وجه الخصوص، في مناطق مختلفة من العالم، وذلك في سياق حديثه لـ سبوتنيك-أفريقيا.

ويشير في البداية إلى أنه بينما تختار روسيا والصين عالماً عادلاً، داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يريد آخرون فرض هيمنتهم من خلال تمويل الحروب والإرهاب. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن تخضع هيئة الأمم المتحدة للإصلاح للسماح بتمثيل القارة الأفريقية، مضيفاً أن الولايات المتحدة وفرنسا، بدعمهما للإرهاب الدولي، تقوضان عمل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وأن السلطات الأمريكية والسلطات الفرنسية هي أساس تمويل الإرهاب، لأن الإرهاب أصبح اليوم تجارة لهم، لذا فإن مجلس الأمن لم يلعب دوره في مكافحة هذه الآفة، وذلك من خلال تعقيبه على تصريحات الرئيس الجزائري بأن هذه الهيئة الأممية تفتقر للفعالية.

ويتابع المحلل المالي قائلاً: لولا ذلك لما كنا هنا اليوم، و”بدلاً من هذه الحرب ضد الإرهاب، فإن الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن، يتنافسون فقط داخل المجلس نفسه ضد الصين وروسيا، وفي حين أن البعض يريد الأفضل، فإن البعض الآخر يرغب في فرض تفوقه على العالم كله. لافتاً أن العالم كله يرى كيف تريد الصين وروسيا تقديم نموذج آخر يحسد عليه العالم أجمع فيما يتعلق بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.  لكن الأعضاء الآخرين، الأعضاء الثلاثة الدائمين الآخرين، لا يريدون ذلك، بل يريدون فرض تفوقهم.

ومن ناحية أخرى، تعاني المؤسسة الأممية من عدم تمثيل المجتمع الدولي ككل، ولهذا السبب فهي بحاجة إلى الإصلاح.  على سبيل المثال، لا مكان لأفريقيا نفسها في هذه المؤسسة، لافتاً إلى أن الدول المتضررة من الإرهاب هي تلك التي ترغب في السيادة، مثل بوركينا فاسو ومالي والنيجر. واليوم، لا بد من الاعتراف بأن بوركينا فاسو تعاني من نفس المشكلة، ونفس العلل التي تعاني منها مالي، تماماً مثلما تعاني مالي من نفس المشاكل التي تعاني منها النيجر. لقد شاركت بوركينا فاسو والنيجر ومالي معاً حتى الآن في الحرب ضد الإرهاب. وبصرف النظر عن دول الساحل هذه، فإن الجزائر هي أيضا التي تعارض التدخل العسكري في النيجر، مثل العديد من الدول الأخرى التي تطمح إلى ديمقراطية “لم تكن موجودة من قبل”.  وأضاف: لذا، إذا أرادت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا التدخل عسكرياً في النيجر، فستجد المجموعة أمامها القوات المسلحة لمالي وكذلك لبوركينا فاسو، وهذا غير ممكن، ولن يكون هناك سوى تصريحات وبيانات معلنة.  لكنه يشك كثيراً في أنه ستكون هناك مواجهة بين الإيكواس وتحالف دول الساحل.

وفي هذا السياق، فعل رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوسا، حسناً أيضاً عندما ذكّر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بهذه اللعبة المنافقة التي تمارسها بعض الدول التي ترغب في تمويل الحروب بدلاً من تمويل السلام أو برامج مكافحة الفقر أو الأعمال الإنسانية الإيجابية. وأعطى المحلل المالي أوكرانيا كمثال، التي لا تملك وسائل لوجستية لمواجهة روسيا، ولكنها مدعومة من الولايات المتحدة وفرنسا ودول أوروبية أخرى. ومع ذلك، إذا كان الغرب يريد حقاً أن تنتهي هذه الحرب، فلا ينبغي له أن يمول أوكرانيا بعد الآن، أي ألا يزود كييف بأسلحة الحرب الفتاكة.  لذا فإن الغرب مهتم بتمويل الصراع لأنه يناسبه، ولأن الصناعات الرئيسية لتصنيع الأسلحة موجودة في الولايات المتحدة، بينما تعمل فرنسا كمشغل تلغراف للولايات المتحدة لتتمكن من خلق الحروب والصراعات في جميع أنحاء العالم.

إن أفريقيا، قارة غنية بالمواد الخام تمتلك ثروات هائلة، خاصة وأن العديد من المواد الخام تأتي من أفريقيا لظهور العديد من الدول حول العالم، والعديد من القوى العظمى حول العالم. ومع ذلك، فإن سرقة ونهب ثروات وخيرات أفريقيا هي التي تخلق الصراعات والحروب ويرعاها الغرب.

وفي النيجر، هناك يورانيوم يتم استغلاله هناك، والنيجر نفسها لا تستطيع الاستفادة منه، وليعلم الجميع أن هذا اليورانيوم يستخدم في فرنسا في محطات الطاقة بينما النيجر نفسها لا تملك حتى الكهرباء. وبالنسبة للجيوسياسيين، يتم خلق الصراعات في أفريقيا بحيث يستدعي الأفارقة الغربيين مثل رجال الإطفاء.  وبعد ذلك، وبدافع النفاق، سوف يتظاهرون بمساعدتهم، لكن هدفهم الأول والأخير هو إفقارهم.