أخبارصحيفة البعث

اليابان تنقل مخاطرها النووية إلى العالم

تقرير اخباري

تم إطلاق إجمالي 7800 طن من المياه الملوثة نووياً من محطة فوكوشيما للطاقة النووية المدمرة في البحر، وقد أكملت اليابان جولتها الأولى من تصريف مياه الصرف الصحي في الحادي عشر من أيلول وبينما تستعد لبدء الجولة الثانية من الإطلاق في أواخر أيلول، لم تهدأ المخاوف المبررة بشأن الآثار البيئية طويلة المدى للمياه المصرفة، وما زال الإعراب عن الانتقادات الموجهة إلى الخطوة الأنانية وغير المسؤولة التي اتخذتها البلاد مستمرا.

إن ما فعلته اليابان، وما ستفعله لمدة ثلاثين عاماً على الأقل، بمثابة نشر مخاطر التلوث النووي إلى بقية العالم وفي الواقع يشكل الإطلاق غير المسبوق للمياه العادمة المشعة من محطة الطاقة النووية المنكوبة إلى البحر قضية رئيسية تتعلق بالسلامة النووية، وحسب ليو جينغ، نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الصينية خلال مناقشة في المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية:”هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن التأثيرات المحيطية المتراكمة للكمية الكبيرة من النويدات المشعة التي يتم تصريفها في البحر”.

ومع ذلك فقد فشلت اليابان حتى الآن في تقديم استجابة علمية ذات مصداقية لتبديد مخاوف المجتمع الدولي بشأن التأثيرات الناجمة عن تصريف المياه السامة على البيئة البحرية. وبدلاً من ذلك، فإنها تندفع بلا مبالاة إلى الأمام في تحركها المتهور على الرغم من المعارضة القوية من الناس في جميع أنحاء العالم الذين يدركون المخاطر المحتملة على الحياة البحرية وصحة الإنسان. وحسب مسؤولين متخصصين في المجال البيئي والبحري يعتبر مثل هذا العمل الذي يفيد اليابان على حساب بقية العالم تصرف أناني وغير مقبول ولابد من إدانته.

وأما اليابان فهي مصرة على أن المياه الملوثة نووياً تمت معالجتها قبل تصريفها في المحيط وأنها تفي بالمعايير الدولية ولكن هذا التبرير ليس صحيحاً إذا ما علمنا أن التقييم الذي تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينطوي على قيود واضحة ويواجه ادعاءات بالتحيز. وعلاوة على ذلك، فقد فشلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إثبات أن خطة التصريف في المحيطات هي الخيار الوحيد والأمثل لمعالجة المياه العادمة الملوثة نووياً.

وقد انضمت العديد من الدول إلى الصين في إدانة خطة التفريغ اليابانية، وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، قال رئيس وزراء جزر سليمان، ماناسيه سوجافاري أنه متخوف من هذه الخطوة والتي يعتبر تأثيرها عابر للحدود وبين الأجيال، كما يشكل هجوماً على الثقة والتضامن العالميين، ولعل أولئك الذين يعتقدون أن خطة اليابان للتخلص من مياه الصرف الصحي الملوثة آمنة ومأمونة ينبغي لهم أن ينتبهوا إلى ملاحظة سوجافاري التي قال فيها: “إذا كانت مياه الصرف الصحي النووية آمنة، فلابد من تخزينها في اليابان”.

عائدة أسعد