تعاون علمي مميز بين سورية والصين.. عشرات المنح الدراسية سنوياً ودعم تقني مستمر للجامعات و المدارس
غسان فطوم
ترتبط سورية والصين، ومن خلال وزارة التعليم العالي والبحث العلمي منذ سنوات ببرنامج ثقافي وعلمي تُقدم بموجبه الصين العديد من المنح الدراسية التي تصل لحدود الـ 40 منحة سنوياً بمختلف التخصصات العلمية في المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا، وتعتبر المنح الدراسية الصينية من أقوى المنح والتي تهدف إلى دعم الطلبة والأساتذة والباحثين المتميزين للقدوم للدراسة في الصين.
وبحديث الأرقام هناك عدد كبير من الطلبة السوريين الذين يدرسون في أعرق الجامعات الصينية التي تتميز بجودة علومها المواكبة لتطورات العصر، ومتطلبات سوق العمل، حيث فرضت الجامعات الصينية نفسها بقوة في التصنيف العالمي لأفضل 300 جامعة في العالم، وفي أسيا تتبوأ الجامعات الصينية مرتبة متقدمة تجذب إليها مئات الآلاف من الطلبة من مختلف أنحاء العالم، حيث باتت الجامعات الصينية وجهتهم المفضلة.
دعم تقني
ولا يقتصر الدعم الصيني للطلبة السوريين على تقديم المنح الدراسية، بل تعمل الدولة الصينية عبر مؤسساتها وشركاتها على تقديم التجهيزات التقنية ذات المواصفات العالية للجامعات والمراكز البحثية وكذلك للمدارس وبعض النقابات والمنظمات وحتى المؤسسات الإعلامية، فخلال هذا العام على سبيل المثال لا الحصر قدمت الشركات الصينية عدداً من التجهيزات التقنية اللازمة للجامعة الافتراضية السورية من خلال وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وخاصة لمركزي الجامعة في محافظتي اللاذقية وحلب الموجودين ضمن المناطق المنكوبة بالزلزال، وتأتي هذه المنحة في إطار التعاون بين الجامعة الافتراضية السورية ومجموعة من الشركات الصينية العاملة في مجال التعليم والتكنولوجيا في سورية، وإطلاق برنامج تعلم اللغتين العربية والصينية لغير الناطقين بها.
شهادات سورية
ويروي العديد من الطلبة السوريين الموفدين للدراسة في الجامعات الصينية بموجب قانون البعثات العلمية، أو حتى طلبة المنح، أن الدراسة هناك مريحة جداً، والجامعات ذات جودة عالية وتقدم أفضل أنواع العلوم، وفيما يتعلق بالبحث العلمي في الجامعات والكليات الصينية أكدوا أنه متقدم جداً ويحظى بدعم مالي غير محدود من حكومة البلاد مما جعله الرافعة الأساسية في تعزيز البناء الاقتصادي للصين وتطويره.
من أبرز الدول
ونحن نتحدث عن التعليم العالي في الصين من المهم أن نشير إلى أنها من أبرز دول العالم في هذا المجال، حيث تولي الدولة الصينية الكثير من الاهتمام للتعليم، وبفضل هذا الاهتمام الكبير تحافظ جامعات الصين على تواجدها إلى جانب الجامعات الأعلى مرتبة في العالم، وتفيد المعلومات أن نظام التعليم العالي الصيني يضم مجموعة من المؤسسات التعليمية، التي تشمل الجامعات بكلياتها المختلفة، والمدارس المهنية للتعليم العالي، بحيث توفر الجامعات الصينية العديد من التخصصات التي ترضي رغبات وطموحات الطلبة والباحثين عن تعليم تتوفر فيه كافة شروط و مميزات التعليم العالي العصري، لذلك وبفضل تقدم التعليم في الصين بشقيه المدرسي والجامعي، فقد باتت الصين من أوائل البلدان على مستوى العالم من الناحية العلمية حيث قدمت إلى العالم اختراعات غيرت حياة البشرية.
وتعمل جمهورية الصين الشعبية من خلال جامعاتها، وفي مطلع كل عام دراسي على تسجيل أكثر من نصف مليون طالب في الجامعات، وهو رقم يؤشر بوضوح على الاهتمام بالتعليم ودوره في دعم الاقتصاد الصيني العملاق، وحرص الدولة الصينية على وضع خطط لزيادة تعزيز الجامعات في البلاد، وتشجيع الطلاب الدوليين للدراسة، ويوجد في الصين ما يزيد عن 2000 مؤسسة للتعليم العالي، وأكثر من 800 كلية و جامعة متاحة للطلبة من أجل الدراسة، والحكومة الصينية دائماً نشطة ومشجعة في تطوير التعليم العالي كماً ونوعاً.
وفيما يتعلق بتكاليف الدراسة في الجامعات الصينية فهي منخفضة مقارنة ببعض الدول الأخرى مما جعل الصين وجهة دراسية مفضلة للطلبة الذين يريدون الدراسة بأسعار معقولة تناسب ظروفهم وأحوالهم المادية، وبحسب الأرقام قد تصل الرسوم الدراسية الجامعية السنوية في العديد من بلدان العالم إلى 15 ألف دولار أمريكي، في حين أنه بإمكان الطالب الدراسة في أي جامعة من ضمن أفضل 50 جامعة في الصين برسوم سنوية لا تتعدى 1500 دولار أمريكي.
نذكر أخيراً أن أفضل 7 جامعات صينية في التصنيف العالمي هي: تسينغهوا- بكين- فودان شنغهاي- تشجيانغ هانغتشو- شنغهاي جياو تونغ- جامعة العلوم والتكنولوجيا- والجامعة الأكاديمية الصينية للعلوم.