مجلة البعث الأسبوعية

استضافة منتظرة للتصفيات الأولمبية…ومنتخب السلة أمام امتحان التأهل

البعث الأسبوعية – عماد درويش    

أيام قليلة تفصل سلتنا عن استضافة أهم حدث على مستوى قارة آسيا ألا وهي التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد باريس 2024 التي ستقام في صالة الفيحاء بدمشق بالفترة من 12-20 من شهر آب الجاري، ولا شك أن الاستضافة بحد ذاتها تعتبر انتصاراً للرياضة السورية.

المراقبون يراهنون على نجاح المهمة وكسب ثقة الاتحاد الدولي لكرة السلة (فيبا) الذي منحنا حق الاستضافة لأول مرة منذ عام 2011، إضافة إلى أن انعكاسات الاستضافة ستكون إيجابية جداً على اعتبار أن السلة السورية قد عاودت المشاركة في البطولات القارية المهمة وهو أمر سيفيد في معرفة موقع سلتنا على الخارطة الآسيوية ومدى حاجتها للتطور أكثر.

نظام التصفيات

يشارك في التصفيات نخبة من أفضل وأقوى ثمانية منتخبات من دول آسيا (الصف الثاني) يتنافسون على حجز البطاقة الوحيدة المؤهلة لأولمبياد باريس الذي سيقام من 26 تموز إلى 11 آب من العام 2024، وحتى الآن ما زال الغموض يكتنف هوية المنتخبات المشاركة بالتصفيات، لكن جدول المباريات الخاص بالتصفيات صدر من دون تحديد موعد المباريات، كما تم توزيع المنتخبات المشاركة على مجموعتين فوقع منتخبنا في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات كازاخستان والسعودية وإندونيسيا، أما المجموعة الأولى فضمت منتخبات الصين تايبيه وكوريا الجنوبية والهند والبحرين.

يشار إلى أنه يتأهل إلى أولمبياد باريس 12 منتخباً حيث يتأهل سبعة منتخبات بشكل مباشر من خلال بطولة كأس العالم 2023 ” تقام نهاية الشهر الجاري”، بواقع منتخب واحد من آسيا، وواحد من أوقيانوسيا، وواحد من أفريقيا، ومنتخبان من أوروبا ومثلهما من أمريكا، وهي المنتخبات التي حققت أفضل النتائج في البطولة بالمقارنة مع منتخبات القارة نفسها، في حين تخوض بقية المنتخبات الأدوار ما قبل التأهيلية، ويتنافس فيها 40 منتخباً، منها 28 وصلوا إلى الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم، ثم تقام أربع بطولات لكل ست منتخبات، ويتأهل الفائز من كل بطولة إلى الألعاب الأولمبية.

استعداد عادي

يدخل منتخبنا الوطني التصفيات على أمل تحقيق حلم الجماهير السورية بالتأهل للمرة الأولى في تاريخ اللعبة للأولمبياد، خاصة وأن منتخبنا يحتل المركز 72 عالمياً، وفق التصنيف الدولي، ولم ينجح منتخبنا بالوصول إلى بطولة كأس العالم لكرة السلة ولا أي مرة وأخرها البطولة المقبلة التي ستقام في إندونيسيا واليابان والفليبين في 25 من آب الجاري، كما خرج من بطولة أمم آسيا 2022 في إندونيسيا، من الملحق المؤهل إلى ربع نهائي البطولة وخاض حينها أربع مباريات، وحقق فوزاً وحيداً على منتخب كازاخستان، فيما خسر أمام إيران واليابان ونيوزيلندا.

المهمة الملقاة على عاتق لاعبي منتخبنا تبدو صعبة سيّما وأن الاستعدادات كانت عادية وشملت معسكراً مغلقاً في دمشق استمر لفترة أسبوع بقيادة المدرب الوطني عبود شكور، ومن ثم تلاه معسكر خارجي لعب فيه ثلاث مباريات ودية ضمن دورة ودية في إندونيسيا، فتعرض للخسارة أمام الإمارات وفاز على منتخب إندونيسيا الأولمبي والأول، وسط فرح من منصات التواصل الاجتماعي التي اعتبرت فوز منتخبنا بالدورة وكأنه انتصار كبير، دون البحث عن جوهر المباريات، فبدا منتخبنا ضعيفاً نسبة لضعف المشاركين بالدورة، وعاب عنه الأداء الجماعي وكثرت الأخطاء الفردية للاعبين، وهذا أمر طبيعي خاصة وأن المدرب الإسباني خافيير خواريز لم يدرب المنتخب سوى حصة تدريبية واحدة قبل المشاركة في دورة إندونيسيا، ولم يتعرف بشكل جيد عن إمكانيات اللاعبين المغتربين والمحترف الأميركي (المجنس) ويجب على المدرب والكادر التدريبي خلال الأيام القليلة المقبلة قبل انطلاق التصفيات العمل على تلافي وإيجاد التوليفة المناسبة لدخول معترك المباريات الرسمية.

أداء عقيم

المشاركة في دورة إندونيسيا أظهرت عيوب لاعبي سلتنا المزمنة وهي استسهال ارتكاب الأخطاء (الفاول والتورن أوفر) وضعف نسب التسجيل من كل الأماكن خاصة من الرميات الحرة، وعدم ثبات المستوى، وترافق ذلك مع وجود مدرب تشعر أن تبديلاته الكثيرة المنضوية تحت عنوان التجريب أنها بلا أي قراءة وغير واضحة الأهداف، مع بعض الاستثناءات مثل لاعبنا عمر إدلبي فهو المكسب الوحيد لسلتنا من هذه المشاركة، على أمل المحافظة عليه لا أن يتم استبعاده قبل التصفيات بحجج واهية، ويجب الاعتراف أن مشكلتنا ليست بإشراك فلان وتغييب فلان، فسلتنا بعيدة بخطوات كثيرة عن الواجهتين العربية والآسيوية.

وما دمنا نتحدث عن اللاعبين فيجب الإشارة إلى أن المنتخب ضم في صفوفه عدّة لاعبين جدد لخوض التصفيات، والبداية كانت من المجنّس براندون بيترسون “لاعب الأرثوذكسي الأردني” أما باقي المغتربين الذين استقدمهم اتحاد السلة، فهم من حاملي الجنسية السورية وليسوا مجنّسين، نظراً إلى أن قوانين الفيبا FIBA لا تسمح باستقدام أكثر من مجنّس واحد، وهم: سليم سفر (يلعب في الدوري الأرجنتيني) وإيميليانو باسابي (يلعب في الدوري الأرجنتيني) وديفيد هرمز(يلعب في الدوري السويدي) وأندريه فارس (يلعب في دوري الدرجة الرابعة بإيطاليا).

ويبدو أن القائمين على سلتنا لم يلاحظوا أن المدعوين أعمارهم كبيرة جداً رغم التصريحات الرنانة لمسؤولي سلتنا بأن الأولوية يجب أن تكون للاعبين الشباب، لكن ما حصل أنه تمت دعوة لاعب يبلغ من العمر 36 سنة ولم يقدم الأداء المأمول منه.

صيانة جديدة

شروط الاتحاد الدولي لكرة السلة كانت واضحة في مسألة الاستضافة، على أن تكون الصالة “صالة الفيحاء بدمشق” مجهزة فنياً بشكل كامل، حيث أكد اتحاد كرة السلة أن الصالة ستكون جاهزة ضمن المواصفات المعتمدة دولياً، وهو ما دعا الاتحاد الرياضي إلى إعادة تأهيل الصالة منذ أن اختتم الموسم السلوي، ليشمل أيضاَ الصالة الفرعية لتتدرب المنتخبات بأجواء مثالية، وهنا لابد من التذكير أن الصيانة ستكلف منظمة الاتحاد الرياضي مبلغ مالي كبير جداً، مع العلم أن الصالة تمت صيانتها العام الماضي بسبب مباريات منتخبنا بالتصفيات المونديالية، وكلفت عملية الصيانة حينها مبلغ كبير جداً أيضاً.

وفي هذا السياق أكد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي علاء جوخه جي لـ”البعث الأسبوعية” أن الاتحاد الرياضي قرر إعادة الصيانة مرة أخرى كون الاتحاد الدولي وضع ضوابط من أجل أن تكون الاستضافة ناجحة بكافة المقاييس، ومن ضمنها أن يكون عدد المشالح الخاصة باللاعبين أربعة مشالح، وتم حل هذه المشكلة وتم تأمين مشلحين إضافيين للمنتخبات المشاركة عدا عن المشلحين الآسيويين الموجودان في الصالة بالإضافة لتجهيز منطقة خاصة بالإعلام وكذلك تلميع وتجديد أرضية الصالة لتكون بأبهى صورة، وضمن المواصفات الدولية، كما تم العمل على صيانة مكيفات الهواء وأصبحت جاهزة بنسبة كبيرة إضافة لبعض المرافق الأخرى، وتم العمل على جاهزية التقنيات والأجهزة الإلكترونية والساعات الموجودة في الصالة، وتتم المتابعة يومياً لكل صغيرة وكبيرة تتعلق بالصالة.