مجلة البعث الأسبوعية

فعالية بين البعث وشخصيات فرنسية وسط باريس..

د. مهدي دخل الله

التواصل بين الدول عبر القنوات الرسمية للسلطة ، على أهميته ، محكوم بثلاثة محددات : الروتين والبروتوكول والعلاقات السياسية ، أما التواصل بين المجموعات الشعبية فيتخطى هذه المحددات إلى مجالات الصراحة والانفتاح وطرح الأمور دون أي اعتبارات ..

منذ سنوات وحزب البعث يعزز من تواصله مع الفعاليات الشعبية في أوروبا عبر أشكال متعددة . ولقد لاحظ الحزب في مجمل الاتصالات أن هناك قوى شعبية واسعة تتذمر من الأوضاع السياسية في أوروبا خاصة شكل العلاقات مع الولايات المتحدة .

آخر الفعاليات كانت مؤخراً في شارع سان جيرمان وسط باريس بتنسيق بين البعث ، ممثلاً بالرفيق عدنان عزام ، وعدد من الشخصيات العامة الفرنسية ( خبراء في قضايا الشرق الأوسط ، جنرالات متقاعدون ، إعلاميون ، أعضاء برلمان .. إلخ ) . بحث المجتمعون قضايا الشرق الأوسط ، وخاصة سورية ، في إطار الذهنية الأطلسية وحاجة الحزب الديمقراطي الحاكم في أمريكا لفعل شيء يعزز موقفه داخلياً وعالمياً على أبواب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة العام القادم .

وقد ناقش الاجتماع آراء وتحليلات مختلفة ، لكنها التقت في النهاية توافقياً على تقييم عام للتوجهات الأمريكية عالمياً ، وتجاه سورية بشكل خاص . يشمل هذا التقييم النقاط الآتية :

1- تشهد السياسة الأمريكية ، و معها الناتو ، تقهقراً واضحاً في التأثير على المستوى الدولي -2- تدفع نفقات باهظة لدعم أكرانيا الأمر الذي ينعكس سلباً على الداخل الأمريكي ، إضافة إلى الانعكاسات السياسية و الاقتصادية على الغرب كله -3- ستشهد أوروبا قريباً احتجاجات شعبية واسعة جراء الأوضاع الاقتصادية -4- تزايد مستوى تأثير الصين و روسيا والبريكس في العلاقات الدولية ..

ورأى المجتمعون أن الولايات المتحدة تلجأ إلى الطريقة التقليدية المعروفة للخلاص من هذا المأزق التاريخي . هذه الطريقة هي إشعال الحروب ، خاصة في الشرق الأوسط حيث لها ملحقات وأتباع في مقدمتهم إسرائيل . وفي هذا الصدد ، تعمل مراكز البحوث الأمريكية على تقديم خطط للحكومة هدفها نشر الفوضى في سورية و إثارة النعرات الطائفية و العرقية ، و كذلك في لبنان والعراق ..

ورأى المجتمعون أن تصدي سورية الناجح للإرهاب هو أحد أهم ركائز مواجهة الناتو في الشرق الأوسط ولا بد من دعم شعبي عالمي لسورية . وقد أعرب الجميع عن تعاطفهم ودعمهم لسورية وأن دائرة التأييد لهذا البلد تتسع باستمرار حيث أن الرأي العام الأوروبي لم يعد مخدوعاً بالدعاية الأطلسية .

يتابع حزب البعث هذه الفعاليات وغيرها في إيطاليا واستراليا وألمانيا ، حيث بدأ اسم سورية وقائدها رمزاً لبلد صغير في إمكانياته كان طليعياً في مواجهة الهيمنة والإرهاب ، وقد أخذت صور الرئيس الأسد تنتشر في شوارع روما كقائد في مواجهة الإرهاب العالمي ومخاطره على أوروبا نفسها .

 

mahdidakhlala@gmail.com