الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

“طوفان الأقصى” في ثالث أيامها.. المعارك تتواصل داخل المستوطنات ومقتل أحد كبار ضباط الاحتلال

الأرض المحتلة – تقارير   

أجبرت المعارك البطولية التي تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية في ثالث أيام عملية “طوفان الأقصى”، وسائل الإعلام الصهيونية، على الاعتراف أن جيش الاحتلال الإسرائيلي “لم يحقق أي سيطرة” في مستوطنات غلاف قطاع غزة، رغم مرور ساعاتٍ طويلة من الاشتباكات.

كذلك كشفت هذه الوسائل، أن القتال ما يزال دائراً في مستوطناتٍ عدة من بينها “مفكيعيم وسديروت وراعيم ونير عام وكفار عزة وكيسوفيم واحل عوز”، مشيرةً إلى أنّه “طُلب من سكان سديروت وكيبوتس مفلسيم البقاء في منازلهم خوفاً من قدوم مقاتلين”.

بدوره، أشار المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال، رونين منليسن، إلى أنّ ما يشغل جيش الاحتلال هو عدم نجاح قواته في العودة إلى السياج المحيط بغزة مع وجود عشرات الثغرات فيه، وأضاف أنّ “هناك أكثر من 30 ثغرة من البحر حتى الحدود، وبالتالي الجيش لا ينجح في منع العبور ولا في معالجة الأحداث داخل الأراضي”.

من جانبها، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أنّ التقديرات الأخيرة تشير إلى وصول عدد القتلى الإسرائيليين إلى 1000، مشيرةً إلى أنّه من بين القتلى 73 جندياً، من بينهم 5 من لواء النخبة جولاني، كما أشارت إلى أنّ عدد الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية أكثر من 150.

في المقابل، أعلنت فصائل المقاومة، أنها تواصل معاركها ضد الاحتلال في المستوطنات المحاذية للقطاع، مبينةً أن عدداً من المستوطنين أصيبوا وقتل أفراد وحدة إسرائيلية كاملة في اشتباكات مع المقاومين في مستوطنة “سديروت” ومستوطنات أخرى محاذية للقطاع، وتم أسر آخرين، فيما أقرت وسائل إعلام العدو بمقتل “إيلي غيسنبرغ” أحد كبار ضباط جيش الاحتلال في الاشتباكات وبارتفاع عدد قتلى جنود الاحتلال ومستوطنيه إلى أكثر من 900، والإصابات إلى 2500 منذ بداية “طوفان الأقصى”.

جاء ذلك في وقتٍ استهدفت المقاومة بمئات الصواريخ “تل أبيب” ومستوطنات الاحتلال في أسدود وعسقلان وبئر السبع في الأراضي المحتلة عام 1948 وعلى أطراف القطاع وفي القدس المحتلة، كما تحدثت وسائل إعلام العدو عن إصابة عدة مستوطنين. وأعلنت المقاومة أن القصف جاء رداً على مجازر الاحتلال وقصفه المتواصل للمناطق السكنية في القطاع.

وفي تطورٍ كبير كشفت كتائب القسام، لأول مرة، عن إدخالها إلى الخدمة منظومة دفاع جوي محلية الصنع من طراز “متبر 1″، استخدمتها في التصدي لطائرات العدو خلال المعركة، حيث أعلنت المقاومة استهداف سرب من طائرات الاحتلال المقاتلة من نوع “F16i” في سماء بحر غزة بصاروخي أرض – جو من طراز “مُتبّر3” النموذج المحدث من منظومة “مُتبّر1”.

إلى ذلك ارتفع عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لليوم الثالث على غزة إلى أكثر من 510 شهداء بينهم أكثر من 90 طفلاً و2750 مصاباً، إضافةً إلى دمار هائل في المنازل والبنى التحتية.

وكان طيران الاحتلال استهدف بعددٍ من الصواريخ منطقة مفترق الترنس في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، والتي تضم سوقاً وعشرات المنازل ما أدى إلى استشهاد أكثر من 50 فلسطينياً وجرح العشرات.

كذلك قصفت طائرات الاحتلال ودمرت المقار والوزارات الحكومية والمؤسسات والمكاتب الحيوية في حي الرمال غرب غزة.

في الأثناء، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن مشفى بيت حانون شمال غزة خرج عن الخدمة نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتكرر عليه، بينما قالت وزيرة الصحة في السلطة الفلسطينية مي الكيلة: إن “الاحتلال يتعمد قصف المشافي وسيارات الإسعاف وقتل وإصابة الطواقم الطبية، وهذا يعد خرقاً كبيراً وواضحاً لجميع القوانين والأعراف الدولية”.

وفي إطار عدوان كيانه الوحشي على قطاع غزة، قرّر وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، فرض حصارٍ كامل على غزة، بما يشمل منع الغذاء وقطع الكهرباء والوقود عن القطاع.

وفي الضفة الغربية المحتلة، انطلقت دعوات فلسطينية لتوسيع الاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه وإشعال مناطق التماس، وقالت مجموعات “عرين الأسود” في بيانٍ: إنّ “طوفان الأقصى” هي معركة الكل الفلسطيني، وهي معركة التحرير الكبرى، مشيرةً إلى وجوب انتقال المقاومين الفلسطينيين من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم في الضفة.

في الأثناء، تصدى شبان فلسطينيون لقوات الاحتلال عند حاجز “بيت إيل” العسكري، شمالي مدينة رام الله، الأمر الذي أدّى إلى إغلاق الحاجز، كما أفادت مصادر محلية فلسطينية بإصابة 5 شبان فلسطينيين بالرصاص الحي خلال مواجهات قرب حاجز “بيت إيل”، بينها إصابات خطيرة.

جاء ذلك في وقتٍ أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على أحد حواجزها في منطقة واد النصارى شرق الخليل الرصاص باتجاه الشاب راجح طه خلال قيادته جرافة ومحاولته دهس جنود الاحتلال المتمركزين على الحاجز، ما أدى إلى استشهاده، كما قامت باحتجاز جثمانه.

كذلك استهدفت قوات الاحتلال المتمركزة على أحد حواجزها في منطقة الحرايق جنوب الخليل بالرصاص الحي سيارة يستقلها مجموعة من الشبان الفلسطينيين، ما أدى إلى استشهاد أحمد أبو تركي 28 عاماً، وإصابة آخرين.

وباستشهاد طه وأبو تركي يرتفع عدد الفلسطينيين الذين ارتقوا برصاص الاحتلال في الضفة منذ يوم السبت الماضي إلى 17 شهيداً.