أخبارصحيفة البعث

هل يوقف الغرب دعم كييف بعد “طوفان الأقصى”؟

تقرير إخباري

ليس غريباً أن يتداعى قادة الدول الاستعمارية إلى الاجتماع لإدانة عملية “طوفان الأقصى” البطولية التي قامت بها المقاومة الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، لأن هذا الموقف تقليدي وليس جديداً على الدول التي دعمت قيام الكيان الصهيوني واستيلاءه على أرض فلسطين التاريخية، كما أنها دعمته في جميع اعتداءاته على الدول العربية.

ولكن الغريب فعليّاً أنهم ناقشوا إمكانيّة إرسال مساعدات عسكرية إلى “إسرائيل”، في الوقت الذي ما انفكّوا يتحدّثون فيه عن أن الحرب في أوكرانيا استنزفت مخزوناتهم من السلاح، فهل يتخذ الأوروبيون عملية “طوفان الأقصى” ذريعة لوقف إمداد أوكرانيا بالسلاح.

في الواقع، تأكد الغرب الجماعي أن لا جدوى فعلياً من الاستمرار في دعم النظام الأوكراني، حيث إن هذا الدعم بات يشكّل استنزافاً كبيراً لمقدّراته، وبالتالي صار يبحث عن الذرائع لوقف هذا الدعم دون المساس بصورته أمام الشعوب الغربية، لأن ذلك سيكون بمنزلة إعلان رسمي للهزيمة أمام روسيا.

ومن هنا طرحت الدول الغربية مجموعة خيارات لوقف الحرب في أوكرانيا، منها تقديم رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلنسكي تنازلاتٍ أمام روسيا من أجل وقف الحرب، بعد أن حمّلته مسؤولية مخالفة الخطط المتفق عليها، متحدّثة في الغرف المغلقة بشكل واضح عن نفاد مخزوناتها من السلاح.

ومن هنا، ذكرت مجلّة “فورين بوليسي” الأميركية أنّ الدول الأوروبية تشعر بالقلق بسبب “عدم قدرتها على إرسال مساعدات عسكرية لإسرائيل”، وذلك بعد استنزاف احتياطاتها نتيجة إرسالها إلى أوكرانيا، مشيرة إلى أنها ناقشت، إمكانية تقديم مساعدة عسكرية لـ”إسرائيل”، في ظل تأكيد العديد من المسؤولين الأوروبيين أنهم قلقون بسبب أنّ “المساعدات المُرسلة مِنهم إلى أوكرانيا، لم تُبقِ لديهم أيّ شيء تقريباً”.

وصرّح مسؤولٌ ألماني، رفض الكشف عن اسمه للمجلّة، بأنّه “بسبب أوكرانيا، نواجه نقصاً كبيراً في الذخيرة”.

وتساءلت المجلّة: “ماذا ستفعل روسيا نتيجة الفوضى التي أحدثتها غزة”، مؤكّدةً أنّ “الحرب المحتملة على جبهتين في الشرق الأوسط”، في إشارةٍ إلى إمكانية اشتعال جبهة شمالي فلسطين المحتلة، سيكون لها آثار غير مباشرة على أوروبا.

وأشارت المجلّة إلى تصريحاتٍ سابقة لوزير الدفاع الإيطالي، غويدو كروزيتو، بأنّ سلطات بلاده فعلت الكثير لدعم أوكرانيا، وأنّه ليس هناك “إمكانيات أكبر بسبب محدودية الموارد لدى روما”.

وفي الوقت ذاته، قال السيناتور الأمريكي جوش هاولي على شبكة التواصل الاجتماعي X: بعد تدهور الوضع في الشرق الأوسط، يجب أن تستلم “إسرائيل” كل الأموال المخصّصة أصلاً لأوكرانيا، مشدّداً على أن “إسرائيل” تواجه حالياً تهديداً وجودياً.

وبالمحصلة، ربّما تكون الدول الغربية بالفعل عاجزة عن الاستمرار في تزويد أوكرانيا بالسلاح بسبب نفاد مخزوناتها، ولكنها مع ذلك ستحاول الإيحاء بأنها أصبحت مضطرّة لتوجيه الدعم إلى حليفتها “إسرائيل” دون أن تكون قادرة على ذلك فعلاً، لأن الاعتراف بذلك ربّما يبعث برسائل سلبية إلى أطراف في المنطقة أو إلى روسيا بأنها أصبحت عبارة عن نمر دون مخالب.

طلال ياسر الزعبي