الزيتون في طرطوس.. إنتاج خجول ونصف المعاصر مغلقة وإهمال متعمد من المعنيين

البعث الأسبوعية – دارين حسن

رغم ضآلة الإنتاج وإغلاق النصف تقريباً بدأت معاصر الزيتون عملها في طرطوس تزامناً مع بدء جني الثمار، إذ أن ١٣٧ معصرة تعمل لهذا الموسم وسط تقديرات بإنتاج أكثر من عشرة آلاف طن وجودة قطعية الزيت.

ضآلة بالإنتاج

“البعث الأسبوعية” جالت على بعض المعاصر والتقت أصحابها وبعض المزارعين الذين يضعون إنتاجهم “الخجول”، حيث لفت المزارع معلا إلى ضآلة موسمه هذا العام قياساً بالعام الماضي، إذ بلغت كمية الإنتاج لديه عشرة صفائح زيتون فقط .

وحال المزارع صالح لا يختلف عن سابقه، فإنتاجه لا يذكر، مبيناً أن التمز الناتج يعطيه لصاحب المعصرة بعد أن نقل زيتونه على نفقته الخاصة.

وتساءل المزارعون: إلى متى هذا الإهمال المتعمد بحق شجرة الزيتون الاستراتيجية، مصدر عيش آلاف العائلات في المحافظة، فلم تمنح سماد منذ أكثر من ثلاث سنوات، كما لم يتمكن أصحاب الأرض من الاهتمام والعناية بالشجر إثر ارتفاع أجور الفلاحة واليد العاملة وضعف فاعلية الأدوية الزراعية.

٥٠٠ كغ  زيتون يومياً

من جهته أشار أحد أصحاب المعاصر إلى جودة إنتاجه هذا العام، وعن تجهيزات المعصرة حيث يستقبل يومياً ٥٠٠ كيلو زيتون فقط علماً أن أجرة عصر 1 كغ الزيتون ٦٠٠ ليرة وهي تسعيرة التموين، والتسعيرة تركت لخيار الفلاح بالاتفاق معه، فإما أن يدفع نقداً أو زيتاً أو يأخذ التمز أو يتركه لصاحب المعصرة، علماً  أن أغلب المزارعين يدفعون أجرة العصر نقداً، لافتاً إلى عدم وجود ثقافة لدى بعض المزارعين باستخدام ماء الجفت رغم أهميته الكبيرة، موجها أصابع الاتهام إلى تقصير الوحدات الإرشادية في التوعية والتشجيع على الاستخدام.

“بيدون” يفوق المليون !

وبين صاحب المعصرة أن سعر بيدون الزيت اليوم يتراوح بين ٨٠٠ إلى مليون ليرة، فالكثير من المزارعين باعوا إنتاج العام الماضي واصطدموا هذا العام بندرة المحصول، مشيراً إلى الضرائب المرتفعة التي أرهقت أصحاب المعاصر وصلت إلى 163مليون ليرة.

تشكيل لجنة

وفي السياق أكد رئيس دائرة الأشجار المثمرة المتخصصة ورئيس شعبة الزيتون ورئيس لجنة المعاصر الفرعية في المحافظة المهندس محمد عبد اللطيف لـ”البعث الأسبوعية” أن عدد المعاصر العاملة لهذا الموسم ١٣٧ معصرة، وتم تشكيل لجنة المعاصر الفرعية المكلفة بمراقبة عمل المعاصر، متوقعاً أن قطعية الزيت ستكون هذا العام جيدة لأن الحمل خفيف، بخلاف العام الماضي فالحمل كان غزيراً وقطعية الزيت منخفضة، موجهاً نصائح للمزارعين بعدم استخدام العصا أثناء جني ثمار الزيتون حتى لا تنكسر النموات الحديثة التي ستحمل الثمار في العام القادم، واستخدام الشوادر تحت الأشجار لالتقاط الثمار حتى لا تتجرح، وعدم نقل الزيت بعبوات بلاستيكية بل بعبوات من الستانلس أو بعبوات معدنية مطلية باللكر الغذائي، على أن يتم نقل ثمار الزيتون من الأرض إلى المعصرة بصناديق بلاستيكية.

وأضاف: قدمت المديرية خلال فصل الصيف المبيدات المستخدمة في مكافحة ذبابة ثمار الزيتون، حيث وزعت مجاناً من قبل الوحدات الإرشادية على المزارعين وتم القضاء على الذبابة ولم يحدث تساقط للثمار إلا ما ندر.

١٠ مليون شجرة مثمرة

وحسب رئيس الدائرة فإن شجرة الزيتون تعتبر إحدى أهم المحاصيل الأساسية في محافظة طرطوس، حيث تشكل المساحة المزروعة بالزيتون ٨٤ % من إجمالي المساحة المستثمرة في المحافظة البالغة ١٢٢ ألف هكتار، وتبلغ المساحة المزروعة بالزيتون حوالي ٧٥ ألف هكتار تحتوي ١١ مليون شجرة، المثمر منها ١٠ مليون شجرة، وتبلغ تقديرات الإنتاج الأولية حوالي عشرة آلاف و٧٠٠ طن.

بانياس أولى المناطق

وبين عبد اللطيف أن أولى مناطق المحافظة بالإثمار هي بانياس، إذ يبلغ إنتاجها حوالي ٢٩٠٠ طن، تليها منطقة الشيخ بدر بـ ٢٨٠٠ طن، ثم القدموس بحوالي ١٨٠٠ طن، وأقلها منطقة طرطوس حوالي ٦٤٠ طن، وتعتبر طرطوس الرابعة على مستوى القطر بزراعة الزيتون بعد حلب وحمص وإدلب، مشيرا إلى أن هذا العام هو عام معاومة بعد موسم استثنائي غزير العام الماضي، حيث بلغت كمية إنتاج العام الماضي حوالي ٢٥٠ ألف طن، ويشكل صنف الدعيبلي حوالي ٦٥ % من إجمالي أصناف الزيتون في المحافظة، وهو صنف معاوم، في حين الحمل موجود على أصناف الخضيري والصفراوي والمنيقري.

وأوضح رئيس الدائرة أن وزارة الزراعة قد حددت موعد جني ثمار الزيتون لهذا الموسم في ٢٠ /٩ / ٢٠٢٣ بسبب ظروف الطقس وضعف الموسم وخوفا من إصابة ثمار الزيتون بعفن المايكروفوما، وأعطت المعاصر مهلة أسبوع قبل موعد الجني، في ١٣ / ٩ بهدف التجهيز والصيانة استعدادا للبدء بالعصر.

 

انخفاض عدد المعاصر

بدوره لفت رئيس جمعية معاصر الزيتون محمد شعبان إلى جاهزية المعاصر على مستوى المحافظة والتي سينخفض عدد العاملة منها هذا الموسم مقارنة مع ضعف الإنتاج، فقد تعمل عشرة معاصر من أصل مئة، وعليه يقدم صاحب المعصرة طلباً إلى الوحدة الإرشادية ضمن قطاعه ليمنح ١٠ % من كمية المازوت، وهي تعتبر كافية، حسب شعبان، نتيجة قلة ثمار الزيتون، مبيناً أن أكثر من ٢٥٠ معصرة مرخصة على مستوى المحافظة، أغلبها يعمل بالطرد المركزي، وتوجد ١٦٥ معصرة منتسب أصحابها للجمعية، لافتا إلى عدم وجود صعوبات تعترض العمل.

رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش، بين أن مطالب أصحاب المعاصر تتركز بمنحهم  المازوت المدعوم “ألفا ليرة”  بدلاً من السعر المحدد بـ/ ٨٠٠٠/ ليرة.