قد تكون الحوادث من أبرز مسبباته.. ما هو مرض تآكل خلايا المخ وكيف يمكن علاجه؟
“البعث الأسبوعية” لينا عدرا
إذا كنت تعاني صعوبة في التذكر أو التركيز أو التواصل مع الأشخاص المحيطين بك، وتشعر بصداع مستمر أو تعب شديد أو رعشة في الأطراف، فهذا قد يكون إشارة للإصابة بمرض تآكل خلايا المخ.
وتآكل خلايا المخ عبارة عن مرض يحدث عندما يفقد الدماغ بعضاً أو كلاً من خلاياه، مما يؤثر على وظائفه الحيوية، وقصور في العمليات المعرفية، واضطرابات في التفكير ووظائف التركيز.
وهناك عدة أسباب تؤدي لهذا المرض، بعضها مرتبط بالعمر، وأخرى لها علاقة ببعض الحوادث أو الأمراض الأخرى.
أسباب الإصابة
يتكون الدماغ من حوالي 100 مليار خلية عصبية تسمى النورونات، هذه الخلايا تتواصل مع بعضها البعض عبر نقاط اتصال تسمى المشابك.
وهذه النورونات والمشابك تقوم بتشكيل شبكة عصبية ضخمة، تتحكم في جميع وظائف الجسم والعقل، لذلك فإن تأثر الدماغ بأي عامل خارجي أو داخلي، قد يتسبب في اضطراب في اتصالات النورونات، مما يؤدي إلى فقدان أو تغير في وظائف الدماغ.
وعند الحديث عن مرض تآكل خلايا المخ فإن الأسباب تكون متعددة ومختلفة، لكن أغلبها يكون له علاقة بحالة صعوبة أو انعدام وصول الأوكسجين إليه. إذ إن الغرق، أو الاختناق، أو التسمم، من بين أبرز الأسباب المؤدية إلى هذا المرض، لأنها تجعل عملية وصول الأوكسجين إلى الدماغ صعبة جداً. كما يمكن أن يحدث هذا المرض بعد التعرض لصدمات قوية على مستوى الرأي، بعد حادث سيارة، أو تلقي ضربة من شخص آخر، أو الارتطام على سطح صلب، أو خلال حوادث الرياضة، فيما توجد أسباب لها علاقة بأمراض أخرى، من بينها التهاب السحايا أو السكتة الدماغية أو الأورام، فضلاً عن كثرة تعاطي المخدرات بمختلف أنواعها.
أبرز الأعراض
هناك عدة أعراض مختلفة وثابتة تظهر على الشخص المصاب بمرض تآكل خلايا المخ، سواء كانت الإصابة بعوامل خارجية، أو بسبب مرض ما داخلي. ويمكن تقسيم هذه الأعراض إلى عدّة مجموعات رئيسية، والتي تتعلق بكل من الإدراك، والوعي، والإحساس، والتصرفات، والعواطف.
والأعراض المتعلقة بالإدراك تتضمّن صعوبة معالجة المعلومات أو فهمها، وصعوبة التعبير عن الأفكار، وعدم القدرة على استيعاب المفاهيم، وفقدان الذاكرة في بعض الحالات.
أما الأعراض المتعلقة بالإحساس فتتضمّن المعاناة من بعض التغييرات في الرؤية، أو السمع، أو حاسة اللمس، وزيادة الحساسية للألم، ومشاكل في التوازن.
وهناك الأعراض المتعلقة بالجسد، وتتضمّن الصداع المستمر، والشعور بالتعب الجسدي الشديد في بعض الأحيان، والشلل، والارتعاش، والتعرض لبعض أنواع النوبات.
وأخيراً، الأعراض المتعلقة بالعواطف، وتشمل المعاناة من التهيج، والشعور بالكسل المستمر، وزيادة التصرفات العدوانية.
طرق الوقاية
هناك بعض الطرق الوقائية، التي يمكن اتباعها لتجنب تآكل خلايا المخ، أو على الأقل تقليل خطر الإصابة به، بعضها تبدأ بعد الولادة، أبرزها الامتناع عن هز الرضيع بقوة، لأن هذا قد يؤدي إلى إصابته بمتلازمة الطفل المهزوز، وهي حالة خطيرة تسبب تلفاً دائماً في خلايا المخ.
كما يجب حماية الأطفال من السقوط من المنافذ الصغيرة أو الأثاث، لأن هذا قد يؤدي إلى الإصابة بكدمات أو جروح في الرأس، مما قد يؤثر على نمو وتطور المخ الطبيعي.
كما يجب اتباع تعاليم الوقاية عند ركوب الدراجات النارية، أو الهوائية، وارتداء خوذة لحماية الرأس من الإصابات التي قد تسبب نزفاً دماغياً أو كسوراً في الجمجمة أو رضوضاً في الأنسجة الدماغية.
فيما يجب كذلك متابعة صحة القلب والشرايين والضغط والسكر، وذلك لأنها من العوامل التي قد تؤدي إلى انسداد أو ضيق في الأوعية الدموية التي تغذي المخ، مما قد يحرمه من وصول الأوكسجين.
زيادة على كل هذا، ينصح الأطباء المختصون باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، لأنه قد يساعد على تزويد المخ بالعناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها لأداء وظائفه بشكل جيد.
طرق تشخيص المرض
طرق علاج تآكل خلايا المخ المتاحة
تختلف طرق علاج مرض تآكل خلايا المخ من حالة إلى أخرى، حسب مسببات المرض، لكنها في الأغلب تشمل الأدوية التي تستعمل من أجل تحسين وظائف المخ والحد من التهاباته، مثل الستيرويدات لتقليل الانتفاخ في الدماغ، أو المضادات الحيوية لعلاج العدوى، أو المضادات الاختلاجية لمنع النوبات، أو المهدئات لتقليل القلق والاكتئاب.
ويمكن أن ينصح الأطباء ببعض التمارين والأنشطة لتحفيز وتقوية خلايا المخ. مثل العلاج الطبيعي لتحسين حركة الجسم وتوازنه، أو العلاج النطقي لتحسين قدرة التواصل والكلام، أو العلاج المهني لتحسين مهارات الحياة اليومية، أو العلاج المعرفي لتحسين الذاكرة والانتباه وحل المشكلات.
وقد يتم اعتماد بعض الأجهزة المحفزة كذلك، في حالة الشلل أو فقدان حاسة ما، مثل أجهزة التحكم بالصوت لزيادة الإدراك والتفاعل.