“الإنسانية تفشل” بوقف إطلاق النار على غزة
تقرير إخباري
بالرغم من إعراب العديد من المنظمات الدولية عن قلقها البالغ من محاولة” إسرائي”ل تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف السكان المدنيين ومنازلهم بهدف تفريغ القطاع من سكانه.
في هذا السياق، قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في بيان له: “لقد كان الأسبوع الماضي بمثابة اختبار للإنسانية والإنسانية تفشل” حيث رفض المسؤولون في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية الإصغاء إلى دعوات العدد المتزايد من الجماعات الإنسانية والحكومات المطالبة بوقف إطلاق النار على غزة، الأمر الذي سيساعد “إسرائيل” على شن هجوم بري على القطاع المحاصر.
وأردف غريفيث، بعد أسبوع واحد على قيام الفصائل الفلسطينية بهجوم مفاجئ على إسرائيل، استهدفت” اسرائيل” قطاع غزة – الذي يسكنه أكثر مليوني شخص، نصفهم تقريباً من الأطفال – بوابل من الغارات الجوية المتكررة على “المنازل والمدارس والملاجئ والمراكز الصحية وأماكن العبادة”، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 2215 فلسطينياً، من ضمنهم أكثر من 600 طفل.
وأضاف غريفيث، أن “أحياء سكنية بأكملها سويت بالأرض، كما قُتل عمال الإغاثة، الوضع الإنساني في غزة حرج للغاية، والآن أصبح غير مقبول”.
جاءت تعليقات غريفيث في الوقت الذي ذكرت فيه وكالة الأمم المتحدة للإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، أن حملة القصف العشوائي قد عرضت ملاجئها لخطر “غير مسبوق”، ما يجعل من المستحيل على العاملين ضمان سلامة حوالي 270 ألف ممن تشردوا ولجأوا إلى المدارس التي تديرها الوكالة.
وذكرت الأونروا في بيانها، إن “الحروب لها قواعد، فمن غير الممكن استهداف المدنيين والمستشفيات والمدارس والعيادات ومباني الأمم المتحدة، مضيفةً إننا نبذل كل جهد ممكن للدعوة بالالتزام بموجب القانون الدولي لحماية المدنيين بما في ذلك أولئك الذين يبحثون عن ملجأ في ملاجئ الأونروا”.
إلى ذلك، تفيد مصادر مطلعة بوجود عدد متزايد من الدبابات بالقرب من سديروت “بإسرائيل” بالقرب من شمال غزة، ما يشير إلى أن الغزو البري الذي تم التهديد به في الأيام الأخيرة قد يكون وشيكاً.
جدير بالملاحظة، أن القصف المستمر على قطاع غزة أدى إلى اكتظاظ المستشفيات بما في ذلك أكبر مرفق للرعاية الصحية في غزة، حيث أكد أحد الجراحين إن الطلب الهائل يمكن أن يؤدي إلى تفشي الأمراض المعدية ما يضاعف الكارثة التي بدأت بالفعل، ومع ذلك رفضت “إسرائيل” فتح ممر إنساني إلى غزة، و السماح بدخول المساعدات الطبية وغيرها من أنواع المساعدات إلى غزة.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس:” إن إيصال المساعدات الإنسانية أمر بالغ الأهمية، .. المستشفيات مكتظة، والناس لا يستطيعون الحصول على العلاج، والأطفال المصابون بالحروق لا يحصلون على مسكنات الألم، إن الإرادة لفتح تلك الحدود هي الأمر الذي نفتقده هنا”.
سمر سامي السمارة