صحيفة البعثمحافظات

هل ستصل “التربية” إلى مدارس ذكية من خلال التعليم الأخضر؟!

البعث – علي حسون

لطالما هدفت وزارة التربية من خلال مناهجها الدراسية إلى بناء مستقبل أكثر استدامة، وذلك بتعزيز الإشراف المسؤول على الموارد الطبيعية وتقليل الضرر الذي يلحق بالبيئة مما يعزّز التعليم الأخضر، وهذا يتطلب نهجاً شاملاً يتضمّن المعرفة العلمية والاعتبارات الأخلاقية والحلول العملية للتحديات البيئية في العالم.

مديرة المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية، الدكتورة ناديا الغزولي، أوضحت أن التعليم الأخضر أو “التعليم البيئي” يساهم بإيجابية في قضية التغيير المناخي، كونه وسيلة فعّالة للتعلم من خلال مشاركة الطلاب في أنشطة خضراء ومشروعات تعليمية، مشيرة في تصريح خاص لـ”البعث” إلى أهمية دمج التنمية المستدامة في المناهج من حيث قيمها وممارساتها للحدّ من خطر التدهور البيئي واستنفاد الموارد في ظل التصنيع السريع.

وبيّنت الدكتورة الغزولي أن أهم مرتكزات تطبيق التعليم الأخضر هو إدراج التربية البيئية في المناهج، والتركيز على موضوعات التنمية المستدامة وأبعادها الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وترسيخ استراتيجيات التدريس الخضراء والسلوكيات الإيجابية لأنها تركز على حلّ المشكلات البيئية، مثل ترشيد الطاقة وتجنّب النفايات وترشيد الاستهلاك اليومي وإعادة التدوير، إضافة إلى اعتماد التكنولوجيا الخضراء الممثلة بتقنيات نظيفة ومنتجات تكنولوجية صديقة للبيئة.

الجديرُ بالذكر أن المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية أقام منذ أيام ورشة المشاورة الإقليمية حول المذكرة التوجيهية الخاصة بالمنهاج الأخضر عبر منصة “Zoom”  الافتراضية، ودارت محاور نقاش الورشة حول الوثيقة الخاصة بهذا النوع من المنهاج وفقاً للمبادرات العالمية التي أُطلقت كنتيجة لقمة التحول في التعليم، وركزت المداخلات على أهمية الوثيقة والمهارات البيئية في المناهج لتعزيز التعلم الأخضر، مع ضرورة توزيع الوثيقة على مراحل زمنية مضبوطة، وتحديد أدوار أصحاب المصلحة المستفيدين منها بشكلٍ أوضح، والتشديد على التطبيق وتأمين المستلزمات. وأشارت المداخلات إلى أمثلة على تطبيق هذا النوع من التعليم في مدارسنا من خلال منهاج التربية المهنية.

وتسعى وزارة التربية من خلال التعليم الأخضر، التعليم العصري، إلى التنمية المستدامة ومواكبة التطور التكنولوجي لإيجاد مدارس ذكية خضراء وفق معايير صديقة للبيئة، وخاصة من خلال المباني والخدمات والتشجير، إضافة إلى التقنيات والاستراتيجيات والتطبيقات.

أخيراً.. ومع هذه المساعي والاجتهادات من المعنيين، هل ستصل وزارة التربية إلى مدارس ذكية من خلال تطبيق التعليم الأخضر؟