مجلة البعث الأسبوعية

كيف تشارك صور عائلتك على الشبكات الاجتماعية وتضمن سلامة أطفالك؟  

“البعث الأسبوعية” ــ لينا عدرا

كيف يمكننا أن “نشارك” خطوات أطفالنا الأولى أو ابتساماتهم في عيد ميلادهم، على حسابات التواصل الاجتماعي، دون المساس بسلامتهم وخصوصيتهم؟

لقد غيرت وسائل التواصل الاجتماعي الطريقة التي نوثق بها لحظاتنا المهمة. وبالنسبة لمعظم الأمهات والآباء، فإن هذه المنصات توفّر مساحة للاحتفال بالمراحل البارزة في حياة أطفالهم، ولكنها تبرز أيضاً مخاوف تتعلق بالأمن والخصوصية.

فيما يلي بعض الإرشادات لمشاركة صور عائلتك على وسائل التواصل الاجتماعي.

عندما تقوم بتحميل صورة مع أطفالك على انستغرام أو فيسبوك، فإن الأمر لا يقتصر على الحفاظ على صورة إيجابية فحسب، بل يتعلق أيضاً بخلق بيئة آمنة ومحترمة للجميع، وخاصة للصغار. إن تصفح الإنترنت بمسؤولية والحرص على ما ننشره يساعد على تجنب الجدل غير الضروري، ويحمي خصوصية عائلتنا في الفضاء الإلكتروني.

 

أفراح ومزالق  

إن التقاط وتحميل أجمل لحظات نمو طفلك، سواء كانت ابتسامته الأولى، أو مغامراته في الحديقة، أو خطواته المترددة الأولى، يجلب لنا فرحة لا مثيل لها. وتسمح هذه اللقطات للأصدقاء والعائلة بمشاركتك سعادتك، بغض النظر عن المسافة الجغرافية.

ومع ذلك، فإن للعالم الرقمي مناطقه الرمادية، ويمكن أن يشكل خطورة كبيرة على سلامة الأطفال. وفي الواقع، وبينما تعد وسائل التواصل الاجتماعي بذكريات أبدية، إلا أن ذلك يعني أيضاً أنه يمكن مشاركة صورك أو استخدامها بطرق لم تتخيلها أبداً.

وهذا هو المكان الذي تصبح فيه أدوات تعتيم وجوه الأطفال قبل نشر الصور عبر الإنترنت مفيدة. والواقع، فإن تعديلاً بسيطاً لبضع ثوان يسمح لك بالحفاظ على سلامة أطفالك، ويتيح لهم ذلك حماية هويتهم أثناء مشاركة اللحظات الجميلة مع أصدقائهم عبر الإنترنت.

 

4 قواعد لمشاركة صور العائلة

من الطبيعي أننا عندما نقضي أوقاتاً خاصة مع أطفالنا، فإننا نريد أن نشارك هذه السعادة مع العالم كله. ومع ذلك، فإن إدراكنا للمخاطر المحتملة التي يمكن أن نعرض أطفالنا لها يمكن أن يمنع العديد من المشاكل. وإذا كنت ترغب في نشر صور أطفالك على وسائل التواصل الاجتماعي، فإليك بعض التوصيات التي يجب اتباعها.

 

1 – تعرف على جمهورك وقم بضبط إعدادات الخصوصية

على الرغم من أنه من المريح تلقي الثناء من الأصدقاء والعائلة، إلا أنه من الضروري أن تفهم من هو جمهورك عبر الإنترنت؛ فليس كل صديق أو متابع يحتاج إلى رؤية جميع صورك. ويجب مشاركة بعض الذكريات مع الأجداد أو العائلة المقربة أو الأصدقاء القدامى. ولكن يمكن مشاركة ذكريات أخرى مع جمهور أوسع.

ولحسن الحظ، فإن العديد من المنصات توفر لك ميزات خصوصية متعددة، وتتيح لك إنشاء مجموعات مخصصة لمشاركة المحتوى الخاص بك وتقسيم جمهورك. وعلى سبيل المثال، يمكن أن يساعدك إنشاء قائمة “العائلة المقربة”، أو “الأصدقاء الموثوق بهم”، في التحكم بمن يمكنه رؤية منشورات معينة.

 

2 – لا تشارك الصور الحميمة  

لكل فرد، بما في ذلك الأطفال، الحق في الكرامة والخصوصية. إن مشاركة الصور الحميمية أو المسيئة لأطفالك قد تنتهك هذه الحقوق وتعرضهم لموقف غير مريح أو محرج في المستقبل. تخيل كيف سيشعرون لاحقاً إذا رأوا هذه الصور عبر الإنترنت.

كذلك، لا تقم بتحميل صور عُري مهما كانت بريئة، حيث يمكن أن يستخدمها أشخاص خبيثون؛ ففي العصر الرقمي، تتعرض هذه الصور لخطر الوقوع في الأيدي الخطأ، أو يمكن استخدامها لأغراض غير مناسبة، مثل التنمر عبر الإنترنت أو الاستغلال.

 

3 – تجنب مشاركة صورك مع موقعك المحدد

من خلال الكشف عن موقع ذكرياتك، فإنك لا تشارك لحظة فحسب. لكنك تكشف أيضاً عن مواقع محددة قد تكشف، عن غير قصد، أماكن شهيرة، مثل منزلك أو مدرستك أو منتزهك. وهذا يمكن أن يترك طفلك عرضة للاهتمام غير المرغوب فيه، أو حتى النوايا الخبيثة.

قبل النشر، تحقق دائماً مما إذا كانت صورك تحتوي على بيانات الموقع. وتتضمن العديد من الهواتف الذكية والكاميرات هذه البيانات بشكل افتراضي. لذا فكر في تعطيل هذه الميزة أو استخدام أدوات لإزالة هذه المعلومات من صورك.

 

4 – التحكم في التعليقات والعلامات

من خلال مراجعة العلامات الموجودة على صور أطفالك والموافقة عليها، عليك التأكد من مشاركتها فقط في السياقات التي تراها مناسبة. وبالمثل، فإن التحكم في التعليقات يسمح لك بالحفاظ على بيئة إيجابية ومحترمة عبر الإنترنت.. يمكنك إزالة التعليقات السلبية أو غير اللائقة التي قد تؤثر على احترام طفلك لذاته.

في معظم الشبكات الاجتماعية، يمكنك ضبط خيارات الخصوصية. ثم قم بتمكين الإشعارات لتلقي التنبيهات عندما يقوم شخص ما بوضع علامة أو تعليق على صور أطفالك. يتيح لك ذلك أن تكون على دراية بأنشطة أطفالك عبر الإنترنت والاستجابة لها بشكل مناسب. وهذا جزء من الاستخدام المسؤول.

 

اتبع قواعد السلوك هذه لحماية أطفالك

إن مشاركة الصور والذكريات العائلية، على الرغم من كونها مصدراً للسعادة، إلا أنها تعتبر سلاحاً ذا حدين في عصر الإنترنت. ويتطلب التصفح عبر الإنترنت تحقيق التوازن بين نشر اللحظات المبهجة وحماية الخصوصية. لذا اتبع توصيات الحماية واستخدم الأدوات التي تتيح لك ضمان سلامة أطفالك على المنصات الرقمية.