ثقافةصحيفة البعث

حوار مع الشاعر العراقي د.هشام عبد الكريم…. الكتابة ليست ترفاً

هويدا محمد مصطفى

حين تقرأ الشعر وتلتقيك قارورة تتضوع عبقاً لتسكب أريجها في انفعالات الورق حينها تعرف أن تجربة الكتابة الإبداعية وشغفه الدائم بالجديد والمدهش عند الشاعر د.هشام عبد الكريم هي حالة عميقة وخلاقة حاول تقديمها من خلال كشوفه الشعرية وترجماته المؤثرة عبر حوار عميق مع النفس، وتأملاته للعالم. فقد تنوعت قصائده مابين الوجداني والوطني والإنساني، وكان للطفولة نصيب من إبداعاته واهتمامه.  الشاعر والكاتب د. هشام عبد الكريم أخذنا إلى عالمه الإبداعي من خلال هذا الحوار:

  • كيف تقدم نفسك الشاعر والكاتب المسرحي وأديب الأطفال د هشام عبد الكريم؟

كتبت الشعر منذ منتصف السبعينات، ونشرت أولى قصائدي في تلك الفترة، ومازلت اكتب لحد الآن. نشرت قصائدي في الصحف والمجلات العراقية والعربية مثل ( مجلة إبداع القاهرة، ومجلة الطليعة الأدبية، وألف باء، والجامعة، وأسفار العراقية، والموقف الأدبي السورية، والمساء التونسية، والزمان اللندنية، وكل العرب في باريس، والتضامن اللندنية، والأسبوع الثقافي السورية، والبيان الكويتية، والرافد الإماراتية، وغيرها من الصحف والمجلات العربية) .

ولدت في مدينة الموصل عام ١٩٥٧ وأكملت فيها مراحل دراستي كلها / دكتوراه فلسفة في التاريخ الإسلامي/ كلية الآداب / جامعة الموصل . عضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، وعضو اتحاد الأدباء والكتاب العرب، وعضو نقابة الفنانين العراقيين، ورئيس اتحاد الأدباء الدولي في الموصل .

صدرت لي سبع مجاميع شعرية، فضلاً عن ست مسرحيات وكتاب شعر للفتيان، وكتاب في التاريخ الإسلامي.

ومن مجاميعي الشعرية ( ليل أطول/ بلقيس تبحث عن سبأ / لا أحد ينتظر القادمين / قريب .. بعيدون / خرائط المعنى / وبعد !؟ / ربما حين يجيء ( مسرحيات ) / أحكي لكم – شعر للفتيان ) .

 

  • الكثير من الكتاب أو الشعراء يعبرون عن آرائهم خلف ستار شخصياتهم. هل د هشام موجود في كتاباته كشاهد على عصره أم يحمل المسؤولية لشخصيات من ورق ؟

أنا موجود في كتاباتي كشاهد على العصر الذي أعيش مفرداته كلها، فالكتابة عندي ليست ترفاً بل هي ولادة لمخاضات عسيرة عاشها بلدي وأمتي بل الإنسانية جمعاء، والذي يقرأ كتاباتي سيجد أن فيها من التحولات الكثير وفقاً للقضايا التي عشتها وتعايشت معها.

  • اختيارك لعناوين مجموعاتك الشعرية فيها رمزية. هل العنوان يشد القارئ ويسهم بالانتشار برأيك ؟

العناوين بمجملها تشكل عتبات للنصوص، وعلى الشاعر أن يحسن اختيار العناوين. وبالنسبة لعناوين مجاميعي فهي ليست رمزية بشكل كبير، بل يمكن القول أنها عميقة، وعندما يقرأ القارئ نصوص المجموعة سيكتشف علاقة العنوان بقصائد المجموعة. وهناك من يختار عناوين براقة تخاطب عقول الشباب مثلاً كي يستقطبهم من أجل شراء كتابه لاسيما عناوين الحب والغزل وغيرها.

  • أنت تكتب للطفل… كيف تعاملت مع عالم الطفولة ؟

إن الكتابة للأطفال وللفتيان ليست سهلة، وعلى أديب الأطفال أن يعي حجم مسؤوليته عندما يكتب لهذه الفئة، لأنها فئة ذكية جداً وعلينا عدم الاستهانة بعقول هؤلاء الأطفال والفتيان. وبالنسبة لي فقد كتبت الشعر والقصة والمسرحية للأطفال وللفتيان، نشرت بعضها والبعض الآخر في طريقه للنشر. والذي أفادني كثيراً هنا هو عملي في مديرية النشاط المدرسي، تلك المديرية التي تعج بعالم الطفولة من التلاميذ والطلاب.

  • ما لذي أضافته لك منصات التواصل الاجتماعي كمبدع. وهل أمست ضرورة للتفاعل الإبداعي والإنساني عموماً ؟

مما لاشك فيه أن لمنصات التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في انتشار الأديب والفنان، وبالنسبة لي فقد أسهمت بتعريفي للعالم بشكل أوسع، فضلاً عن ذلك فقد تعرفت على الكثير من الأصدقاء الأدباء والصديقات الأديبات من خلال هذه المنصات، وهذا التواصل. ومن وجهة نظري المتواضعة فإنني أراها ضرورية في مد جسور التواصل فيما بين المبدعين أنفسهم، وما بينهم وبين القراء من الجهة الثانية .

  • قصائدك ترجمة للواقع جمعت بين الفلسفة والدهشة كما في مجموعتك ( قريب ..بعيدون ) ماذا تحدثنا عن ذلك ؟

قصائدي هي ليست ترجمة للواقع، بل يمكن القول أنها أفادت كثيراً من هذا الوقع الضاج بالمتناقضات والمشاكل والصراعات، وأنا كشاعر لا بد وأن أتأثر بما يحصل، ولكن عندما اكتب فسأقدم الأشياء كلها من مشغلي الأدبي الذي كنت ومازلت أشتغل عليه، فالشعر يقدم جمالاً والشاعر يختلف عن كاتب المقال عندما يكتب عن الواقع. وفي مجموعتي ( قريب .. بعيدون ) التي كتب عنها البروفيسور إياد العبار المقيم في ايطاليا كتاباً نقدياً .. في هذه المجموعة يجد القارئ أنني قدمت قصائد أغلبها قصيرة ومكثفة ومتنوعة تناولت مواضيع متعددة وبطريقة غير مباشرة، وهذه المجموعة الوحيدة التي جلها نصوص نثرية .

  • هل توجد علاقة بين الموروث الاجتماعي والثقافي، وبين ما تتعرض له المنطقة العربية من صراعات وأزمات ؟

نعم هناك علاقة  بين الموروث الاجتماعي والثقافي وبين ما تتعرض له المنطقة العربية من صراعات وأزمات، ولو عدنا إلى الوراء لوجدنا أعداء أمتنا كانوا يحاولون دفع العرب إلى الصحراء كي يُبقوا العرب في دائرة التخلف، واليوم نجد أن  الصراعات التي تعيشها منطقتنا العربية سببها أولئك الذين  يحاولون استهدافنا وجوداً من خلال التصدي لموروثنا الاجتماعي والثقافي وتفتيت هذه البنى التحتية لمجتمعاتنا، بل وصل بهم حد الطعن في تاريخنا ولغتنا العربية .

  • الآن نرى إلى الشعراء وهم يكتبون القصيدة العمودية وبعضهم يكتب قصيدة التفعيلة والبعض الآخر يكتب قصيدة النثر. أين أنت من هذه الأنماط الشعرية ؟

في الحقيقة أنا شخصياً كتبت هذه الأنماط كلها فالشكل لا يهمني كثيراً بقدر ما تهمني شعرية النص المكتوب. أي أن النص هل فيه المقومات التي تؤهله ليكون نصاً متميزاً أم لا. فهناك قصائد عمودية هي أقرب إلى النظم منها إلى الشعر والأمر يسري على قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر.

  • ما هي مشاريعك المستقبلية ؟

حالياً أعمل على تنضيد ثلاث مجاميع شعرية منها مجموعة للفتيان. وهناك كتاب تاريخي أعمل عليه وأتمنى أن أكون قادراً على إنجاز ما لدي وطبعه في الأيام القادمة .