ثقافةصحيفة البعث

فنانة صغيرة من عصر الكبار

البعث- نزار جمول

الفنانة لميس جمول التي وصلت إلى ربيعها الخامس عشر خطت بأناملها الغضة الناعمة هذا الفن الذي انبثق من بيئتها التي دعمها فيها والدها هيثم الذي يعمل في الهندسة الميكانيكية ووالدتها المعلمة غيثاء، وها هي بعد غياب عن الرسم بسبب تفرغها كل هذا العام الذي انقضى لدراستها في الشهادة الإعدادية التي تفوقت فيها كتفوقها في الفن التشكيلي تنتج لوحة خلابة بألوانها، خيالية بسحرها والنتيجة لوحة ستبقى في ذاكرة الفن التشكيلي.

لميس تعتبر فنها الأخاذ بألوانه، بدأ التطور يتلمس يديها الغضتين، فمن لوحة لأخرى توضحت معالمها الفنية لتولد فنانة من رحم صعوبات الحياة ومن قلب المأساة خطوطاً من البهجة التي تُظهرها ألوانها، وأكدت لميس لـ”البعث” أن ثمة فرحاً لا بد من التمسك به بواسطة اللون بنتيجة حتمية من نسيج البهجة والفرح والجمال، وبينّت لميس أن لوحتها الأخيرة التي جاءت بعد توقف عن الرسم لمدة عام بسبب دراستها بالشهادة الإعدادية التي تفوقت فيها لتصبح في الثانوية بالفرع العلمي واستعملت فيها الألوان الخشبية وعنونتها “الأمل”، وليظهر عليها التطور في التقنية والإبداع من خلال دقة الألوان والتفاصيل الفنية في التشكيل. وبينّت لميس أن حبها للألوان دعاها لاستعمال أصعب أنواع أدواته وهي ألوان الإكرليك لتكون اللوحة بين يديها الغضتين كطفل رضيع، وتتمنى لميس أن تترسخ هذه الموهبة التي تعتبرها نعمة من الله بالدراسة والعلم من خلال الدراسة الأكاديمية لتحقق كل طموحاتها التي لن تدعها تهمل تحصيلها العلمي وتفوقها فيه، كما تطمح لإقامة معارض محلية ودولية.

يُذكر أن لميس جمول التي تربت في كنف والديها بجو من النمط الفني، حيث إن والدها يتقن الخط العربي، كان لا بد لموهبتها من أن تتنامى في ظل الرعاية التامة لها، وقد أصبح في رصيدها بهذا العمر الصغير عدد كبير من اللوحات المتنوعة بأسلوبها الخاص وألوانها الزاهية وشاركت بعدة معارض كان آخرها في صيف العام 2020 في مهرجان “بسمة طفل” السابع الذي يقام كل عام في مدينة اللاذقية بأعمال وصل عددها إلى عشرين لوحة ونالت كلها الإعجاب وهي بعمر أحد عشر عاماً.