كلامٌ متأخرٌ عن معرض دمشق الدولي…!
وائل علي
ربما نكون متأخرين في الحديث عن الاحتجاب “المبهم” لمعرض دمشق الدولي بنسختيه الأخيرتين دون أن نسمع أو نقرأ تصريحاُ أو تلميحاُ واحداُ يبرر الغياب، اللهم قرار وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية، قبل عامين، بتأجيل إطلاق الدورة الثانية والستين بسبب جائحة كورونا!
والسؤال: إلى متى، ولماذا لم يعد الغائب لموعده ما بين الثالث والعشرين من شهر آب لغاية الأول من أيلول، كما جرت العادة؟ رغم حاجتنا الماسة لمثل هذه التظاهرات، فكيف بمعرضٍ تجاوزت وتخطت شهرته الحدود والآفاق في ميادين الاقتصاد والسياحة والصناعة والزراعة والتسويق والترويج والإعلان والإعلام والآداب والفنون، بأشكالها المسرحية والسينمائية والموسيقية والغنائية والراقصة والتشكيلية والترفيهية وغيرها..
حقيقة الأمر أن المعرض استطاع ونجح منذ انطلاقته في أن يُشكِّل علامةً فارقةً، وأن يستقطب الزائرين والسياح والضيوف ورجال السياسة والاقتصاد والمال والأعمال والفن والموسيقا من كل مكان، حتى غدا بلا مبالغة هوية وبصمة وطنية سورية بامتياز. ومن الخطأ والتقصير غير المغفور أبداً أن نقبل “احتجابه” وندعه يمر مرور العابرين وسْطَ صمتٍ رسميٍ غير مفهوم، سيما أننا بلدٌ لا يزال ينفض غبار الحرب ويرممُ ويداوي ويلاتها ومآسيها وانتكاساتها على كل المستويات والصعد ويحتاج لإعادة رسم وقلب الصورة وتغييرها…!!
إن الإصرار على إحياء هكذا مناسبات وإعادة تلقفها بالتعاون مع فعاليات المجتمع الأهلي المحلي والشركات العملاقة في دول “التوجه شرقاً” الصديقة ومجموعة دول البريكس وأمريكا اللاتينية وأفريقيا والدول العربية بعد عودة الجامعة العربية يسهم ويساعد إلى حدٍ كبيرٍ في الخروج من مستنقع الركود الاقتصادي والتضخم النقدي الحاصل وتقلبات سعر الصرف التي تحاصرنا وتلاحقنا أكثر وأكثر… وعليه فإننا نرى أنه من المنطقي أن تبدأ المؤسسة العامة للمعارض – صاحبة الولاية والوصاية – منذ الآن الاشتغال والتحضير لإطلاق دورة استثنائية للعام 2024 برؤى وآفاق مختلفة تتجاوز المألوف، رغم أنف الحصار والصعاب والإحباط والوضع الاقتصادي المتأزم المتفاقم، وهذا ليس بصعبٍ على “الشعب العنيد” الذي يأبى السقوط والانكسار والاستكانة والهزيمة، وما زال أمامنا الوقت الكافي للتفكير والتخطيط والتنفيذ!