استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة وسط انهيار المنظومات الصحية
الأرض المحتلة – عواصم – سانا
تستمر الأوضاع الكارثية وغير الإنسانية في قطاع غزة المحاصر إبان العدوان الإسرائيلي الفاشي المتواصل لليوم الـ23 عليه.
وفي السياق أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنه تلقى تهديدات من الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء مستشفى القدس في قطاع غزة المحاصر فوراً تمهيداً لقصفه، مضيفاً: إن محيط المستشفى يشهد منذ ساعات الصباح غارات متواصلة أدت إلى تدمير المحيط بالكامل.
بدورها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من تداعيات عدم توافر المواد الرئيسية الضرورية للبقاء على قيد الحياة في قطاع غزة الذي يتعرّض للحصار والقصف الإسرائيلي الإجرامي.
وقال مدير الوكالة في غزة توماس وايت في بيان ي، وفقاً لوكالة فرانس برس: “إن الإمدادات في غزة تنفد، بينما المساعدة الإنسانية التي تدخل قطاع غزة في شاحنات عبر معبر رفح غير كافية”.
وأشار وايت إلى أن ما يزيد بقليل على ثمانين شاحنة مساعدات فقط وصلت من خلال معبر رفح منذ السماح بإدخال هذه المساعدة الإنسانية في الـ 21 من تشرين الأول الجاري.
من ناحيته، أكّد المكتب الإعلامي في غزة أن هناك إجماعاً دولياً متصاعداً ضدّ المحرقة التي يرتكبها الاحتلال النازي بحق أهالي غزة، داعياً الجميع دولاً وهيئات إلى التحرّك سريعاً لوقف هذه المحرقة وإدخال كل الاحتياجات الخدماتية والإنسانية للقطاع قبل فوات الأوان.
وقال المكتب في بيان: تتصاعد المواقف الدولية والأصوات الأممية ضدّ المحرقة المتواصلة منذ 23 يوماً التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي النازي بحق شعبنا في قطاع غزة، وكان آخرها ما صرحت به المقررة الأممية لحقوق الإنسان فرانشيسكا ألبانيز بـ “أن الجرائم التي ترتكبها اسرائيل هي جرائم حرب وترقى لأن تكون جرائم ضد الإنسانية”.
وأضاف المكتب الإعلامي: “هذا الإجماع الدولي – باستثناء بعض الأصوات الشاذة التي تصر على أن تشارك المحتل في جريمته – يستلزم الانتقال من حالة توصيف الواقع الإنساني المنكوب، إلى جرأة امتلاك القرار بوقف المحرقة، ووضع حد لهذه المأساة الإنسانية المتفاقمة، وإدخال كل ما يحتاجه القطاع على الصعيد الإنساني والخدماتي بشكل فوري”.
بدوره، قال الدفاع المدني في غزة: إن طواقمه فوجئت بحجم الدمار وعدد الجثث بعد عودة الاتصالات، مشيراً إلى أن هناك عدداً كبيراً من الشهداء تحت الأنقاض حتى هذه اللحظة لصعوبة الوصول إليهم.
وأوضح الدفاع المدني أنه يتعامل في الدقيقة الواحدة مع 20 موقعاً مستهدفاً بالقصف، داعياً لإدخال فرق إنقاذ عربية للمساعدة في عمليات الإنقاذ.
إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية أن فشل المجتمع الدولي في وقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي التدميري لتصفية قطاع غزة، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية يهدد بشكل خطير مرتكزات النظام العالمي.
من جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الوضع في قطاع غزة يتدهور بسرعة، مشدداً على أن “عدد المدنيين الذين قتلوا وجرحوا غير مقبول”.
وقال غوتيريش: “العالم يشهد كارثة إنسانية تقع تحت أنظارنا والوضع في غزة يزداد يأساً ساعة بعد ساعة، حيث هناك أكثر من مليوني شخص محرومون من مقومات الحياة الأساسية من طعام وماء وملجأ وعناية طبية من غير أن يكون لديهم مكان آمن يذهبون إليه، فيما يتعرضون لقصف متواصل، وأحض كل الذين يتولون المسؤوليات على التراجع عن حافة الهاوية”.
وأعرب عن أسفه لقيام “إسرائيل” بتكثيف عملياتها العسكرية بدل إعلان هدنة إنسانية مدعومة من الأسرة الدولية في ظل حاجة ماسة إليها.
وفي سياقٍ متصل، دعت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش العالم إلى التحرك لإنهاء معاناة الأهالي في قطاع غزة، مشدّدة على ضرورة عدم التسامح مع ما يحدث في غزة.