صحيفة البعثمحليات

حملات خجولة في “الشهر الوردي”.. و10 سيدات يعانين من ورمٍ في الثدي بين كل 100 سيدة سورية

دمشق- لينا عدره

ساهمت الحرب وما رافقها من أزمات اقتصادية وشدّة نفسية في ازدياد نسب الإصابة بسرطان الثدي باعتبارها عوامل مؤهبة للسرطان، حيث ارتفعت نسب الإصابة من 8% قبل الحرب إلى ما يقارب 12% وفق ما بيّن الدكتور خالد خطاب اختصاصي الأشعة في حديثٍ لـ”البعث” حول مخاطر سرطان الثدي تزامناً مع “الشهر الوردي” شهر التوعية وسبل الوقاية لأكثر الأمراض انتشاراً بين النساء وأشدّها خطورةً.

خطاب شدّد في حديثه على أهمية الكشف المبكر، وخاصةً مع وجود 10 سيدات يعانين من ورمٍ في الثدي بين كل 100 سيدة في سورية، لافتاً إلى أن نسب الشفاء في حال اكتشاف المرض تصل إلى 99%، أما إهمال أو تجاهل الأمر نتيجة خوفٍ أو جهلٍ فقد يؤدي لنتائج كارثية لا تُحمَدُ عقباها، الأمر الذي حصل وتكرّر مراتٍ كثيرة مع سيداتٍ يقمن بالكشف والفحص من دون العودة لأخذ النتيجة ومتابعة وضعهن، مضيفاً: حديثي اليوم من وحي تجربتي كرئيس حملة للكشف المبكر عبر 12 سنة لاحظت خلالها ارتفاع نسب الإصابة في الحرب هذا أولاً، إضافةً إلى تردّد بعض السيدات وخوفهن وعدم رجعوهن لاستلام النتائج، الأمر الذي حدث فعلاً في إحدى الحملات التي وصلت فيها نسب السيدات اللواتي لم يرجعن لاستلام النتيجة للثلث رغم خضوعهن للفحص، لذلك يضيف خطاب: يمكننا القول إن شريحة كبيرة من السيدات اللواتي خضعن لفحص، إما يعانين من مشكلة صحية ككتلة مثلاً أو ألم، علماً أن وجود ألم ينفي الإصابة بالورم أو لديهن في العائلة قريبة مصابة، مقارنةً مع من يقمن بالكشف فقط من باب الوعي والمتابعة بغضّ النظر عن الوضع الاجتماعي أو التحصيل الدراسي للسيدة.

وشدّد خطاب على ضرورة أن تخضع السيدات اللواتي تجاوزن 45 عاماً لإجراء ماموغرام كل سنتين من باب الاطمئنان والمتابعة، وإيكو للأعمار الصغيرة، إلا في حال كانت هناك قصة مرضية في العائلة، حينها يتوجب على السيدة ولو كانت بعمر صغير إجراء إيكو غرافي، مشيراً إلى أن وجود قصة مرضية في العائلة لا يعني بالضرورة إصابة القريبات الأُخريات بالورم، ولكن تبقى هناك عوامل خطورة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، مؤكداً أن التوعية والاهتمام مهمة القطاع الصحي، لافتاً إلى أن العام الحالي افتقر للحملات المكثفة عكس السنوات السابقة.

الجديرُ بالذكر أن سرطان الثدي يمثل 16% من جميع السرطانات، مع نسب شفاء تصل إلى 98% ما يؤكد أهمية الكشف المبكر، خاصةً وأن المصادر الصحية العالمية تشير إلى أن سيدة واحدة من بين كل 8 سيدات تُصاب بالمرض عالمياً، حيث بلغت أعداد المصابين 1,2 مليون سنوياً، نصيب الدول النامية من الوفيات هو الأكبر مع 69%.