مجلة البعث الأسبوعية

الدوري الكروي الممتاز… تأجيلات كثيرة وتنقلات عديدة للاعبين وأوضاع المدربين على فوهة بركان!

البعث الأسبوعية-ناصر النجار

لم يحظ الموسم الكروي بالنجاح الفني حتى الآن في ضوء غياب الاستمرارية، حيث تعرض الدوري الكروي الممتاز إلى التأجيل أكثر من مرة لأسباب متعددة قد لا يكون لاتحاد كرة القدم دور فيها وبالتالي فإن الضغط سيكون كبيراً لتعويض النقص في التاريخ والمواعيد، فلم تقم من مراحل الدوري إلا ثلاثة مراحل وهذا قد لا ينهي الدوري في مرحلة الذهاب بوقته وقد يتأخر الدوري الكروي هذا الموسم كغيره من المواسم.

بكل الأحوال فإن اتحاد كرة القدم قد يضطر لضغط مباريات الدوري في أسابيع مختلفة ليستطيع تعويض التأجيل الذي تم في الفترة السابقة، وربما كان الضغط على الدوري الممتاز وعدم وجود ملاعب صالحة سبباً لتأجيل الدوري الأولمبي الذي كان مقرراً إقامته الأسبوع الماضي، وبذلك يكون اتحاد كرة القدم حشر نفسه بالزاوية في مواجهة مسابقات هذا الموسم.

اضطراب فني

هذا الموسم كان أسرع من غيره من المواسم في عملية تغيير المدربين، ولاحظ الجميع أن الأندية غيّرت ثلاثة مدربين قبل انطلاق الدوري، كما غيرت مدربين اثنين بعد جولتين من انطلاق الدوري وهذا يدل على أن التغيير لم يكن لأسباب فنية إنما لأسباب إدارية والدليل أن إدارة الطليعة أعادت مدربها الأول فراس قاشوش بعد أن استقال المدرب الثاني علي بركات، فالتغييرات في أغلبها ناجمة عن خلافات مع الإدارة، والجميع بات يعرف أسباب استقالة المدرب محمد عقيل من الفتوة التي وصفها البعض بالجماهيرية لعدم قبوله من بعض جماهير الفريق بسبب تصريحات سابقة بحق نادي الفتوة، وأضاف على ذلك مراقبون أن المدرب رفض تدخل الإدارة بعمله الفني فكان الطلاق سيد الأحكام، العقيل اتجه بعدها إلى تدريب منتخب الشباب وهو أمر كان يستبعده البعض لوجود خلافات جوهرية سابقة مع اتحاد الكرة أدت لوصولهما إلى المحاكم بدعوى الافتراء والتشهير ولكن على ما يبدو كان الصلح خيراً فالتأم شمل الطرفين في منتخب الشباب.

المدرب البديل في نادي الفتوة كان أيمن الحكيم ووضعه حتى الآن غير مريح، واستمراره مع الفريق مرتبط بالنتائج التي سيحققها.

أحمد عزام كان المدرب الثاني الذي غادر الدوري من بوابة نادي الوحدة وسبق للعزام أن درب نادي الوحدة في المراحل الأخيرة من الدوري مدعياً أنه ساهم في إبقاء هذا الفريق العريق في الدوري ولولاه لهبط الفريق، في تصريح استهجنه البعض لأن الجميع ما زال يتذكر الأحداث ولأن الهبوط قائم على فريق واحد والمباريات التي أقيمت وقتها كانت تشير إلى هبوط المجد لأن بقاءه في الدوري كان يحتاج إلى معجزة، بكل الأحوال خروج العزام من نادي الوحدة كان بسبب تدخلاته في أمور لا علاقة له بها، فكان فسخ عقده بشكل ودي.

وظهرت في الآونة الأخيرة مشكلة قادها المدرب عزام من خلال شكواه على نادي الكرامة إلى الاتحاد الآسيوي لخلاف مالي بسبب مبلغ قليل وبسيط وهو ما أثار استغراب الكرويين لأنه في هذه الشكوى سيحصل على ما يريد لكنه سيضر بنادي الكرامة وهو أمر لاقى الكثير من الاستهجان.

المدرب الجديد في نادي الوحدة هو حسام السيد، ويأمل جمهور البرتقالي أن يقود الفريق نحو مربع الكبار فالنتائج الأولية لا تبشر بالخير، ونعتقد أن السيد بحاجة إلى بعض الوقت لينسجم مع لاعبيه ولكي يستوعبوا فكره الكروي.

في نادي الطليعة تبديلان سريعان، فالمدرب الذي حضّر الفريق كان ابن النادي فراس قاشوش وهو مستمر من الموسم الماضي، لكن خلافه مع الإدارة الجديدة على بعض الترتيبات أدت إلى استقالته فكان البديل المدرب علي بركات الذي سبق له تدريب جبلة والساحل، لكنه لم يصمد في النادي أكثر من جولتين فاستقال، الإدارة عينت بشكل مؤقت المدرب المساعد أيمن الخالد كمدرب طوارئ، لكن تأجيل الدوري أكثر من مرة لم يتح الفرص للخالد بقيادة فريق الطليعة بأي مباراة ليستقر خيار الإدارة على مدربها الدائم فراس قاشوش فعاد للفريق بعد صلحة عرب وتفاهمات على القادم من الأيام والمباريات.

خامس التبديلات كان في فريق الحرية عندما استقال المدرب مقوم عباس بعد جولتين من الدوري خسرهما الفريق وكان الوحيد بين فرق الدوري الذي لم يحقق أي نقطة ولم يسجل أي هدف، وكان البديل المدرب المصري أحمد حافظ أيضاً المدرب الجديد محظوظاً الأن فترة التوقف الطويلة هذه تساعده على ترتيب أوراقه وأوراق الفريق.

الاستقالات الخمس التي انعقدت لن تكون الأخيرة، وهناك على الطريق استقالات قادمة، فالإدارات مع جماهيرها لا تقبل إلا بالنتائج وهناك (عيون محمرّة) على بعض المدربين الذين قد يرحلون بعد أسبوع أو أسبوعين من استئناف الدوري.

تعاقدات أجنبية كثيرة

موضوع اللاعبين المحترفين في الدوري الكروي مرتبط بالسماسرة وعلاقتهم مع المتنفذين في أنديتنا، وأغلب اللاعبين المعروضين على أنديتنا لا يختلفون عن لاعبينا إلا بشيء بسيط وبعضهم أقل مستوى من مستوى الكثير من لاعبينا، لذلك دائماً فإن الشبهات ترسم حول بعض العقود من خلال المستوى المتدني لبعض المحترفين.

في لغة الأرقام فقد بلغت التعاقدات مع اللاعبين المحترفين حتى الآن 20 تعاقداً من خلال أعداد كبيرة من المحترفين الواصلين إلى أنديتنا الذين تم تجريبهم، وأكبر سوق لهؤلاء اللاعبين هو سوق الدرجة الثانية في العراق الذي يستورد من هؤلاء اللاعبين الكثير فيتعاقد مع البعض والبعض الآخر يبحث عن سوق قريب عبر سماسرة معروفين، فكان حظ أنديتنا من هؤلاء اللاعبين.

ولأول مرة يخرج التسوق إلى دورينا من خارج إفريقيا ليصل إلى المكسيك والأرجنتين، أيضاً كان لنا نصيب من موريتانيا والجزائر كلاعبين عرب، ولم يقتصر الانتقاء على مهاجمين بل كان للمدافعين نصيب في بعض الأندية التي تحتاج إلى من يشغل المراكز الخلفية.

بكل الأحوال المحترفون الذين شاركوا في المباريات حتى الآن لم يختبروا بشكل جيد لأن ثلاث جولات من الدوري لا يمكنها أن تحكم على هؤلاء، لكن لم نجد علامات الرضا من المراقبين والمتابعين عن نوعية المحترفين وبعضهم قال: لا يمتازون عن لاعبينا بشيء، بل إن بعض لاعبينا أفضل منهم، ومفهوم التعاقد مع المحترفين يأتي من مبدأ الحصول على لاعب أفضل وقادر على إضافة شيء مهم للفريق، وعلى ما يبدو أن موضوع التعاقد مع اللاعبين المحترفين كان موضوعاً تسويقياً أكثر من أن يكون فنياً، لذلك سنسمع مع مرور الجولات أن بعض الأندية ستفسح عقود بعض هؤلاء اللاعبين.

الفتوة بطل الدوري تعاقد مع المهاجم ماركوس جوزيف من ترينداد توباغو ليكون إلى جانب محمود البحر، لكن المهاجمين (الأجنبي والبحر) لم يظهرا حتى الآن في الدوري المحلي أو في البطولة الآسيوية وربما ذلك كان له دور في أسلوب اللعب أو إن التناغم لم يحصل حتى الآن في الفريقين فعملية الانسجام لا تبدو سهلة التحقيق وتحتاج إلى وقت طويل.

أهلي حلب (الوصيف) تعاقد مع ثلاثة لاعبين هم: النيجيري شيدوبيم شدراك إيزوغو (شادراك) والغاني أبو بكر كامارا والنيجيري سولين فيكتور أباتا، من المؤكد أن هؤلاء لم يقدموا حتى الآن الإضافة المطلوبة ولم يكونوا قادرين على منع الهزيمة في بطولة الاتحاد الآسيوي.

تشرين تعاقد مع المدافع كلاود إيكيه من الكاميرون والمهاجم خودا إمبايا من مالاوي ويقال إن هناك لاعباً ثالثاً قيد التجربة إدريسيا تراوري ليس لدينا أي معلومات عنه.

لكن المؤكد أن هناك مشكلة مالية مع اللاعبين الأجانب وأن البعض من هؤلاء لا يحضر التمارين والمباريات بسبب عدم قبضهم رواتبهم أو العقود، وبالفعل فإن نادي تشرين كما تورد الأخبار وضعه صعب على الصعيد المالي وخصوصاً أن الكثير من الداعمين تخلوا عنه.

الكرامة تعاقد مع ثلاثة لاعبين أولهم عبد اللطيف ناون من بوركينا فاسو والثاني جوزيف أوبيد ياسو من نيجيريا والثالث عيسى كوتي من نيجيريا أيضاً، وقيل عن الأخير إنه شاب موهوب يبلغ من العمر عشرين عاماً لذلك تعاقدت معه الإدارة لمدة ثلاث سنوات.

الوحدة حافظ على محترفه الغاني محمد أنس وأعلن موقع النادي الرسمي عن التعاقد مع مهاجم آخر من مالي اسمه تراوري من دون أي معلومات أو تفاصيل عن هذا اللاعب الجديد.

حطين تعاقد مع ثلاثة لاعبين هم، ديكو إبراهيم أبو من ساحل العاج وأليكسيس خافيير بارازا من الأرجنتين وكارلو البيرتو بينا من المكسيك وقيل الكثير عن المهاجم المكسيكي وسبقت وصوله (ضجة) إعلامية كبيرة لا ندري حقيقتها لكن ننتظر أن نرى هذا اللاعب (الفلتة) ما هو فاعل في المباريات التي ستمنحه حكمها الحقيقي في مستواه وأهليته.

الحرية سار على النهج من باب تقوية صفوفه وهو الوافد الجديد على الدوري الممتاز الذي يريد إثبات وجوده بين الفرق وإلغاء مقولة الصاعد الهابط، لذلك تعاقدت إدارة النادي مع ثلاثة لاعبين، أولهم المدافع أحمد آدم من موريتانيا والمدافع مصطفى سال من السنغال والمهاجم إبراهيم نور الدين من غانا، لكن الغريب أن مدرب الحرية المستقيل مقوم عباس لم يجد أن المدافع الموريتاني سيشكل قوة في خط الدفاع ففسخ عقده، لكن المدرب المصري وجد غير ذلك فأعاده إلى الفريق!

أخيراً فريق الساحل وقد تدرب معه اللاعب الجزائري ياسين بن ساسي لمدة أكثر من شهر ولم يصدر حتى الآن أي تصريح عن الإدارة بشأن قبوله أو رفضه وقيل إنه لم يحظ برضا الجهاز الفني، التعاقد الثابت هو المهاجم الكاميروني سيلو مارتين وقيل عنه الكثير من الكلام الجيد مدحاً.

بكل الأحوال فإن الدوري قدم لنا نصف هؤلاء المحترفين والنصف الآخر تم توقيع العقود معهم في الفترة الأخيرة ولم يظهروا للجمهور في أي مباراة، وجاءت فترة توقف الدوري عدة مرات لأسباب مختلفة ولمدة شهر خيراً على هؤلاء فمن الممكن أن ينخرطوا مع فرقهم بشكل جيد في هذه الفترة ويتعرفوا على اللاعبين وأسلوب اللعب وفكر المدربين.

تجاذبات داخلية

هناك الكثير من المشاكل الداخلية التي تؤرق بال أنديتنا وما زالت خلف الكواليس ولم تظهر للعلن حتى الآن، وهذا موجود في العديد من أنديتنا للأسف ويشير إلى غياب الاستقرار الإداري وغياب الدعم المالي لعدم وجود موارد مالية ثابتة ومصادر دخل تتحكم بها إدارات الأندية، ومن هذه الخلافات ما ظهر للعيان بين إدارة نادي الفتوة واللاعب ورد السلامة وأدى إلى فسخ عقد اللاعب، وحسب ما ورد من معلومات مؤكدة فإن البعض من أعضاء الإدارة من غير الكرويين يسرف في التدخل بشؤون الفريق الفنية واللاعبين ما يؤجج ذلك صراعاً داخل الفريق، وخصوصاً أنه ظهر في الفريق نغمة جديدة غير مستحبة تتبنى مقولة هذا ابن النادي وهذا ليس من أبناء النادي.

وسبق لإدارة النادي أن فسخت عقود عدة لاعبين منهم محمد قلفاط وزيد غرير ومعتصم شوفان، كما فسخت عقد ثائر كروما الذي انتقل إلى تشرين، لكنه عاد إلى الفتوة بطريقة لم يرها الكثير أنها مستحبة!

في القرارات الجديدة لإدارة نادي الفتوة تعاقدها مع الحارس أحمد كنعان الذي لعب للمحافظة والكرامة ليكون بديلاً من الحارس الثالث فاتح العمر الذي على ما يبدو أبعد عن الفريق، وفي آخر التعاقدات عاد لاعب الوحدة أنس العاجي إلى سرب فريقه بعد أن لعب في الموسم السابق لنادي الكرامة.