أخبارصحيفة البعث

الأنغلوساكسون يدفعون الشرق الأوسط نحو حرب كبرى

تقرير إخباري

لماذا تعمل واشنطن وحلفاؤها على تصعيد الصراع إلى نقطة “اللاعودة”، وهل ترى في ذلك بالفعل منفذاً لها لإعادة الهيمنة المفقودة؟ وتستطيع التكهّن بنتائج الحرب إذا ما وقعت؟.

مجموعة من التساؤلات يطرحها المراقب حول الموقف الأمريكي خاصة والغربي عموماً من عملية “طوفان الأقصى” التي قامت بها المقاومة الفلسطينية والتي كانت ردّاً طبيعياً على الإمعان الصهيوني في إذلال الشعب الفلسطيني وإغلاق سبل العيش في وجهه عبر تصعيد إجراءاته الإجرامية فيما يخص الاستيطان والمقدسات الإسلامية والمسيحية على حدّ سواء، بشكل دفع الشعب الفلسطيني دفعاً إلى اجتراح جميع الوسائل للردّ على الحصار الخانق الذي يعيشه في ظل الاحتلال، وخاصة ما يتعلّق بالسجن المفتوح في الهواء الطلق الذي يعيشه هذا القطاع، في ظل سيطرة الاحتلال الكاملة على معظم مقوّمات الحياة هناك.

فالغرب الجماعي منذ البداية أطلق يد القتل الصهيونية في أهالي غزة، وأعطى الصهاينة ضوءاً أخضر كاملاً لإبادة الشعب الفلسطيني الأعزل، بطريقة تؤكّد فيها أكثر المعطيات على الأرض أنه سيستدرج ردّ فعل عنيفاً في المنطقة ربّما تحوّل إلى حرب كبرى يزعم الغرب أنه يتحاشاها.

هذا الأمر دفع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف إلى القول: إن القوى الأنغلوسكسونية تدفع الشرق الأوسط إلى حافة حرب كبرى، مشيراً إلى أن نهج الغرب هذا يؤدّي عادة إلى تصاعد الإرهاب ونزوح ملايين اللاجئين.

لافروف حاول شرح الغاية من هذا التصعيد مؤكّداً أن هذا الخط الذي يتبعه الغرب تجلّى بشكل كامل في أوكرانيا والعراق وليبيا وسورية، حيث تصاعد الإرهاب والتطرّف، وتحطمت مصائر الناس، وتم تدمير الأسر، مع موجات مليونية للاجئين، ملمّحاً إلى أن الغرب بالفعل يسعى إلى ذلك، بالإضافة إلى أن أساليب الولايات المتحدة وحلفائها تشمل محاولات زرع الفوضى في مناطق مختلفة من العالم، وإثارة العداء بين الدول والشعوب، وتأجيج التناقضات بين الأعراق والأديان.

فالغرب اعتاد على حل مشكلاته على حساب الآخرين، واستغلال مواردهم، وحسب تعبير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، انتزاع ريع القوة المهيمنة.

الكلام ذاته كانت قد أطلقته المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قبيل العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، شباط العام الماضي، حيث أكّدت أن “هستيريا البيت الأبيض حول أوكرانيا لها دلالتها”، وأن “الأنغلوساكسونيين يريدون الحرب مهما كان الثمن”.

وأضافت: إن “الآلة العسكرية السياسية الأمريكية جاهزة لحصد الأرواح من جديد. والعالم كله يتابع كيف تكشف العسكرة والمطامع الإمبريالية عن نفسها”.

فالأمر إذن مع الاختلاف في الظرف إلى حدّ ما، هو سعي أمريكي نحو رفع حدة المخاطر في المنطقة بما يؤدّي إلى نزاع عسكري شامل أو حرب كبرى، فهل تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية التكهّن بنتائج هذه الحرب؟ وهل تتمكّن من التعويض عن هزائمها المتكرّرة في العالم في أوكرانيا وأفغانستان وإفريقيا من خلال محاولة الانتصار في هذه المنطقة الرّخوة حسب اعتقادها؟.

الأطراف المستهدفة في المنطقة أعدّت العدّة لجميع الخيارات، فإذا كانت الحرب الكبرى فلا بدّ من الانتصار الكامل على الغرب وطفله المدلّل في آن معاً، والأيام حبلى بكل ما يغيظ الغرب.

طلال ياسر الزعبي