جنون القنبلة الذرية
تقرير إخباري
في خضم الحرب الشرسة التي يشنها الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، اقترح أميحاي إلياهو، الوزير الإسرائيلي المسؤول عن “التراث”، استخدام القنبلة الذرية وإلقائها على غزة، كما لو أن القصف الهستيري والوحشي والقصف البري والجوي والبحري، واستهداف السكان المدنيين لا يوازي إلقاء قنبلة ذرية.
هذا هو المكان الذي تقوده حكومة مشكلة من متطرفين مجانين يعيشون في أوهامهم الخطيرة: وزير التراث الإسرائيلي من حركة متطرفة لم يكتف باقتراح استخدام القنبلة الذرية في قطاع غزة فحسب، بل اقترح أيضاً ترحيل سكانه إلى أيرلندا أو إلى الصحاري المصرية.
بينما تحاول واشنطن، عبر وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أن تتحول إلى “وكيل يهودي حقيقي”، للحد، إن لم يكن تخفيف، من الضرر الناجم عن العدوان الوحشي، على صورة “إسرائيل” الكارثية في العالم. وبينما يحاول الكيان كسب الوقت برفض وقف إطلاق النار، وطلب المزيد من الأسلحة والذخائر والمستشارين العسكريين لتحقيق هدف غير واقعي، فقد تظاهر نتنياهو بإيقاف الوزير عن العمل، لكنه رفض إقالته. أما وزير الأمن، إيتمار بن غفير فهو متعنت، بل ويعزف نغمة الحرب الشاملة، وهذا الوزير ليس الوحيد الذي يفكر بهذه الطريقة. فهناك أيضاً وزير الشتات الإسرائيلي، الذي أعلن عن تأييده لاستخدام الأسلحة النووية ضد قطاع غزة. ولذلك فهي حالة ذهنية راسخة داخل هذه الحكومة باعتبارها الأكثر تطرفاً في تاريخ الكيان الإسرائيلي منذ عام 1948.
من هنا، طلبت روسيا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلقاء نظرة جدية على البرنامج العسكري النووي الإسرائيلي، ولكن للأسف، ليس هناك فرصة لهذا النداء الروتيني أن يُسمع في عالم تحاول فيه المزيد من الأصوات التقليل من شأن وتطبيع استخدام الأسلحة النووية التكتيكية خلال الحرب في أوكرانيا، حيث يعتقد المسؤولون العسكريون الأمريكيون اعتقاداً راسخاً أنه من الممكن تحقيق النصر.
إن ما يحدث في الشرق الأوسط هو نتيجة فشل أمريكا الذريع في الجبهة الأوكرانية، والذي يبدو من نتائجه فتح ملف قديم من ملفات السياسة الدولية: القضية الفلسطينية. لكن ما تغير هذه المرة هو أن واشنطن فقدت بشكل نهائي كل أمل أو إمكانية لتقديم نفسها كراعِ أو وسيط لعملية سلام لم تكن موجودة قط.
هيفاء علي