الجمعية التاريخية السورية تحتضن ندوة عن “جريدة حمص”
البعث ــ نزار جمول
لم تزل الجمعية التاريخية السورية في حمص تأخذ دورها الريادي في ترسيخ الثقافة ومفرداتها، فقد دعت أسرة تحرير جريدة حمص العريقة التي صدرت بعددها الأول في الثالث عشر من تشرين الثاني من العام 1909 من القرن الماضي، التي تعتبر حاضنة للثقافة وهمزة وصل بين أبنائها وإخوانهم في بلاد الاغتراب، لإقامة ندوة بعنوان ” جريدة حمص ماض وحاضر ومستقبل” أدارها مدير تحرير الجريدة مرهف شهلة، بحضور عدد من الأدباء والمثقفين من حمص.
وقد أكد شهلة أن جريدة حمص ومنذ تأسيسها حتى اليوم، والتي أصدرت أول أعدادها في شهر تشرين الثاني من العام 1909 في القرن الماضي عن مطرانية الروم الأرثوذكس، والتي أسسها آنذاك المطران أثناسيوس عطاالله ميتروبوليت حمص للروم الأرثوذكس وبقيت حتى الآن صلة الوصل بين أبناء مدينة حمص وأقربائهم في بلاد الاغتراب، ووقتها قام المغترب من البرازيل بشارة المحرداوي بالتبرع لشراء مطبعة تخص الجريدة، وأوضح شهلة أن الصحيفة توقفت إبان الحرب العالمية الأولى في العام 1914 وعادت في العام 1920 بعد انتهاء الحرب، واستمرت لتتوقف في الثلث الأخير من العام 1932 حتى آذار 1950، ولتحتجب مجدداً في العام 1953 ثم عادت للنشر في تموز من العام 1955، وأكد أن الصحيفة استمرت بالصدور حتى العام 2001 بدعم من المطران جاورجيوس أبو زخم ليتم نقلها إلى المدرسة الغسانية مع أرشيفها بعد تجديدها بمطبعة حديثة ملونة، وليصدر العدد الأول بالطباعة الملونة في منتصف تشرين الثاني من العام 2001 في نفس الموعد الذي كانت تصدر فيه حين تأسيسها، ولتتوقف مرة أخرى في العام 2012 بسبب الحرب الإرهابية على سورية بعد أن تم تدمير مقرها بالكامل، مبيناً أن نقل الأرشيف في نفس العام إلى كنيسة البشارة في حي المحطة قبل الحصار على حمص القديمة وحفظه في مكان آمن، وأن آخر عدد تم حفظه إلكترونياً في الثاني من شباط من العام 2012 ولم يتم نشره بسبب تداعيات الحرب.
وأشار شهلة إلى أن المرحلة الجديدة للجريدة ومن خلال موقعها الإلكتروني بدأت بعد نقل أرشيفها ولتحصل على ترخيص جديد في العام 2016 مع مدير تحريرها وصاحب الامتياز وليصدر العدد الإلكتروني الأول في الرابع من نيسان من العام 2021 بوجود فريق إعلامي متطوع من أبناء حمص المحبين لهذه الجريدة التاريخية، واستعرض مدير التحرير كيفية مواكبة الجريدة لأحداث الزلزال المدمر وتداعياته في عددها السادس من العام 2023، مبيناً أن هذا العدد أو ضخ المبادرات الإنسانية والمساعدات التي قدمها أبناء مدينة حمص للمنكوبين بالزلزال، وآخرها اهتمام الجريدة بالقضية الفلسطينية، ودعمها للمقاومة وحق الشعب الفلسطيني بالعودة لأراضيه.
وتطرق شهلة إلى أن الجريدة اهتمت بالأحداث والأنشطة الأدبية والثقافية التي تذخر فيها حمص، وقامت بنشر كل الفعاليات الثقافية عن أهم الكتاب والشعراء الذين نشروا نتاجهم في الجريدة، مؤكداً أن هذه الجريدة العريقة ستبقى بأرشيفها الثري مرجعاً للمثقفين والمهتمين بتاريخ حمص وسورية، كما شاركت في العديد من الورشات الإعلامية والأنشطة الثقافية التي احتضنتها حمص .
وبيّن شهلة أن جريدة حمص مستمرة بعملها ودورها الريادي لتبقى حاضنة للثقافة والمثقفين، وهي التي تحمل في طياتها إرث الماضي والحاضر والمستقبل، وستبقى رسول للمحبة بنقل أخبار البلد الأم “سورية” لكافة الأبناء في الوطن والمهجر عبر صفحاتها الورقية والإلكترونية .
واختتمت الندوة بفتح باب المداخلات التي أغناها الحضور وتبادل الأحاديث والذكريات، والأحداث التي تم تدوينها في صفحات الجريدة على مدى السنوات التي بدأت منذ بداية القرن الماضي وحتى الآن .