أخبارصحيفة البعث

اليمن تتصدر العناوين

تقرير إخباري

تشير آخر التطورات في القطاع الجنوبي من البحر الأحمر قدرة اليمن في التأثير على وقف العدوان الإسرائيلي السافر على قطاع غزة، بل والتأثير على تعطيل الشحن العالمي، وتعطيل الخدمات اللوجستية العالمية عبر قناة السويس والبحر الأحمر إلى حد كبير. على الرغم من أنها تصدرت عناوين الأخبار العالمية في السنوات الأخيرة بسبب الحرب التي قادها التحالف ضدها، إلا أن اليمن- أفقر دولة بين الدول العربية-  التي يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة، لديها ترسانة قوية جداً من الأسلحة، حيث تمتلك صواريخ يصل مداها إلى 2000 كيلومتر.

قبل عشرين عاماً، عندما شن بوش الابن حربه المزعومة على الإرهاب، لم يتحدث خبراء الأمن العالمي إلا عن التهديد الذي يواجهه الوضع الراهن من قِبَل “الجهات الفاعلة غير الحكومية” التي تعمل بأموال زهيدة. واليوم، تقدم فن الحرب إلى درجة أصبح فيها باستطاعة الجهات الحكومية الصمود أمام أقوى جيوش الدول ذات الميزانيات العسكرية العالية. ويبدو أن حكومة نتنياهو لم تدرك أهمية هذا التغيير، في حين تعلم الكرملين الدرس بسرعة خلال حربه مع أوكرانيا، وأصبح الآن أكثر قدرة على ملاحقة أهدافه في ساحة المعركة في عصر التفجيرات الانتحارية والطائرات الهجومية بدون طيار.

علاوة على ذلك، وفيما يتعلق بالموقف الخاص لمحطات البث الغربية الكبرى مثل “سي إن إن- بي بي سي” في الأسابيع الأخيرة، يجدر التنويه إلى التحول الملحوظ في سياسة تلك القنوات التي باتت تدعم القضية الفلسطينية بشكل موضوعي، وتدين “إسرائيل” لمراوغتها ودعايتها الفاضحة. على سبيل المثال، فضح محاولة المتحدث العسكري الإسرائيلي تقديم مقاطع فيديو مراقبة لمنطقة القبول في مستشفى الشفاء كدليل على استخدام المؤسسة كمنطقة عسكرية، لكن هذه المادة لم تنجح في اختبار الإثبات الذي أجرته المذيعات ولم يتم عرضها، على الرغم من أنها انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، ووصلت إلى صفحات صحيفة “نيويورك تايمز”، إذ كان هناك انفصال قوي بين ما قاله المذيعون على الهواء، وما تفعله حكوماتهم في دعم نتنياهو الكامل .ومع ذلك،  يبدو أن هذا الانفصال أصبح الآن تحت التهديد، حيث تخلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن صورها الطويلة عن تأثير الحرب على المدنيين الفلسطينيين، وخاصة على المستشفيات، وبدلاً  من الحديث عن العدوان الإسرائيلي، بدأت بنشر السجل القديم  الخاص بما أسمته  “الفظائع الروسية”  ليحل محل التقارير الخاصة بالفظائع الإسرائيلية كلما أمكن ذلك، نتيجة تعرضها لضغوط مكثفة من قبل الحكومة البريطانية.

هيفاء علي