رياضةصحيفة البعث

خسارة اليابان تكشف واقع كرتنا وتجديد المنتخب ضرورة

ناصر النجار

خيّب منتخبنا الوطني لكرة القدم آمال كل محبيه بالخسارة القاسية أمام المنتخب الياباني بخمسة أهداف نظيفة بعد أداء خجول من منتخبنا وأداء أشبه بتمرين إيجابي من المنتخب الياباني.
ولا شيء في المباراة تغير عن المتوقع على الإطلاق، رغم أننا تمسكنا ببعض الآمال والأحلام عسى أن يقدم منتخبنا مباراة جيدة وجميلة، هكذا انحصرت أمنيات الجميع بتقديم عرض يليق لا بتحقيق نتيجة مرضية فالمسافة بيننا وبين الكرة اليابانية كبيرة جداً، هم يخططون لمستقبلهم ويحلمون بالفوز ببطولة كأس العالم عام 2050 ونحن نحلم بتقاسم غنائم كرة القدم، هذا هو الفارق بيننا وبين الكرة اليابانية.

الجميع كان يدرك صعوبة المباراة والجميع كان يحلم بأداء جيد، مجرد أداء، وتوقع عشاق كرتنا أن يقدم المدرب هيكتور كوبر خلاصة تجاربه الكروية وخبرته في المباراة، وتوقعنا أن يملك سلاح المباغتة وأن يستغل الغياب المؤثر في صفوف المنتخب الياباني، ولكن الجميع فوجئ بالتشكيلة التي نزل بها في هذه المباراة لتؤكد أن منتخبنا بواد وكرة القدم بوادٍ آخر.
في المباراة ظهر منتخبنا بأسوأ صورة له، لاعبون عديمو الحيلة فاقدوا العزيمة مستسلمين لواقعهم، والحقيقة التي يجب التأكيد عليها أن هذه هي حدودنا ونحن لم نملك الخيار الأفضل لأننا لا نريد الخيار الأفضل.
والمؤسف أن كرتنا أمام عقلية هشة لا تعي ما كرة القدم وماذا يلزمها، فأن تلعب أمام اليابان بخط دفاع عمره الافتراضي انتهى فهذا قمة المهزلة وأن تبقي على مجموعة اللاعبين الذين فقدوا الحيوية والمهارة فهذا أسوأ تصرف، لذلك كان يردد البعض رداً على ذلك: لن ينفع مع هذا المنتخب أي مدرب مهما بلغ صيته ومهما حقق من إنجازات لأنه سيدفن كل هذه الإنجازات في منتخبنا ويعود خائباً من حيث أتى، ولن ينتفع إلا بالملايين التي قبضها وسط حسرة كرتنا وألمها.
الكمبيوتر الياباني لم يعطل كرتنا فهي معطلة بالأساس، والحقيقة أن منتخبنا لن يقدم في هذه الأوقات ما يثلج الصدر لأن فاقد الشيء لا يعطيه، لذلك القرار السليم يكمن بالعناية بالوجوه الجديدة ونعتقد أن منتخبات الأمل هي من تحتاج إلى مدربين عالميين وليس منتخب متوسط أعماره تجاوز الثلاثين سنة.

الخسارة لا تعني أننا خرجنا من المنافسة ولكن علينا إيجاد الحلول السريعة لتفادي أذاها فالنهائيات الآسيوية على الأبواب ومنتخبنا بحاجة إلى وجوه شابة تجعله أكثر حيوية وشباباً وهذا ما نحتاج إليه اليوم الخبرة إلى جانب الشباب.