دروس توضيحية.. أم وجبات “مفضلة” على نفقة الطلاب؟!
البعث – علي حسون
لا يختلف اثنان على هدف “الدروس التوضيحية” في المدارس، وما تساهم به في تعزيز النمو المهني لدى المعلمين والابتعاد بهم عن الدروس التقليدية، من خلال تطبيق استراتيجيات تدريس حديثة تواكب التطور الحضاري، مثل توظيف استراتيجيات التعلم النشط، إلا أن هناك من المدرسين من يبالغون في تطبيق المبتغى من الدرس من خلال تحميل التلاميذ تكاليف مالية، أسرهم بغنى عنها، لاسيما ضمن هذه الظروف المعيشية الصعبة.
“جاط سلطة” للمعلمين!
ولدى المتابعة السريعة لصفحة إحدى مدارس ريف دمشق، والتي نشرت درساً توضيحياً لمادة العلوم، تبدو الصورة أبلغ تعبير عن الإغراق والمبالغة في توضيح الهدف من الدرس، وذلك من خلال إعداد “جاط” كبير من “السلطة” أو “التبولة”، وإلى جانبه ما يكفي من لوازم واحتياجات لإطعام مدرسة كاملة مع طلابها وكادرها الإداري والتدريسي!
وفي حين اعتبر رئيس شعبة التوجيه في تربية ريف دمشق، عبد القادر عموري، أن المناهج المطورة تتطلب ارتباط الطالب بالواقع بشكل كبير، لاسيما بحسب عنوان وموضوع الدرس، من خلال مزج الألوان بطريقة مشوقة، ونشاط يستمتع من خلاله المتعلم، مع التأكيد على عدم المبالغة بهذه الأمور، تساءل كثير من المتصفحين عما إذا كان توضيح الدرس يستحق كل هذه التكلفة الباهظة من مواد تحضير (خيار وبندورة وزيت وحامض) وغيرها من مستلزمات الطبق، علماً أن المواد الموجودة لإعداد “جاط السلطة” على نفقة التلاميذ كما هو دارج في مدارسنا، وغمز آخرون بأن مثل هذه الدروس المبالغ فيها تأتي لتلبي رغبة بعض المدرسات والكادر الإداري يوجبتهم المفضلة في اليوم التالي، بعد الانتهاء من الدرس، وخاصة منها وجبات “التبولة ” و”السلطات”، علماً أن الأهالي أصبحوا يعانون من هذا المصروف الإضافي على أبنائهم.
رفض المبالغة
مديرة المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية الدكتورة ناديا الغزولي نوهت بأهمية الدروس التوضيحية وضرورة الخروج عن الطرق التقليدية وترغيب التلميذ بالمادة، وخاصة بما يتعلق بالتربية المهنية، وذلك من خلال التعليم والتعريف بما هو موجود في بيئتنا الزراعية وكيفية المحافظة عليها، إلا أن الغزولي رفضت المبالغة أو تحميل الطلاب أي تكاليف مادية، لاسيما أن الدرس غايته التوضيح فقط، وليس من الضروري التوسع في الشرح عبر تكبيد الطلاب تكاليف مالية باهظة.
ووعدت الغزولي بمتابعة الموضوع وتوجيه كافة المدارس بالالتزام والتقيد بما هو مطلوب من دون أي زيادة.