“اللاأدرية الصّوفية عند النّفري” و”الاستشراق الفرنسي” في العدد الجديد من مجلة “جامعة دمشق”
نجوى صليبه
صدر المجلد التّاسع والثّلاثون ـ العدد الرّابع ـ من مجلّة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانية للعام 2023، ويضمّ المجلّد ستة عشر بحثاً، وأمّا المواضيع فتتنوّع بين الدّراسات الإعلامية والاجتماعية والنّفسية، لكنّنا سنتوقّف عند المواضيع الأدبية وسنبدأ بـ”اللاأدرية الصّوفية عند النّفري” الذي أنجزه علي صقر طالب الماجستير في قسم الفلسفة وحكّمه الدّكتور هيفرو ديركي الأستاذ المساعد في القسم، ويهدف البحث إلى تبيان أنّ النّفري يعدّ متصوفاً فريداً في تاريخ التّصوّف الإسلامي، اختلف عن التّوجّه العامّ السّائد بين المتصوّفة المسلمين الذين تقوم تجاربهم الرّوحية على قاعدتين رئيسيتين، الأولى هي: الطّريق الصّوفي باتّجاه الألوهية من أجل إيجاد نوع من العلاقة معها على أساس الاتّحاد بدرجات متفاوتة بين العبد وربه، والثّانية هي: توكيد وجود المطلق أو الإله في نهاية هذا الطّريق، وتحديد نوع العلاقة التي تمّ الانتهاء إليها، سواء أكانت حلولاً أم وحدة شهود أم وحدة وجود أم وحدة مطلقة.
ونقرأ في الملخّص: “لكنّ النّفري كما حاول البحث أن يثبت لم يسلّم بطريق صوفي واضح ولم ينتهِ إلى توكيد أي نوع من الاتّحاد، وهذا ما يمكن أن يعدّ موقفاً لا أدرياً فريداً في تاريخ التّصوّف الإسلامي، ولقد اتّجه البحث إلى كشف طبيعة هذه اللا أدرية الصّوفية عند النّفري، استناداً إلى استقصاء طريقة تعامله مع مفهوم الحقيقة، إذ إنَّ الحقيقة عموماً في أفق التّجربة الدّينية بعامّة والصّوفية بخاصّة، يجب أن تكون ثابتةً مطلقةً حتّى يتأسس عليها اليقين الذي هو عماد التّجربتين الدّينية والصّوفية؛ لكنّ المفاجئ كما كشف البحث أنَّ النفري كان ضدّ ثبات مفهوم الحقيقة، ولذلك لم يكن من مؤيّدي اليقين، وهذا يعني أنّه يمثّل حالةً خاصّة داخل التّجربة الصّوفية، ولذلك سعى البحث إلى تأويل نصوصه من هذا المنظار الجديد”.
“بدايات الاستشراق الفرنسي وأثرها في تكوين المدرسة الفرنسية” عنوان البحث الذي أنجزته المعيدة آمنة خرسه في قسم الفلسفة، وحكّمه كلّ من الأستاذة الدّكتورة سوسان إلياس والدّكتور محمد الطّاغوس، وتسعى هذه الدّراسة إلى البحث عن نشأة وبداية مدرسة الاستشراق الفرنسي من قبيل الإرهاص، ولا تعدو هذه البدايات عن كونها محاولات للتّعرّف على الشّرق الإسلامي المترامي الأطراف، الذي تعرفوا عليه بطرقٍ شتّى منها وصول المسلمين إلى الأندلس، إلّا أنّ شمس المعرفة الشّرقية التي يمثّلها العرب المسلمون سطعت منذ أن أنشأت فرنسا مدرسة اللغات الشّرقية في باريس، ومع تسارع الأحداث الزّمنية، ويضيفون: “كانت فرنسا السّباقة في مضمار الاستشراق، إذ تأسّست الجمعية الآسيوية في باريس عام 1873م، فضلاً عن أنّ أوّل مؤتمر للمستشرقين عُقد في باريس عام 1822م، الذي كان إيذاناً لبدء عهد جديد في الدّراسات الاستشراقية على الرّغم من تعدّد الأهداف والدّوافع والنّوايا والظّروف التي تهيأت لهذه المدرسة، لكنّ مدرسة الحوليات الفرنسية بشكلٍ خاصّ كان لها دور مهمّ في التّكيّف معرفياً”.
وفي الخط، قدّمت طالبة الماجستير بقسم اللغة العربية روان الحسين بحثاً بعنوان “علل مخالفة الأصل في كتابة بعض الألفاظ في قسم الخط من شرح الشَّافية للرَّضيّ”، وتحاول الحسين في هذا البحث الذي حكّمه الدّكتور عبد النّاصر عسّاف المدرّس في قسم اللغة العربية ومن خلال استقراء علل مخالفة القياس في الخطّ العربيّ في شرح مقدّمة الخطّ من شرح الشّافية لرضيّ الدين الأستراباذيّ جمع العلل الّتي استخدمها الشّارح في تعليل مخالفة بعض المفردات للصّورة القياسيّة للإملاء العربيّ، ثمّ تتطرّق إلى المقارنة بين علل الخط وعلل علوم العربيّة الأخرى، والنّظر إليها من حيث الدّلالة، ومن حيث التّقليد والتّجديد، وذلك بهدف الوصول إلى فهم أقرب لعلل الخط العربيّ.
ومن الخطّ إلى المكتبات والدّراسة الميدانية التي أنجزها محمد نظير رجب طالب دراسات عليا ـ دكتوراه ـ في قسم المكتبات والمعلومات تحت عنوان “مكتبات كليات جامعة تشرين في ظلّ معايير الجودة العربية والدّولية” وحكّمها الأستاذ الدّكتور عيسى العسّافين أستاذ في القسم ذاته، وتهدف إلى دراسة واقع مكتبات كليات جامعة تشرين في ضوء أهم معايير الجودة التي اعتمدتها جمعية مكتبات الكليات والبحوث الأمريكية ACRL والمعيار العربي الموحّد للمكتبات الأكاديمية، والتّعرّف على أوجه القصور في تطبيق هذه المعايير، وإلقاء الضّوء على أهم الصّعوبات التي تحدّ من عملية تطبيقها، واعتمد الباحث على المنهج الميداني في دراسته، وأظهرت نتائج الدراسة أنّ تطبيق مكتبات كليات جامعة تشرين لمعايير الجودة العربية والدّولية كان بمستوى متوسط، وكان نقص الموارد المالية في المرتبة الأولى بالنّسبة للصّعوبات التي تحدّ من تطبيق معايير الجودة، في حين أتى في المرتبة الثّانية “عدم وجود الدّعم الكافي من قبل الإدارة العليا” و”غياب الإدارة الفاعلة للموارد البشرية في الجهاز الإداري والفني للمكتبات”، وأوصت الدّراسة بضرورة إعادة هيكلة مكتبات جامعة تشرين بما يتناسب ومعايير الجودة للمكتبات، وذلك من خلال توفير البنية التّحتية لتكنولوجيا المعلومات، والقيام بورشات تدريبية في مجال الجودة للعاملين في مكتبات جامعة تشرين بالتّعاون والتّنسيق بين مركز الجودة والمكتبة المركزية والتي من شأنها تطوير الأداء وتحقيق الكفاءة في تقديم الخدمات.