رياضةصحيفة البعث

البوكسينغ داي… تقليد مميز يزيد الأرباح ويرفع عدد الإصابات

يترقب عشاق كرة القدم وخاصة الكرة الإنكليزية مباريات هذا الأسبوع، حيث تطل باقي دوريات أوروبا الكبرى، ليبقى الدوري الإنكليزي الممتاز محافظاً على تقليد الـ “البوكسينغ داي” أي يوم الصناديق، فتلعب فيه ثلاث جولات بدأت في 23 من الشهر الجاري.

وتأتي التسمية نسبة لصناديق الهدايا التي توزع في عيد الميلاد، حيث يتم جمع هذه الصناديق في اليوم التالي، ويميز هذا التقليد الدوريين الإنكليزي وجاره الإسكتلندي، فيجعلهما محط أنظار العالم خلال هذه الأيام التي تكون فيها كل الدوريات الكبرى في إجازة تامة من المباريات وحتى من التدريبات، مما يضاعف الإعلانات فيه ويميزه في حقوق البث التلفزيوني عن سائر أيام العام.
وتنتعش خزائن الأندية الإنكليزية بشكل عام في هذه الأيام، ليس فقط من دخل الإعلانات والبث التلفزيوني، بل بالإقبال الشديد على مشاهدة كل المباريات حتى للفرق ذات الشعبية المحدودة، من منطلق رغبة العائلات والأفراد في الاستمتاع بإجازاتهم بمشاهدة مباريات كرة القدم من المدرجات، ولهذه الغايات نشهد إقامة تقليد مشابه في أستراليا وبعض الدول لكسب المال فقط.
وتبقى السلبية الوحيدة لهذا التقليد ارتفاع عدد الإصابات بين اللاعبين وخصوصاً من يلعبون في الدوري الإنكليزي لأول مرة.
وما لا يعرفه البعض أن هذا التقليد يعود إلى عام 1860، وليس كما يشاع أنه عُرف عندما تأسس الدوري الإنكليزي الممتاز بالمسمى الجديد مطلع تسعينات القرن الماضي، حيث جمعت المباراة الأولى في هذه الجولة بين اثنين من أعرق الأندية في العالم شيفيلد وهالام، وأقيمت هذه المباراة تحت قوانين شيفيلد، حتى أن بعض لاعبي شيفيلد كانوا يسمحون لأنفسهم بالتقاط الكرة بأيديهم!
الاتحاد الإنكليزي تدخل في جدول المسابقة في ذلك اليوم حتى يضمن الحصول على أعلى نسبة مشاهدة، حيث نظم جدول المباريات ليجمع بين كل فريق وغريمه المحلي التقليدي، أو فرق على مقربة من بعضها البعض، حتى لا يحتاج المشجعين للسفر مسافات طويلة بعد يوم عيد الميلاد، خصوصاً أنه يتم تخفيض الجداول الزمنية للقطارات، ووسائل النقل، كما أن بعض الجماهير التي لا يكن بمقدورها حضور مباريات فرقها في غالبية الموسم، تكون جولة “بوكسينغ داي” مناسبة جيدة بالنسبة لهم لمشاهدة مباراة ديربي أو مباراة قوية.
وفي عام 1979 وقعت اشتباكات عنيفة بين أنصار شيفيلد وينزداي وأنصار شيفيلد يونايتد، وألقي القبض على إثرها على 50 مشجعاً من الجانبين، وهو ما نمى بعد ذلك ظاهرة “الهوليغانز” التي عانت منها كرة القدم الإنكليزية على المستوى الدولي والمحلي.
ورغم أن بريطانيا تتفاخر بهذه الجولة، لكن البعض يرى أن تلك الفترة من كل عام وعدم وجود عطلة شتوية من أسباب تدهور مستوى المنتخب الإنكليزي الأول، كون أن اللاعبين الإنكليز يعانون من التعب بعد انتهاء الموسم الذي يشمل 3 مسابقات محلية إضافة إلى المسابقات الأوروبية.