الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

المهندسان فاروق سايس وحسام الدين إدلبي يفوزان بجائزة الأسدي لتوثيق التراث

حلب-غالية خوجة    

احتفت جمعية سور للتراث الثقافي في حلب برعاية الأمانة السورية للتنمية بجائزة العلامة خير الدين الأسدي ـ فئة توثيق التراث، في منارة حلب القديمة، والتي فاز فيها المهندسان فاروق سايس وحسام الدين إدلبي.

وفي تصريح لـ “البعث”، أكد المهنس سايس، خريج علم الآثار، والمصمم عن ماكيتاته المصاغة ألعاباً تعليمية ثلاثية الأبعاد لمواقع أثرية سورية موجهة للأطفال: هي أول جائزة أنالها في حلب، وسورية، وتحمل اسم العلامة خير الدين الأسدي، وتقدم إضاءة على المهتمين بالتراث، وضمن ذلك رشحتني جمعية “سور” لهذه الجائزة، وفزت بها.
أمّا عن حلب، فأجاب: جميلة بكل مفرداتها، وأنجزت موكيت قلعة حلب مؤخراً، وزرتها وشربت القهوة متأملاً ذاكرتها، كما زرت الأسواق القديمة، وحزنت على ما أصابها أثناء الحرب الظلامية، لكن هناك تفاؤل بعودتها بعد الترميم وإعادة الإعمار.
أمّا الفائز الثاني فكان المهندس المعماري إدلبي، الذي حاز بحثه “التقنيات التنفيذية للعناصر المعمارية الخشبية في مدينة حلب القديمة ـ الأكشاك كحالة تراثية”، ويتحدث فيه عن فنيات الأكشاك الخشبية والمشربيات والنوافذ وزخارفها واتجاهاتها، وكيف كانت عناصر أساسية في البيوت الحلبية القديمة، لكنها بدأت تغيب عن ثقافة البناء لأسباب عديدة، منها مادية، ومنها تدني الحرف المتخصصة، إضافة لتشوهات الأكشاك إنشائياً ومعمارياً لأسباب مختلفة. وقدم  إدلبي بحثه المستقرئ لهذه العوامل، مؤكداً على ضرورة العمل تناغمياً بين المهندس والنجار لتستعيد العمارة ملامحها ومنها الأكشاك وفنونها، خصوصاً، مع إعادة إعمار حلب القديمة.
بدوره، أكد الباحث الكاتب محمد قجة على فاعلية جمعية “سور” وما تمثله من جدية في الحفاظ على التراث المادي واللامادي، وتلاقيها مع رابطة أصدقاء حلب في كندا التي يرأسها ناهد كوسا مؤسس جائزة الأسدي التي بدت بفئة واحدة عام 2015، ثم اتسعت لتشمل عدة فئات، وكيف كانت جمعية العاديات تحتضن توزيع جوائز الباحث الشاعر خير الدين الأسدي علاّمة حلب، الذي كان نائباً لرئيس جمعية العاديات لمدة 21 سنة، التي كان رئيسها د.عبد الرحمن كيالي.
ولفت قجة إلى أن الأسدي لم يُنصف في حياته، لكن، أنصفته أمور كثيرة بعد وفاته، فنال وسام الاستحقاق السوري بتوصية من الشاعر سليمان العيسى، كما أن “العاديات” حولت كتابه “موسوعة حلب” من الورق إلى الرقمنة، وساهم في تحويلها الكترونياً فريق عمل منهم أحمد أمين الشعار، تميم قاسمو، يعرب كاشور، محمد كمال.

لكن، ماذا عن جمعية “سور”؟
أخبرتنا رئيسة مجلس إدارتها الدكتورة ثريا زريق، مهندسة عمارة، ماجستير في إعادة تأهيل لمدن القديمة، وكانت دكتورة في كلية الهندسة المعمارية بجامعة حلب: جمعيتنا تهتم بالتراث الثقافي السوري المادي واللا مادي، وبالحفاظ عليه كونه جزءً من هوية الفرد والمجتمع، وتهدف إلى توعية المجتمع بهذه الهوية الحضارية بكافة الأشكال الممكنة ومنها تنظيم جولات ميدانية في المدينة القادمة، ورحلات تثقيفية إلى المدن والمواقع التاريخية والأثرية، وبرنامج محاضرات أسبوعي توعوي، إضافة للمساهمة في ربط التراث بالتنمية المستدامة باعتباره تراثاً حياً مستمراً في بناء المستقبل، ولذلك نهتم بتنظيم المسابقات المحلية والدولية، وندعم كافة النشاطات التي تزيد فرص العمل في مجال التراث الثقافي، وندعم الحرف والصناعات التراثية وكافة النشاطات المحققة للتماسك الاجتماعي في المواقع والمدن الأثرية، كما نساهم في دعم ترميم التراث العمراني وإجراء الدراسات والأبحاث بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، ونهتم برعاية الكوادر العلمية والفنية وندعم الإبداع والمبدعين.
وخصتنا بقولها: مع بداية الإشهار طلبت التشاركية معنا جهتان، وعملنا 4 نشاطات مع الأمانة السورية للتنمية، أذكر منها المحاضرة الأولى للآثاري العالمي منار حمّاض صاحب دار حماض، والثانية عن الأيقونات السورية وكانت للأب بيير المصري.